لوحت بإغلاق حقول النفط

اليمن.. قبائل شبوة ترفض قرارات هادي وتتصدى لـ"مخططات الأحمر والأخوان" بضم بيحان عسكرياً لمأرب (تقرير خاص)

شبوة ( ديبريفر)
2018-08-08 | منذ 6 سنة

قبائل شبوة ترفض ضم بيحان النفطية لمنطقة عسكرية يسيطر عليها

Story in English:https://debriefer.net/news-2393.html

   رفضت قبائل محافظة شبوة، شرق جنوبي اليمن، المساعي المتجددة لنائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر وحليفه حزب الإصلاح (ذراع الأخوان المسلمين في اليمن)، إلى ضم منطقة بيحان النفطية التابعة لشبوة، إلى المنطقة العسكرية الثالثة ومركزها بمحافظة مأرب شمالي البلاد والتي يسيطر عليها حزب الإصلاح.

  وقوبلت مساعي نائب الرئيس الحليف لحزب الإصلاح، برفض تام من قبائل شبوة التي أكدت استعداداها للتصدي لمخططات "الأحمر والأخوان" للسيطرة على منابع النفط في بيحان.

  وأكدت قبائل محافظة شبوة، أمس الأربعاء، رفضها لقرار ضَم منطقة بيحان ومديرياتها عسكرياً إلى محافظة مأرب شمال اليمن التي يسيطر عليها حزب الإصلاح والقوات الموالية لـعلي محسن الأحمر.

   وتصاعد الخلاف مؤخراً، بعد إعلان وكيل وزارة الداخلية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اللواء محمد سالم عبود الشريف والمنتمي لحزب الإصلاح "الإسلامي"، الاثنين الفائت، بأن بيحان منطقة أمنية تتبع مأرب.

 وبيجان منطقة واسعة جنوبي اليمن تتبع لمحافظة شبوة وتجاور محافظتي مأرب والبيضاء، وتتألف من ثلاث مديريات هي: بيحان، وعسيلان، وعين وهي المناطق النفطية في شبوة إلى جانب منشأة بلحاف لإنتاج وتصدير الغاز المسال والتابعة لمديرية رضوم.

  وتقع بيحان البالغة مساحتها 616 كيلومترا مربعا في الجهة الشمالية الغربية لمحافظة شبوة وتبعد حوالي 210 كيلومترات عن عاصمة المحافظة، مدينة عتق، وتضم شبوة 17 مديرية وتُعد المحافظة الثالثة في اليمن من حيث المساحة.

خريطة توضح موقع بيحان ومديرياتها

تهديدات بإغلاق حقول النفط

  إلى ذلك كشفت مصادر قبلية في محافظة شبوة لوكالة "ديبريفر" للأنباء أن قبائل المحافظة تتجه لتنفيذ خطوات تصعيدية في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم الرافضة لضم بيحان لمأرب عسكرياً، إضافة إلى تثبيت شبوة كمنطقة عسكرية مستقلة، وفصلها عن مأرب.

   وأكدت تلك المصادر لـ"ديبريفر" أنه في حال إصرار تلك القوى على ضم بيحان، فإن قبائل شبوة ستبدأ عملية تصعيدية بإغلاق حقول النفط بالكامل في المحافظة النفطية.

  وقال رئيس مجلس أبناء بيحان المهندس علي المصعبي في رسالة باسم قبائل بيحان ومشائخها وجهها إلى وزير الداخلية أحمد الميسري: "إن الغرض من الإعلان عن بيحان منطقة أمنية تتبع مأرب أمر مكشوف النوايا والسيطرة الأمنية والعسكرية لقوات علي محسن الأحمر وشركائه على منابع النفط في بيحان بمحافظة شبوة الجنوبية".

  وأضاف المصعبي: "إن ذلك القرار سيضر بأمن واستقرار بيحان شبوة والجنوب ولن يتم السكوت عن كل من يضر باللحمة الجنوبية وضم بيحان إلى مأرب".

  و أعلنت قبائل في محافظة شبوة رفضها استحواذ مأرب على منطقة بيحان النفطية وضمها إلى محافظة مأرب، وذلك عقب أشهر من نشر المنطقة العسكرية في مأرب قوات في التي تم "تحريرها" من جماعة الحوثيين.

  وسبق أن تصدت قبائل شبوة في مارس الماضي لمساعي نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر وحليفه حزب الإصلاح، لتنفيذ قرار الرئيس عبدربه منصور هادي القاضي بفصل مناطق بيحان عسكرياً عن محافظة شبوة وضمها إلى المنطقة العسكرية بمحافظة مأرب، وهددت القبائل حينها، بالتصدي بالسلاح لتلك "المخططات قوى "الأخوان المسلمين" التي رضخت وقتها أمام تلك التهديدات بهدف امتصاص غضب وتهدئة قبائل شبوة التي أعلنت النفير العام ضد الأحمر والإصلاح.

  وأعلن رئيس المجلس الانتقالي بشبوة الشيخ علي محسن السليماني، حينها النفير العام لأبناء شبوة، مطالباً الرئيس هادي ودول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بسرعة التدخل وإلغاء القرار الذي يعلن بيحان محوراً عسكريا تابعا للمنطقة العسكرية في محافظة مأرب.

  ومؤخراً عاود نائب الرئيس، علي محسن الأحمر وحليفه "الأخوان المسلمين" محاولة تنفيذ ذلك القرار.

 وتقع محافظتي شبوة ومأرب المتجاورتين، ضمن نطاق المنطقة العسكرية الثالثة باليمن، والتي مركزها مدينة مأرب، وتضم هذه المنطقة العسكرية 13 قوة قتالية، ويعد اللواء 19 مشاة أحد أبرز الألوية التي توصف بـ"الجنوبية" في مديريات بيحان.

  ونص قرار رئيس الجمهورية رقم 36 لسنة 2018 الصادر منتصف مارس الماضي ولم تنشره وكالة الأنباء الرسمية سبأ بنسختها التابعة للحكومة "الشرعية" حينها، على تشكيل محور عملياتي يسمى "محور بيحان" ويتبع المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب، على أن يضم المحورخمسة ألوية هي: اللواء 26 ميكا، اللواء 19 مشاة، اللواء 163 مشاة، اللواء 153 مشاة، واللواء 173 مشاة، ونصت المادة الثالثة من القرار على أن يكون المسرح العملياتي لمحور بيحان مديريات ( بيحان، عسيلان، عين، حريب، الجوية).

 واستماتت قوات جماعة الحوثيين (انصار الله) في الدفاع عن بيحان التي سيطرت عليها لقرابة ثلاثة أعوام وهي آخر المناطق لهم في شبوة وقتها، حتى تم إخراجهم منها في منتصف ديسمبر العام الماضي، من قبل قوات محلية "النخبة الشبوانية" بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات.

محاولات مستمرة لنائب الرئيس علي محسن الأحمر وحليفه حزب الإصلاح للسيطرة على منابع النفط في شبوة

صراع على النفط

  يؤكد مراقبون ومحللون سياسيون لوكالة "ديبريفر" للأنباء، أن سعي الجنرال علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح إلى ضم بيحان ومديرياتها  إلى محافظة مأرب "عسكرياً"، مرده إلى الأهمية التي تكتسبها المنطقة كونها تمتلك حقولاً نفطية أهمها حقل "جنة" الذي يُعد من أهم حقول النفط والغاز اليمنية الواقعة بين مأرب وشبوة، والذي دار حوله سابقاً، عديد من الصراعات للسيطرة عليه.

 وأشاروا إلى أن "الأخوان المسلمين" يتطلعون إلى السيطرة على شبوة باعتبارها خط الدفاع الأول عن النفط في اليمن ومنها يمكن التمدد إلى محافظة حضرموت النفطية الحدودية مع السعودية وكذا للتغطية على فشلهم في الاستحواذ على حضرموت الساحل، في وقت تسيطر المنطقة العسكرية الأولى التابعة للجنرال علي محسن الأحمر على حضرموت الوادي والصحراء وهي المنطقة المتبقية الوحيدة التي يوجد موطئ قدم لحزب الإصلاح فيها جنوب اليمن بعد أن تم طردهم من معظم المناطق الجنوبية.

  وبحسب تقارير إخبارية فإن 80 بالمائة من حقول النفط في اليمن تقع في المحافظات الجنوبية الشرقية وتحديداً محافظتي حضرموت وشبوة.

  وتُعد محافظة شبوة من محافظات اليمن النفطية والغازية ويوجد فيها أكبر مشروع صناعي في البلاد، مشروع الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال، الذي تقوده شركة توتال من بين سبع شركات عملاقة في إدارة محطة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في اليمن بتكلفة 4.5 مليار دولار على بحر العرب.

  ويرى مراقبون أن إقدام أخوان اليمن لمحاولة ضم بيحان أمنيا لمأرب، سيواجه بمقاومة شرسة من أبناء وقبائل شبوة.

  وطالب هؤلاء المراقبون الرئيس هادي بتحمل مسئولياته الوطنية، وتسأل بعضهم: "إلى متى يا سيادة الرئيس ستظل في سبات عميق بعيدا عن ما يجري على الواقع والمشهد، ولا تتصرف كرجل دولة محترم، يحمي كل أبناء اليمن من الظلم والتعسف، وجعلت من موقعك الموقر مطية لأطراف حزبية وسياسية لتنفيذ مخططاتها التخريبية في كافة المناطق المحررة وفي مقدمتها عدن"، في إِشارة إلى سيطرة حزب الإصلاح على القرار الرئاسي بموافقة هادي نفسه.

  وجددوا اتهامهم "أطرافا سياسية لا تريد للتحالف العربي تطبيع الأوضاع في مدن الجنوب اليمني بعد أكثر من ثلاث سنوات من التحرير، لأنها فشلت في تحقيق شيء لها وللتحالف في الشمال"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.

 

تصعيد قبلي

  وكشفت مصادر محلية وقبلية في محافظة شبوة لوكالة "ديبريفر" للأنباء عن استعدادات جدية يجريها مشائخ المحافظة للتصدي لمخططات "الأحمر وحزب الإصلاح" بكل السبل الممكنة وحتى المواجهة العسكرية إن اقتضى الأمر.

   وأكدت المصادر أن هناك توجه لدعوة كافة قبائل وأبناء محافظة شبوة التي الاحتشاد في عتق عاصمة محافظة شبوة للتنديد بتلك المخططات، وتجديد رفض القبائل المطلق لقرارات الرئيس هادي المتعلقة بضم مديرية بيحان لمحافظة مأرب عسكرياً، والمطالبة بصورة بإلغاء القرار الرئاسي الذي اعتبروه "تقسيم لمحافظة شبوة وتسليمها للإخوان المسلمين الذي يسعى إلى تمزيق المحافظة وضم بيحان إلى مأرب، وزيادة الصراعات بين القبائل".

  وأشارت المصادر القبلية إلى اعتزام مجلس قبائل شبوة، المطالبة من الرئيس هادي بإصدار قرار جمهوري باعتبار شبوة منطقة عسكرية مستقلة، وسرعة إلغاء قرار إنشاء محور بيحان العسكري ليخضع لمحافظة مأرب وقيادتها في المنطقة العسكرية الثالثة، كونها تشكل خطرا على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي، وتؤجج للصراع الداخلي.

  وأوضحت ذات المصادر أن قبائل وأبناء شبوة تتجه لتنفيذ خطوات تصعيدية في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم، وأبرز تلك الخطوات إغلاق حقول النفط بالكامل في شبوة.

  وتسيطر على معظم مدن ومناطق شبوة قوات محلية مدعومة من الإمارات العربية المتحدة وتناصب جماعة "الأخوان المسلمين" وجماعات إسلامية أخرى العداء، وتلك القوات تدعى "النخبة الشبوانية" تدربت على يد قوات إماراتية أمريكية في حضرموت وقامت بالانتشار منذ أغسطس 2017 في غالبية مديريات المحافظة، خصوصاً النفطية منها، وتواصل تحركاتها العسكرية في مديريات أخرى، تتواجد فيها حقول نفطية وأخرى غازية.

  والإمارات عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية، وينفذ منذ مارس 2015 عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي بهدف إعادته للحكم في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.

  وأنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية يمنية خصوصاً في المحافظات الجنوبية ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بآلاف الجنود في إطار إستراتيجية لمواجهة الحوثيين من جهة ومحاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات وحاول توسيع سيطرته في المنطقة قبل طرده من جهة أخرى، حد زعم الإمارات.

  ويشهد اليمن حرباً دامية منذ زهاء ثلاث سنوات ونصف، بين قوات الرئيس هادي المسنودة بطيران التحالف العربي، وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وشردت ثلاثة ملايين مواطن داخل البلاد وفر الآلاف خارجها، فضلا عن تسببها بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفق الأمم المتحدة.

  وتحذر الأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاثة أعوام من أن اليمن أصبح على شفا المجاعة، فيما يؤكد برنامج الأغذية العالمي أن عدد المحتاجين لمساعدات عاجلة ارتفع إلى 22 مليونا العام الماضي 2017، أي أكثر من ثلثي سكان البلاد، بالمقارنة مع 17 مليونا عام 2016.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet