لندن (ديبريفر) - أعتبرت الكاتبة السعودية المعارضة مضاوي الرشيد، أن المبادرة التي طرحتها المملكة العربية السعودية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، دليل ضعف يؤكد حجم المأزق الذي وجدت نفسها فيه منذ إنخراطها في الحرب قبل ست سنوات.
وأوضحت إن هذا الضعف تجلى بصورة أكثر وضوحاً مع إنهيار التحالف العربي الذي دعم الحملة العسكرية السعودية في بدايتها، وبالأخص عقب إعلان شريكها الوثيق (الإمارات) سحب قواتها من اليمن، وتلاشي الموافقة الدولية على هذه الحرب.
وقالت الكاتبة المناوئة للنظام السعودي والتي تعيش في لندن، إن ولي العهد محمد بن سلمان إحتاج إلى نصر سريع في اليمن يمنحه شرعية جديدة باعتباره المنقذ والقائد العسكري والملك المرتقب للسعودية.
وأضافت في مقال لها بموقع ميدل ايست، إن الدعم الدولي الذي مُنح للرياض في بداية تدخلها العسكري باليمن بدأ بالتلاشي والفتور مؤخراً، بعدما وصلت كثير من الدول الغربية لقناعة بضرورة إنهاء هذه الحرب التي تدفع نحو أسوأ كارثة إنسانية على مستوى العالم.
وأشارت إلى أن عقيدة بن سلمان في استعراض العضلات سقطت بشكل مروع لاسيما مع فقدانه الغطاء الذي كانت توفره إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب، وكشف إدارة بايدن الجديدة سريعا عن مقارباتها المغايرة لكثير من ملفات المنطقة وفي مقدمتها ملف الأزمة اليمنية.
وقالت، إن النظام السعودي وبعدما تخلى عنه حلفاؤه في التحالف، تُرك بمفرده يستجدي الحوثيين لقبول مقترحه للسلام، والذي لا يرقى إلى التخفيف من محنة اليمنيين وتطلعهم إلى إنهاء الحرب الأهلية.
وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت في مارس الماضي وعلى لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، عن مبادرة ايقاف اطلاق النار ووقف الحرب في اليمن، لكن تلك المبادرة قوبلت بتحفظات كبيرة من قبل جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً.
وتضمنت المبادرة الجديدة وقف فوري لاطلاق النار تحت مراقبة أممية وفتح جزئي لمطار صنعاء أمام رحلات مباشرة وتخفيف القيود على ميناء الحديدة.
وفشلت المساعي الأممية والدولية لإقناع الحوثيين من أجل القبول بمقترحات السلام.