قال مصدر رفيع في البنك المركزي اليمني بعدن، إن البنك ضخ، أمس الأحد، 5 ملايين دولار إلى السوق المحلية بهدف الحد من انهيار العملة المحلية التي هبطت مؤخراً إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وأوضح المصدر في البنك لصحيفة "الأيام" اليمنية الصادرة بعدن، اليوم الإثنين، أن هذا المبلغ دفعة أولى، وسيضخ بعد أيام كميات أخرى إلى أحد البنوك المحلية لدعم عملية استيراد المواد الغذائية الأساسية.
وذكر أن البنك المركزي سيضخ خلال الفترة القادمة مبالغ أخرى لتغطية اعتمادات استيراد المواد الأساسية بإجمالي الطلبات تحت الدراسة والموافقات بنحو 160 مليون دولار.
وأشار إلى أن بيع العملات الأجنبية سيكون موجها في المرحلة الأولى لفئة التجار المستوردين للسلع الغذائية والأدوية، لتخفيف الضغط على طلب العملة الأجنبية، أما المرحلة الثانية فسيتم توفير العملات الأجنبية فيها للمواطنين وتحديدا لدواعي العلاج خارج البلاد.
وانزلقت البلاد إلى أتون الانهيار المعيشي، بسبب تدني قيمة العملة المحلية أمام سائر العملات الأجنبية،وبلغ سعر الصرف مساء اليوم الاثنين في صنعاء 551 ريالا للدولار الواحد للشراء و555 ريالا للبيع، فيما سجل سعر الصرف في عدن 555 ريال للشراء و560 ريالا للبيع ، فيما كان سعر الشراء 565 ريالا للبيع قبل أسبوع، وهو أدنى سعر للعملة الوطنية في تاريخها، بعدما كان 485 ريالاً قبل نحو شهر ونصف.
وتسببت انهيارات متتالية لسعر الريال إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والأساسية في بلد يعتمد في 90 بالمائة من استهلاكه على الواردات من الخارج، ما ألقى بظلاله على الوضع المعيشي المعقد أصلاً وخلق حالة من الغضب والغليان في أوساط المواطنين.
ويعمل البنك المركزي اليمني من مدينة عدن الساحلية جنوبي البلاد التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، والتي قامت بنقل البنك من صنعاء في سبتمبر 2016 بهدف سحبه من تحت أيدي جماعة الحوثيين (أنصار الله).
ويواجه البنك المركزي اليمني في عدن ، صعوبة في دفع أجور موظفي القطاع العام خصوصاً في شمال البلاد.
وتشهد اليمن منذ زهاء ثلاثة سنوات ونصف حرباً طاحنة بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
وينفذ التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.
وأسفر الصراع في اليمن المستمر في اليمن منذ زهاء ثلاث سنوات ونصف، عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين داخل اليمن وفرار الآلاف خارج البلاد.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوء في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة.