تقرير: الجيش الإماراتي يعترف بدمج مقاتلين للقاعدة في القوات اليمنية (ترجمة ديبريفر)

صحيفة "ذى إندبندنت" البريطانية – ترجمة "ديبريفر"
2018-08-17 | منذ 6 سنة

جنود الشرطة في مدينة المكلا دربتهم الإمارات أثناء تخرج دفعتهم

Story in English:https://debriefer.net/news-2604.html

ترجمة خاصة لـ"ديبريفر"

بقلم: بيل تيرو

  قال الجيش الإماراتي إن قواته المحلية في اليمن تتضمن عناصر كانت تنتمي سابقا لتنظيم القاعدة، وذلك يأتي كجزء من إستراتيجية مكافحة التمرد، بعد مواجهة ردة فعل عنيفة بشأن معركته ضد جماعة الإرهاب التي استمرت ثلاث سنوات في الدولة الفقيرة.

  دربت الإمارات العربية المتحدة 30 ألف جندي يمني على محاربة ما وصفته الولايات المتحدة بفرع القاعدة الأشد فتكا، فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وذلك منذ تدخلها في اليمن في أوائل عام 2015.

  في أوج سطوته، سيطر تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب على معظم السواحل الجنوبية لليمن، بما في ذلك العواصم الإقليمية الرئيسية مثل المكلا، خامس أكبر مدينة في اليمن، وكذلك زنجبار، عاصمة محافظة أبين وجعار، وبدعم من الطائرات الأميركية بدون طيار، قامت القوات اليمنية والإماراتية بإجبار تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على التراجع إلى مناطق معزولة وسط البلاد.

  غير أن التحالف الخليجي واجه اتهامات بأن نجاحاته لم تكن راجعة إلى القوة العسكرية بل بالأحرى إلى الصفقات التي أُبرمت مع القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك السماح للمسلحين بمغادرة المناطق مع الأموال التي نهبوها، والقتال إلى جانب رجالها.

 ونفى الجيش الإماراتي بشدة تلك المزاعم ووصفها بأنها "غير صحيحة وغير منطقية"، لكن قادة كبار قالوا إنهم استوعبوا أفراد من الجماعة في صفوف اليمنيين، بعد أن تم فحصهم على نطاق واسع.

 وقال اللواء علي، القائد الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة في عملية مكافحة الإرهاب، لصحيفة الإندبندنت: "كان العديد من مقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية مجرد شبان تحت سيطرت التنظيم وتم إكراههم أو إقناعهم على حمل السلاح، وعندما أخرجنا تنظيم القاعدة من المناطق الحضرية، بقي العديد من هؤلاء الرجال وكان من المنطقي تجنيدهم، لأن في ذلك رسالة قوية بشأن الالتزام اليمني بالتحرير".

  وأضاف اللواء علي، الذي لم يرغب بذكر اسمه كاملاً لأسباب أمنية: "مكافحة التمرد هي في المقام الأول معركة للسيطرة على القلوب والعقول. كان لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مجندين فاعلين، لكنه لم يجند الرجال ليكونوا إرهابيين، بل جندهم ليكونوا جنودا. من المهم معرفة الفرق في منطقة النزاع المعقدة هذه".

  الولايات المتحدة، التي قدمت دعماً كبيراً للعملية، بما في ذلك تقديمها المعلومات الاستخبارية والطائرات بدون طيار، نفت بشدة أيضا أي تواطؤ مع مسلحي القاعدة في وقت سابق من هذا الأسبوع.

 وقال المتحدث باسم البنتاغون كول روب مانينغ ، بحسب صحيفة واشنطن تايمز "هذا خطأ وتزييف واضح"، وأضاف" "نحن لا ندفع للقاعدة، بل نقتل القاعدة"، وامتنع عن الادلاء بمزيد من التعليقات.

  عندما طلب منه التعليق على الإدارة الإماراتية، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية منظمة إرهابية معروفة قتلت الأمريكيين في الماضي وأعلنت عزمها على القيام بذلك مرة أخرى. سياسة الولايات المتحدة هي مكافحة هؤلاء الإرهابيين".

  وأضاف: "تحاول القاعدة في شبه الجزيرة العربية استغلال الوضع في اليمن للتخطيط والبدء والإيعاز للهجمات الإرهابية ضد الأمريكيين وشركائنا الإقليميين".

 بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة تدريب أول رجل قبلي يمني عام 2015، عندما تدخلت مع المملكة العربية السعودية في اليمن لمحاربة المتمردين الحوثيين الشيعة وإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها.

جنود يمنيون أثناء تدربهم على نزع الألغام في مركز تدريبي بالمكلا تموله الإمارات

  وكان الحوثيون المدعومون من إيران، قد سيطروا على البلاد في أوائل عام 2015، ما أجبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على الفرار من البلاد وكان ذلك دافعا للتدخل الخليجي.

  لقد قُتل الآلاف من اليمنيين في هذا الصراع المتطاول والوحشي، الذي أشعل أكبر أزمة إنسانية في العالم من حيث العدد.

 بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، يقاتل تحالف الخليج والقوات اليمنية التي دربتها معا ضد جبهة أخرى وهي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الجنوب.

 وكان الفوز الأول متمثل باستعادة السيطرة على المكلا في أبريل 2016، ومنذ ذلك الحين، أخبر القادة الإماراتيون صحيفة الإندبندنت أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تراجعت إلى سلسلة من القرى داخل محافظة مأرب في الوسط، وإلى الجنوب في البيضاء، وإلى الشرق في وادي حضرموت.

  لكن تم طرح أسئلة حول الأساليب المستخدمة. زعم تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس في الآونة الأخيرة أن الائتلاف قام بعقد صفقات سرية مع مقاتلي القاعدة ودفع بعض الأموال لمغادرة المدن الرئيسية والسماح لآخرين بالتراجع مع الأسلحة والمعدات وملايين الدولارات من الأموال التي نهبوها.

  وقالت إن القوات المدعومة من قوات التحالف جندت، على نحو نشط، متشددي القاعدة أو أولئك الذين كانوا أفرادا منتمين لها في الآونة الأخيرة، لأنهم كانوا يعتبرون مقاتلين استثنائيين.

  وخلص التقرير إلى أن هذه التسويات والتحالفات "خاطرت بتقوية أخطر فرع من شبكة الإرهاب".

  ورفض الإماراتيون التقرير قائلين أنه "غير صحيح" ونفوا عقد صفقات مع قيادة القاعدة، فضلاً عن السماح للمقاتلين بالفرار وبحوزتهم أموال منهوبة.

  وقال الإماراتيون لصحيفة "ذي إندبندنت" إنهم استوعبوا جنود مشاة من ذوي الرتب المنخفضة ممن استدرجتهم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، معتبرين أنها طريقة فعالة لتخفيض أعداد القاعدة في شبه الجزيرة العربية وعززوا بهم القوات المحلية.

  وقال القائد الإماراتي اللواء علي لصحيفة ذي إندبندنت: "لقد جندنا جنوداً وليس الإرهابيين... كان من السهل التمييز بين الاثنين، كان الجنود حريصين على الانضمام إلى صفوفنا أما الإرهابيين فأرادوا قتلنا، لكننا أخضعنا مجندينا لاختبارات نفسية مكثفة للتأكد من أنهم ليسوا متطرفين".

  وأضاف: "معظم مقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية تدفعهم عناصر أخرى من المعتقدات الإيديولوجية ويمكن استيعابهم بسهولة (إعادة دمجهم) مرة أخرى في المجتمع السائد، وتشمل هذه العملية تحسين نوعية الحياة العامة للفرد، من خلال إعادة إنشاء الهياكل والعمليات المجتمعية العادية، مما يحسن فرص العمل، ويتبع ذلك الرفاهية العامة والسعادة".

  لم يُشر القائد الأعلى، اللواء علي، إلى العدد الذي تم استيعابه بدقة، وأجاب قائلا: "ليس كثيراً لأن المقاتلين الذين جندناهم كانوا في الأساس جنود مشاة. كان لديهم القليل من الأفكار أو الرؤى في صنع القرار في فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".

  موقع القاعدة معقد في اليمن، وقد تزوج العديد من قادتها من عائلات بارزة، لقد اندمج أفراد القاعدة في القبائل واشتروا الولاء، وبدلاً من أن يُنظر إليها في اليمن على أنها جماعة إرهابية دولية بارزة، يعتبرها العديد من اليمنيين كفصيل محارب آخر في البلاد.

  وقالت الأمم المتحدة في تقرير صدر هذا الأسبوع إن هناك 7 آلاف تقريباً من مقاتلي القاعدة في اليمن، وقالت الإمارات هذا الأسبوع إنها قتلت أكثر من 1000 من مقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ عام 2015.

  تأسست جماعة القاعدة في شبه جزيرة العرب رسمياً عام 2009، أعلنت المسؤولية عن العديد من عمليات التفجير الانتحارية في اليمن وخارجها، وأبرزها الهجوم على مكاتب مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة في باريس وقتل فيها 12 شخصا.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet