لندن (ديبريفر) - تعتقد المملكة المتحدة البريطانية أن وقوف سلطنة عمان على مسافة واحدة من جميع الأطراف المتصارعة في اليمن، قد يمكنها من لعب دور كبير في إيجاد تسوية سياسية في البلد المنهك بفعل الحرب المشتعلة منذ عدة سنوات، والتي خلفت أسوأ كارثة إنسانية بالعالم خلال العقود الأخيرة.
وقال السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون، الجمعة، إن بلاده تعول على دور سلطنة عمان في إقناع جماعة الحوثي باتخاذ خطوات نحو السلام في البلاد والقبول بالمبادرة السعودية الأخيرة.
مضيفاً في تصريحات نقلتها صحيفة الشرق الأوسط، إن البديل للمبادرة السعودية هو استمرار الحرب في اليمن لسنوات مقبلة، وهو أمر لا يخدم مصلحة الأطراف، وعلى رأسها الشعب اليمني.
وقال، "رحبنا على وجه الخصوص بالترحيب الذي أبدته سلطنة عمان بالمبادرة السعودية، ونعتقد أنه سيكون للسلطنة تأثير لدى الحوثيين".
ولفت آرون إلى أن تعليقات السفير الإيراني لدى الحوثيين بشأن المبادرة، تكشف أن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعارض مبادرة السلام السعودية، وهو أمر مؤسف للغاية،حد قوله.
ودعا السفير البريطاني جماعة الحوثي المدعومة من إيران إلى التفكير في اتخاذ خطوات جادة نحو السلام.
وقال "يتعين على الحوثيين التحلي بأسلوب تفكير بنَّاء، واتخاذ خطوات نحو السلام إذا ما كانوا جادين في رغبتهم بإنهاء معاناة الشعب اليمني".
مستطرداً: "يحتاج اليمن إلى حل سياسي شامل، وثمة فرصة الآن لتحقيق ذلك.. ومن أجل تحويل هذه الرؤية إلى واقع على الأرض، يتعين على جميع الأطراف المعنية العمل على نحو بنّاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة".
ونوه السفير البريطاني إلى أن المجتمع الدولي يتشارك في هدف واحد، وهو وضع نهاية للصراع.
مؤكداً أن السبيل الوحيد لإنجاز ذلك يكمن في عمل جميع الأطراف المعنية معاً، وبالتعاون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، من أجل إقرار وقف إطلاق نار في جميع أرجاء البلاد،في بادئ الأمر، ثم العمل على بناء عملية سياسية شاملة يقودها اليمنيون ويملكونها.
وحث السفير البريطاني الحوثيين على التعاون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، بالتشاور مع عمان".
وقال، "إذا أخفقت هذه المبادرة، أعتقد أن الأمور ستزداد صعوبة فيما يتعلق بفرص تحقيق السلام مستقبلاً".
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، وصل في وقت سابق الجمعة، إلى العاصمة العمانية مسقط، وعقد اجتماعا مغلقاً مع كبير المفاوضين الحوثيين، في إطار الجهود المبذولة للبحث عن تسوية سياسية لوقف الحرب في اليمن.
والاثنين الماضي أعلن وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، عن مبادرة بلاده لحل الأزمة اليمنية، تتضمن وقف إطلاق النار وإعادة فتح الخطوط الملاحية الجوية والبحرية، وبدء مشاورات برعاية أممية، معربا عن أمله في استجابة المتمردين الحوثيين "صونا للدماء اليمينة".