أعلن البنك المركزي اليمني، اليوم الخميس، تدخله المباشر بهدف ما أسماه "تصحيح قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية بعد أن قادت المضاربات التي شهدها سوق الصرف إلى تراجع قياسي غير مسبوق للعملة المحلية".
وقال البنك المركزي في بيان، أنه سيضخ دفعات من العملة الأجنبية لتلبية حاجات السوق منها، وعلى الأخص طلبات القطاع التجاري وبما يحقق وقف المضاربات وضمان استقرار الأسعار.
وذكر البنك أن تدخله المباشر على هذا النحو يأتي في سياق خطته الشاملة في إصلاح السياسات النقدية وتفعيل أدواتها، مؤكداً عزمه على إبقاء تدخله المباشر مفتوحا وتطوير آليات هذا التدخل حتى تعود أسعار الصرف إلى مستوياتها الواقعية، حد قوله.
ويعمل البنك المركزي اليمني من مدينة عدن جنوبي البلاد التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، وقامت بنقل البنك من صنعاء في سبتمبر 2016 بهدف سحبه من تحت أيدي جماعة الحوثيين (أنصار الله).
يأتي تدخل البنك المركزي اليمني عقب أسابيع من انهيارات متتالية للعملة المحلية "الريال" وصلت إلى مستويات لم تشهدها من قبل، ما أدى إلى ارتفاع مختلف السلع الغذائية والأساسية في بلد يعتمد في 90 بالمائة من استهلاكه على الواردات من الخارج، وبالتالي حالة من الغضب والغليان في أوساط المواطنين.
ووصل الدولار الأمريكي إلى أسعار قياسية غير مسبوقة حيث وصل يوم الاثنين أمس إلى 570 ريالاً للدولار الواحد، قبل أن يتراجع اليوم الخميس إلى 560 ريالاً.
وكان عدد كبير من شركات ومحلات الصرافة في مدينتي صنعاء وعدن اليمنيتين، أعلنوا التوقف عن بيع وشراء الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الأخرى يومي الثلاثاء والأربعاء.
وقالت جمعية الصرافين اليمنيين (صنعاء وعدن) في بيان حينها: "نظراً للارتفاع المستمر في أسعار العملات الأجنبية، وما لذلك من تأثير على أسعار المواد الأساسية، وحرصاً منّا على عدم استمرار الارتفاع، وعدم تحمل مسئولية الارتفاع، فإننا نعلن لكافة منشآت وشركات الصرافة التوقف الكامل عن بيع والشراء العملاء الأجنبية، ليومي الثلاثاء والأربعاء 7و 8 أغسطس".
وتشهد اليمن منذ زهاء ثلاثة سنوات ونصف حرباً طاحنة بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
وتقود السعودية تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن ومعاقلها، دعماً لقوات حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.
وأسفر الصراع في اليمن المستمر في اليمن منذ زهاء ثلاث سنوات ونصف، عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين داخل اليمن وفرار الآلاف خارج البلاد.
وتؤكد الأمم المتحدة حاجة أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة.