تقرير (ديبريفر) - خلافاً لكل التوقعات، فضّل هانز غروندبرغ المعين حديثاً كمبعوث أممي خاص في اليمن، طرق الأبواب القطرية بحثاً فيما يبدو، عن طريق جديد للولوج مباشرة في تفاصيل الأزمة اليمنية، عبر وسطاء جدد، بعيدا عن المسارات السابقة التي سلكها سلفه "غريفيث" عبر مسقط وغيرها.
وفي مستهل مهمته ، إلتقى غروندبرغ اليوم الثلاثاء، مع سفيرة دولة قطرية في السويد موزة بنت ناصر ال ثاني، في أول لقاء له عقب تسلمه المهمة رسميا.
وذكرت وسائل إعلام قطرية إن اللقاء كرس للبحث في ملف الأزمة اليمنية، في ظل التحديات الراهنة ومناقشة فرص النجاح المحتملة، لحرب معقدة يتداخل فيها البعد الأقليمي مع الداخلي.
وبينما لا يبدو واضحا حتى الان، ماهية وطبيعة الدور الذي يعول على قطر بأن تلعبه في هذا الملف الشائك، وخصوصا أنها كانت جزء من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن قبل أن تنسحب منه لاحقا بفعل الأزمة الخليجية، إلا أن المصالحة التي جرت في قمة العلا مع جيرانها وتحديدا السعودية، وإحتفاظها بعلاقات جيدة مع إيران سيجعل منها وسيطا مقبولا لدى الأطراف الاقليمية.
لكن مراقبون يمنيون أعربوا عن خشيتهم بأن يكون هناك توجه دولي وأممي جديد لتكرار سيناريو المشهد الأفغاني - الذي إنتهى بتسليم حركة طالبان مقاليد الحكم، ولعبت فيه الدوحة دور الوساطة- في اليمن.
وكان الدبلوماسي السويدي هانز غروندبرغ الذي شغل منصب سفير الإتحاد الأوروبي سابقا، قد تسلم مهامه بشكل رسمي في الخامس من هذا الشهر كمبعوث جديد للأمم المتحدة في اليمن ليصبح بذلك المبعوث الرابع منذ بدء الحرب في البلد عام 2014.
ومن المقرر أن يقدم غروندبرغ يوم الجمعة القادمة إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن الدولي قبل التوجه إلى المنطقة في جولة أولى له، وتشمل عددا من العواصم العربية للإجتماع مع الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية.
وسيصب المبعوث الأممي الجديد الذي تعهد بالعمل من أجل وقف الحرب في اليمن، جهده في إقناع الحوثيين بوقف العمليات العسكرية، قبل البدء بتشكيل وفود تفاوضية للكيانات السياسية والعسكرية والاجتماعية الرئيسية في اليمن، التي تمتلك سلطة فرض أية إتفاقات محتملة مستقبلا.
وفيما تضغط الأمم المتحدة من أجل إنهاء الحرب، يطالب الحوثيون بإعادة فتح جميع المنافذ اليمنية وفي مقدمتها مطار صنعاء وميناء الحديدة، كشرط مسبق قبل الجلوس لمناقشة الأفكار الخاصة بوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات.
ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، وجماعة أنصار الله (الحوثيين) المدعومة من إيران والتي تسيطر على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بدء هجومها في 2014.