كشفت شركة استخبارات إسرائيليّة، عن بيعها للسعوديّة خدماتٍ أمنية واستخبارية بهدف خدمة العائلة المالكة عبر برنامجٍ خاصٍّ يدفع الرأي العّام في المملكة إلى تأييد نظام الحكم في الرياض.
ووفقاً لما نشرته صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية، اليوم الأربعاء، أوضح مؤسّس ومالك شركة IntuView لبيع المعلومات (سايبر)، رجل الأعمال الإسرائيليّ، شمؤئيل بار، أن السعوديين طلبوا قبل أكثر من سنتين شراء خدماتٍ استخباريّةٍ من شركته بهدف خدمة العائلة المالكة عبر برنامجٍ خاص يدفع الرأي العّام في المملكة إلى تأييد النظام الحاكم.
كما كشف رجل الأعمال الإسرائيلي أنّ المُقاطعَة العربيّة لإسرائيل ليست موجودةٍ على أرض الواقع، مؤكداً في مقابلةٍ مع موقع "Bloomberg" الامريكي، أنّه حصل على رخصة تصديرٍ للسعوديّة من وزارة الأمن الإسرائيليّة.. وأنّه وفق تعليمات الوزارة، فإن بإمكان الشركات الإسرائيليّة التصدير إلى جميع دول العالم ما عدا إيران، لبنان، العراق وسوريا.
وبحسب موقع (Israel Defense) الإسرائيلي، المُختّص بالشؤون الأمنيّة، فإنّ الشركة المذكورة هي شركة استخبارات، وتتخّذ من مدينة هرتسليا، شمال تل أبيب، مقراً لها، وتبيع أدوات أمنيّة في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة وأوروبا.
ولفت الموقع الإسرائيليّ إلى أنّ السعوديّة لم تنشر نفيًا رسمياً للخبر، بل وصلت إلى مكاتب الشركة رسالة عبر البريد الالكترونيّ من "مجهول" يؤكّد فيها عدم صحّة الخبر الذي أورده الموقع الأمريكيّ (Bloomberg).
ونقلت صحيفة رأي اليوم عن موقع (WALLA)، الإخباريّ العبريّ، قوله إنّه قبل سنتين أعلنت السعوديّة عن إقامة مصنعٍ لإنتاج الطائرات بدون طيّار بمُشاركة دولة جنوب إفريقيا، ولكنّ قناة التلفزيون الروسيّ RTT، بحسب الموقع، أكّدت أنّ إسرائيل هي التي تبيع الطائرات بدون طيّارٍ للسعوديّة.
كما نقلت القناة الروسية عن مسؤولٍ أمني سعودي لم تُسّمه، قوله إنّ الحديث يجري عن تمويهٍ، وأنّ الحقيقة هي أنّ صفقة أسلحة تمّ إبرامها بين الدولة العبريّة والمملكة، حيثُ تُنقل الطائرات إلى جنوب إفريقيا ومن هناك إلى السعوديّة بهدف إخفاء المصدر، أيْ إسرائيل.
وأكد موقع (المصدر) الإسرائيليّ، الذي يُعتبر ناطقًا غيرُ رسمي بلسان وزارة الخارجيّة في تل أبيب، أنّ غطاءً كبيراً من السرية يُلقي بظلاله على العلاقات التجاريّة بين شركاتٍ إسرائيليّةٍ وشركاتٍ عربيّةٍ، وهناك سبب جيد لذلك، فرغم أنّ الحديث يدور عن علاقاتٍ تجاريّةٍ فقط، إلّا أنّ الشك تجّاه الإسرائيليين كبير، كما كشف مدير عام شركة "عرب ماركت" إليران ملول عن نشاط شركته الواسع، الذي ينجح غالبا بفضل السرية تحديدا.
وأشار الموقع، إلى أن نشاط "ملول" يرتكز في التجارة مع شركات مجلس التعاون الخليجيّ، بالإضافة إلى الأردن ومصر، موضحاً أنّ التجارة مع الدول العربيّة تتم تحت غطاءٍ كثيفٍ من السريّة، حتى أنّ دولة إسرائيل ليست لديها معطيات دقيقة حول حجمها.
العرب المبادرون
ووفقاً لـ"ملول"، تُجرى التجارة بين الإسرائيليين والعرب، في مجال التكنولوجيا والمواد الصناعيّة الخام، إضافة إلى مجالاتٍ سريّةٍ أخرى طبقاً لما ذكرته صحيفة رأي اليوم، التي قالت إنّه خلال حديث رجل الأعمال ملول مع الموقع، لم يكُن هذا السؤال هو الوحيد الذي حظي بإجابةٍ قصيرةٍ، فلم يحظَ أيضا السؤال: كيف بدأت أعماله التجارية مع العالَم العربي؟ بإجابةٍ موسعةٍ، بل تضمنت العبارة عن طريق تناقل "الأخبار بين الأشخاص".
وكشف الموقع الإسرائيلي، عن أن العرب هم الذين يتوجهون ويبادرون أكثر. كما قال الموقع نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، إن الخوف يتغلّب على حبّ الاستطلاع لدى الإسرائيليين.
وقال رجل الأعمال الإسرائيليّ ملول، مدير عام شركة "عرب ماركت"، الذي يعمل في مجال التجارة مع الدول العربيّة منذ 8 أعوام، إنّ الدولة ذات الاحتمال المُرتفع للمُبادرين الإسرائيليين وفق اعتقاده، هي المملكة العربيّة السعوديّة.. مؤكداً أنّ المملكة تُشكّل سوقاً قوياً جداً، ويُعتبر سوقها صعبًا في الواقع، لكنّه السوق الأهّم في الخليج.
واشارت صحيفة "رأي اليوم" إلى أنّ شركة إسرائيليّة أمنيّة تعمل في حراسة آبار النفط في الخليج ربحت في العام قبل الأخير 7 مليارات دولار.
وكان محلّل الشؤون الأمنيّة والعسكريّة يوسي ميلمان، في صحيفة (معاريف) العبريّة، وهو من أكثر المقربين للمنظومة الأمنية في إسرائيل، قد كشف النقاب عن أنّ شركة AGT) Asia Global Technology) السويسريّة، التي يُديرها رجل الأعمال الإسرائيليّ-الأمريكيّ ماتي كوخافي، فازت بعقدٍ بملايين الدولارات، لبناء مشاريع للحفاظ على الأمن الداخليّ في دولة الإمارات.
وأكد أنّ قائد سلاح الجو الإسرائيليّ الأسبق، إيتان بن إلياهو، كان يعمل في الشركة التي تقوم بتشغيل كبار القادة السابقين في جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ)، وفي شعبة الاستخبارات العسكريّة بالجيش الإسرائيليّ (أمان).
كما كشفت الصحيفة معلومات خطيرة عن شركة أمنٍ إسرائيليّةٍ تحرس العديد من المؤسسات العربيّة وتُقدّم الحراس الشخصيين لكثير من المسؤولين العرب، وأنّ شركة (G4S) الأمنيّة التي تنتشر في الدول العربيّة تُساند الاحتلال الإسرائيليّ.
واعترفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريّة، ضمناً، في تقرير نشرته مؤخراً، بعمل شركة أمنٍ إسرائيليّةٍ في الإمارات لتدريب وتأهيل مقاتلين وحراس لآبار النفط ومواقع حساسة أمنياً.