Story in English: https://debriefer.net/news-2490.html
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأحد، عن أن المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة استعدّت في الأشهر الأخيرة للقيام بتصفية عدد من قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تسيطر على قطاع غزّة، وذلك رداً على التصعيد الفلسطينيّ منذ بداية مسيرات العودة الشعبية في 30 مارس الماضي والمستمرة حتى اليوم.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبريّة في عددها الصادر اليوم، عن مصادر أمنيّةٍ وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، قولها: "إنّه في الجيش الإسرائيليّ وفي جهاز الأمن العّام (الشاباك) يُقدّرون بأن ما يُطلق عليها إسرائيلياً، الاغتيالات المُمركزة، أفضل بكثير من القيام بحملةٍ عسكريّةٍ واسعة النطاق ضدّ قطاع غزّة، الأمر الذي قد يدفع الجيش إلى الدخول برياً إلى القطاع، وهو السيناريو التي تعمل الدولة العبريّة على تجنبه بسبب صعوبة شنّ حرب بريّة من قبل جيش نظامي ضدّ منظمات حرب عصابات".
وأكدت المصادر ذاتها، أنّ حملة الاغتيالات قد تؤدّي إلى ردّ فعلٍ مؤلمٍ ومُوجعٍ من قبل حركة حماس، بما في ذلك خوض حربٍ جديدةٍ بين الطرفين.
وأشارت الصحيفة العبريّة إلى أنّ خطط الاغتيالات لم تُخرج حتى الآن إلى حيّز التنفيذ، وذلك لمنح الوساطة المصريّة والأمم المُتحدّة فرصةً، بالإضافة إلى أنّ قادة الجيش الاسرائيلي يعملون كلّ ما في وسعهم من أجل تأجيل ضرب غزّة على الأقّل حتى نهاية العام القادم 2019، وهو الموعد المُحدّد لانتهاء إسرائيل من إقامة الجدار على الحدود مع قطاع غزّة.
وكشفت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين كبار في المنظومة الأمنيّة بالدولة العبريّة إنّ التحضيرات للقيام بعمليات اغتيال قادة حماس وصلت إلى مراحلها الأخيرة، وأنّ الأمر يتعلّق بالمُستوى السياسيّ، فهو الآمر الناهي في هذه الأمور.. موضحة ان الجيش يقدر أنّ استهداف الممتلكات الإستراتيجيّة لحركة حماس، أفضل بكثير من خوض حرب شاملة ضدّ الحركة.
وأشارت المصادر إلى أنّ الحكومة الإسرائيليّة والمجلس الوزاريّ والأمنيّ المُصغّر (الكابينيت) لم يُقررا ما هي الأهداف التي يجب تحقيقها بعد الحرب على غزّة.
واعتبرت صحيفة هارتس العبرية أنّ نجاعة عمليات الاغتيال تجلّت بشكلٍ واضحٍ عندما تمّت عملية تصفية القياديّ في حماس، مازن فقرا، حيث أحدثت ارتباكًا في حركة حماس، على الرغم من أنّ ثلاثة عناصر اعتُقلوا من قبل الحركة وتمّ إعدامهم بتهمة التخابر مع الاحتلال وقتل "فقرا"، ولكنّ المصادر أكّدت أنّ إسرائيل لم تُعلن مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، ما أنتجت توترا بين التنظيمات الفلسطينيّة الفاعلة في قطاع غزّة، كما أنّ حماس فقدت السيطرة على المناطق التي كانت تخضع لإمرة القيادي "فقرا"، على حدّ قولها.