تقرير(ديبريفر) - شهدت أغلب جبهات القتال في ثلاث محافظات يمنية في الآونة الأخيرة تصعيداً عسكرياً هو الأعنف منذ بداية الحرب نهاية مارس 2015 في اليمن، بين القوات التابعة للحكومة المعترف بها دولياً وجماعة أنصار الله(الحوثيين).
يأتي هذا بالتزامن مع التحركات الدولية للضغط على أطراف الصراع المسلح في اليمن للجلوس إلى طاولة المفاوضات لوقف الحرب.
وقالت صحيفة "القدس العربي" في تقرير لها، السبت، "في الوقت الذي شنت فيه جماعة الحوثي هجوم كبير على جبهات محافظة مأرب مطلع الشهر الماضي، في إطار تصعيدها العسكري هناك ومحاولتها السيطرة على مدينة مأرب، التي استعصت عليها منذ العام 2014 قامت القوات الحكومية منذ الأسبوع الماضي بتصعيد مماثل في جبهات جديدة في تعز وحجة".
وأشارت إلى أن الجانبان يتسابقان" على إحراز تقدم وتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض، مع قرب المفاوضات المحتملة حول مشروع وقف إطلاق النار، الذي تتبناه الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، والذي عمل على بلورته منذ منتصف العام المنصرم واستمر في تطويره وتعديله لاستيعاب الرؤى المتباينة لأطراف الصراع للخروج بمشروع يمكن أن يضمن حلولا وسطية للمشهد اليمني بكافة جوانبه العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها".
وترى الصحيفة، أن الجانبان يجتهدان من أجل "إحراز تقدم عسكري على الأرض، استباقا لهذه المفاوضات، لرفع سقف ورقتهم التفاوضية، على الرغم أن بعض المراقبين يرون أن الوضع العسكري الراهن في اليمن تجاوز هدف تعزيز الورقة التفاوضية إلى جنوح كل منها نحو الحسم العسكري بعد أن يئسوا من تحقيق أي تقدم في المفاوضات المقبلة واستحالة قبول كل منهما بالتنازل للآخر من أجل الوصول إلى نقطة التقاء بينهما".
وتقول إن المبعوث الأممي لدى اليمن، يحاول" استخدام كل أوراق الضغط على الجانبين في اليمن للانخراط في المفاوضات المقبلة، غير أن مشروعه لوقف إطلاق النار لم يحظ بالقبول لدى الجانب الحوثي كما لم يرق للجانب الحكومي وهو ما يحاول فرضه عليهم عبر الدول الراعية للسلام في اليمن وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي عينت لها مؤخرا مبعوثا خاصا إلى اليمن لأول مرة في تاريخ العلات بينهما، والذي ذكر أكثر من مرة أن دوره لدعم تحركات مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن".
لكن الصحيفة التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها، ترى أن التصعيدات العسكرية الأخيرة بين الحوثيين والقوات الحكومية،" نسفت كل جهود غريفيث التي قد تعيد مشروع السلام الذي يسعى إلى تحقيقه على أرض الواقع إلى المربع الأول، في حال حقق أحد الطرفين تقدما عسكريا كبيرا في جبهات القتال وأحدث خرقا في جدار الجبهات التي لم تحرز تقدما منذ العام 2015 وبالذات في محافظة تعز وحجة ومأرب وغيرها".
ووفقاً لـ"القدس العربي"، اضطرت القوات الحكومية إلى التحرك العسكري بعيدا عن الحسابات السياسية وفي منأى عن الاملاءات التي يفرضها التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات وبجهود ذاتية، وفقا لما أطلقه محافظ تعز نبيل شمسان الخميس الماضي من دعوة للتبرعات مع إعلان النفير العام في تعز القائم على جهود ذاتية وبدعم مجتمعي.
وتطرقت إلى ما كشفه محافظ تعز من أنه لا يوجد دعم للمجهود العسكري في تعز سوى الدعم المجتمعي لأبناء المحافظة الذين توحدوا لتحريرها من جماعة الحوثي التي تسيطر على العديد من المناطق الريفية المحيطة بمدينة تعز، وتفرض حصارا مطبقا على المدينة من جميع الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة من كافة المحافظات الأخرى".
وتضيف "وجاءت هذه التحركات العسكرية في محافظة تعز عقب التصعيد العسكري الكبير في محافظة مأرب منذ أن حاولت جماعة الحوثي الشهر الماضي التقدم نحو مدينة مأرب والاستيلاء على منابع النفط والغاز والمصافي النفطية هناك التي تعد أحد أهم الموارد النفطية اليمنية".
وفيما يعتقد كثيرين أن تحريك جبهات محافظة تعز من قبل القوات الحكومية للتخفيف من حدة الضغط الحوثي على مأرب، نقلت الصحيفة عن مصدر عسكري، لم تسميه، إن "هذا التصعيد العسكري في تعز لم يكن وليد اللحظة، حيث كانت قوات الجيش الوطني تستعد لهذه المواجهة منذ فترة طويلة، ولكن التوقيت جاء في هذه اللحظة الفارقة بعد استكمال كافة الاستعدادات لذلك".
ويؤكد مراقبون أن "هذه التصعيدات العسكرية ستلعب دورا جوهريا في تحديد شكل مشروع السلام المقبل الذي سيتبناه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، والذي قد يكون بعيدا عن كل مضامين المشروع الحالي الذي فشل في تسويقه منذ عدة شهور، لعدم قبول الجانبين بمضامينه، واستحالة تطبيقه على أرض الواقع".