Story in English:https://debriefer.net/news-2665.html
دعت صحيفة "ذى جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى انتزاع السيطرة على مدينة وميناء الحديدة غربي اليمن من أيدي جماعة الحوثيين لتعزيز أمن الدول الغربية المعنية بالتوسع الإيراني.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية في افتتاحية عددها الصادر أمس السبت، بقلم الكاتب "جوشوا س. بلوك" بعنوان "سبب أهمية الحرب في اليمن" إن "من يسيطر على الحديدة يرجح كفة ميزان القوى، وقد يكون تحرير الميناء البحري الاستراتيجي لليمن بداية لإنهاء الحرب، فهو مصدر رئيسي لإيرادات الحوثيين، كما أن قطع خطوط الإمداد أمر أساسي لإجبارهم على العودة إلى الجبال وبعيداً عن البحر الأحمر. لن يعزز هذا التطور استقرار المنطقة فحسب، بل سيعزز أمن الدول الغربية المعنية بالتوسع الإيراني العدواني".
وفي ما يلي نص الافتتاحية:
إفتتاحية بقلم: جوشوا س. بلوك*
ترجمة خاصة لـ"ديبريفر"
الآن، يبدو أن جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة تتداعى، فالحرب في اليمن باتت تقترب من معركة حاسمة للسيطرة على ميناء الحديدة. إن دور إيران في تصعيد النزاع ذو الأبعاد المأساوية هو تأكيد لصواب قرار البيت الأبيض إعادة فرض العقوبات على النظام الإيراني، وبالتالي الحد من التدفق النقدي إلى القوات الإقليمية التابعة لإيران.
مدينة الحديدة هي شريان الحياة لليمن. فما يقرب من ثلاثين من إجمالي الواردات - بما في ذلك الأغذية الحيوية، والرعاية الصحية والملابس – تصل إلى البلاد عبر هذه المدينة الساحلية. الحديدة هي البوابة الرئيسية التي مررت إيران من خلالها الأسلحة غير المشروعة للمتمردين الحوثيين الشيعة الزيديين.
لقد سيطر الحوثيون على المدينة الاستراتيجية التي يسكنها نصف مليون شخص منذ عام 2014. وقد وُجد مرارا وتكرار أن الجماعة المتمردة تسيئ إدارة عمليات التسليم لمواد الإغاثة من أجل خدمة أغراضهم السياسية الأنانية. اتهمت جماعات حقوق الإنسان الجماعة بأنها تمنع تسليم المساعدات وهددت المتطوعين وعرقلت نقل الجرحى المدنيين في انتهاك سافر للقانون الإنساني الأساسي.
ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، هناك أكثر من 22 مليون يمني - معظمهم تقريبا - في حاجة ماسة للمساعدة، ويفتقر نحو 16 مليون شخص إلى المياه الصالحة للشرب ويواجهون مخاطر شديدة لسوء التغذية، في حين توفي 50 ألف شخص بسبب الكوليرا في العام الماضي وحده.
وفي الأسبوع الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن البلد الذي مزقته الحرب على مهدد بتفشي وباء كوليرا للمرة الثالثة.
لذا من الضروري أن تجعل الأمم المتحدة شريان الحياة هذا خارج السيطرة الحوثيّة.
اقترحت الأمم المتحدة خطة بموجبها سيسلم الحوثيون المدينة إلى نظام دولي محايد لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المدنيين، لكن يبدو أن الحوثيين قد استغلوا مفاوضات السلام لتوطيد قواهم في الحديدة، حيث قاموا بتجنيد أطفال بعمر 15 سنة للقتال في الجبهات الأمامية، وهذا الوضع مروع في حين يبدو أن فرص السلام قد قلت إلى حد كبير، فقد اشتد النشاط الحوثي في المدينة، إذ أوضحت الجماعة أنه لا توجد أية شروط بموجبها تقوم بتسليم المدينة وجعلها خاضعة لإشراف دولي.
في يوليو، هاجم الحوثيون شاحنتي نفط سعوديتين تعبران المياه الدولية، وبعد ذلك أعلنت السعودية التوقف المؤقت لجميع شحنات النفط عبر مضيق باب المندب، وهو أحد أهم ممرات الملاحة البحرية في العالم. وفي أحدث أعمال للعنف، هاجمت الجماعة المتمردة سوقاً للسمك في الحديدة والذي حسب مصادر طبية، أودى بحياة 26 شخصاً على الأقل.
ماكان للحوثيين ليتمكنوا من شن حملة العدوان إلا بفعل الدعم الذي يتلقونه من أسيادهم الإيرانيين. الحوثيون لم يكن لديهم في السابق إمكانية الوصول إلى الأسلحة المتطورة أو التدريب على استخدامها.
من الواضح أن آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة(UNVIM)، التي توفر تخليصاً للنقل التجاري إلى الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيين، فشلت في وقف تدفق الأسلحة غير المشروعة إلى المتمردين، فمنذ أن اندلعت الحرب وأطاح الحوثيون بالحكومة الشرعية في اليمن والجماعة تتلقى التدريب والخبرة والأسلحة من إيران وحزب الله.
كشف تقرير صدر عن المجموعة البرلمانية المكونة من كافة الأحزاب في البرلمان البريطاني والمختصة بمتابعة الشأن اليمني في مايو الماضي، أن طهران زودت الحوثيين بصواريخ مضادة للسفن وصواريخ باليستية وألغام بحرية كجزء من السلوكيات الشائنة في جميع أنحاء المنطقة.
وقالت المجموعة: "قامت دوريات دولية بمصادرة عدة شحنات أسلحة غير شرعية في طريقها من إيران إلى اليمن، على الرغم من الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على نقل الأسلحة من إيران والذي يشكل انتهاكا مباشرا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231".
من يسيطر على الحديدة يرجح كفة ميزان القوى، وقد يكون تحرير الميناء البحري الاستراتيجي لليمن بداية لإنهاء الحرب، فهو مصدر رئيسي لإيرادات الحوثيين، كما أن قطع خطوط الإمداد أمر أساسي لإجبارهم على العودة إلى الجبال وبعيداً عن البحر الأحمر. لن يعزز هذا التطور استقرار المنطقة فحسب، بل سيعزز أمن الدول الغربية المعنية بالتوسع الإيراني العدواني.
كان الرئيس محقا في قوله أن الاتفاق النووي "منح شريان حياة من المال لديكتاتورية قاتلة استمرت في نشر العنف وسفك الدماء والفوضى". ويعيش اليمن يوميا في مواجهة هذه العواقب.
__
* جوشوا س. بلوك هو الرئيس التنفيذي ورئيس مشروع إسرائيل كما أنه مسؤول سابق في إدارة كلينتون والناطق باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.