اليمن.. كتائب سلفية مدعومة إماراتياً تعلن خروجها نهائياً من مدينة تعز وتركها لـ"الأخوان المسلمين"

تعز ( ديبريفر)
2018-08-25 | منذ 6 سنة

الكتائب السلفية المدعومة من الإمارات.. هل استسلمت للأخوان المسلمين في تعز؟

Story in English:https://debriefer.net/news-2817.html

  أعلنت كتائب أبي العباس ذو التوجه السلفي، اليوم السبت، أنها ستخرج من مدينة تعز مع عائلاتها بشكل نهائي، وستتركها لحزب الإصلاح ذراع الاخوان المسلمين في اليمن.

  الكتائب المدعومة من الإمارات العربية المتحدة وتقاتل ضمن اللواء 35 مدرع إلى جانب قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في حربها ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله)، منذ زهاء ثلاث سنوات ونصف، اتهمت من اسمتهم "رفقاء السلاح حزب الإصلاح، بالغدر من الظهر".

  وبررت كتائب أبي العباس انسحابها من مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، في تعميم لأتباعها اليوم السبت، بـ"تجنيب المدينة القتال الداخلي"، و "حفاظاً على دماء المسلمين وعلى عهدنا بعدم الاقتتال داخل تعز".

  يأتي انسحاب هذه الكتائب السلفية من مدينة تعز بعد معارك متقطعة مع قوات تابعة لحزب الإصلاح (ذراع الأخوان المسلمين في اليمن) في عدد من أحياء المدينة خلال الفترة الماضية، قبل التوصل مؤخراً لاتفاق بإخلاء المدينة من مسلحي الطرفين وتسليم المواقع والمقار الحكومية والخاصة التي يسيطر عليها الطرفان، إلى السلطة المحلية لمحافظة تعز.

  وسقط خلال الاقتتال الداخلي بين الطرفين الإسلاميين اللذان يقاتلان إلى جانب قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عشرات القتلى والجرحى من الجانبين فضلاً عن الكثير من المدنيين، ما أحال تعز إلى مدينة غير مستقرة وشهدت حوادث اغتيالات عديدة.

  ومنذ بدء الحرب في اليمن، تسيطر على مدينة تعز (270 كيلو متر جنوب صنعاء) فصائل مسلحة أكبرها فصيلان إسلاميان هما، السلفيون (كتائب أبي العباس) والأخوان المسلمين (حزب الإصلاح)، وتتقاسم الفصائل السيطرة على أحياء المدينة فيما بينها، وجميعها يقاتل قوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المتواجدة في أطراف المدينة.

  وقالت قيادة كتائب أبي العباس في تعميمها الذي وجهته اليوم إلى جميع قادتها وأفرادها: "نعلم أنكم ضحيتم بالكثير والكثير من أجل دينكم ثم دحر الحوثيين وقدمتم القوافل من الشهداء في سبيل الله ثم تحرير تعز، وكانت بنادقكم صوب العدو لاتعرف غيره، ولكن عندما بدأت الأطماع وتم الغدر بنا في ظهرنا من قبل رفقاء السلاح (حزب الإصلاح) انسحبنا طواعية لتجنيب مدينتا القتال الداخلي وسلمنا كل المؤسسات والمقرات الحكومية والمواقع العسكرية للسطلة المحلية حسب خطة قيادتنا الرشيدة الممثلة برئيس الجمهورية التي طالبت من كل القوى في تعز أن تسلم للسلطة المحلية وقمنا بكل ما طلب منا".

  واتهمت الكتائب، اللجنة المكلفة من رئيس الجمهورية للإشراف على تسلم المواقع، بالتساهل مع قوات حزب الإصلاح التي رفضت تسليم المواقع الخاضعة لسيطرتها فضلاً عن تضييق الخناق على عناصر الكتائب واختطافهم وملاحقتهم.

   وأوضحت كتائب ابي العباس في بيانها: "لكن للأسف وجدنا أنفسنا وحيدين نسلم والطرف الآخر إلى الآن يرفض أن يسلم ونراه كل يوم يضيق علينا الخناق من اختطاف ومطاردة وحصار إلى يومنا هذا واللجنة الرئاسية متساهلة أمام ما يحدث".

   وطالبت الكتائب "القيادة الشرعية والسلطة المحلية توفير وسائل النقل وتأمين الخروج وعدم التعرض خلال أسبوع من اليوم السبت".

تعميم أبو العباس قد يكتب الحلقة الأخيرة لتواجد السلفيين في مدينة تعز

  إلى ذلك كشف لوكالة الأنباء "ديبريفر" مصدر مقرب من كتائب أبي العباس، أنها ستنتقل إلى منطقتي الكدحة والضباب اللتان تبعدان نحو 3 كيلومترات من مدينة تعز وتتحكمان في المدخل الجنوبي الغربي لها.

  وأوضح المصدر أن الكتائب السلفية سلمت أغلب المواقع والمقار الحكومية التي كانت تسيطر عليها إلى قوات أمنية تتبع السلطة المحلية لمحافظة تعز، ولم يتبق سوى مباني قليلة تتخذها مقاراً خاصة بها، مشيراً إلى أن الكتائب ستسلم هذه المباني عند مغادرتها المدينة.

  من جهة أخرى، أكد مصدر محلي في مدينة تعز أن حزب الإصلاح سلم أمس بعض المواقع والمقار التي يسيطر عليها مسلحوه ومنها، المنتزه ونادي تعز السياحي، لكن الحزب لا يزال يماطل في تسليم مواقع أخرى.

  واعتبر المصدر في حديث لـ"ديبريفر" أن كتائب أبو العباس، بإعلانها الانسحاب من مدينة تعز، رمت الكرة في ملعب الحكومة اليمنية "الشرعية" وحزب الإصلاح الذي يشكل جزء رئيسي وكبير من هذه الحكومة.

  وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لدواعي أمنية، إلى وجود صعوبات تواجه السلطة المحلية واللجنة الرئاسية في تسلم المواقع والمقار التي يسيطر عليها حزب الإصلاح في ظل مماطلة وتهرب مسلحيه، وتعنت بعضهم.

  وحول الوجهة التي ستنتقل إليها كتائب أبو العباس عند خروجها من مدينة تعز، لم يستبعد المصدر أن تتوجه إلى الساحل الغربي لليمن حيث تتواجد قوات كبيرة مدعومة من الإمارات العربية المتحدة وتخوض معارك شرسة لانتزاع السيطرة على كامل محافظة الحديدة ومينائها من أيدي الحوثيين.

  ولم يرفض المصدر مقولة أن "حزب الإصلاح هزم الإمارات في تعز" بخروج كتائب أبو العباس السلفية المدعومة من أبو ظبي، مشيراً إلى أن الكثير من عناصر حزب الإصلاح متواجدون في أوساط "الجيش الوطني" والحكومة "الشرعية"، ما يعني أنهم سيستمرون في التواجد في المدينة والقوات المحيطة بها.

  وأشاد مصدر "ديبريفر" بما قدمته كتائب أبو العباس في مواجهة قوات جماعة الحوثيين خلال المعارك التي حاول فيها الحوثيون السيطرة على مدينة تعز، معتبراً أنه لولا استبسال هذه الكتائب وتضحياتها لسيطر الحوثيون على أغلب أحياء المدينة.

   وحول تأثير مغادرة كتائب أبو العباس مدينة تعز على المعارك الدائرة في أطراف المدينة بين الحوثيين من جهة وقوات الرئيس هادي والموالية لها من جهة ثانية، لفت المصدر إلى أن ذلك قد يؤثر في الجبهات التي كانت كتائب أبو العباس تتولى القتال فيها، لكنه أشار إلى أن أغلب الجبهات التي يقاتل فيها مسلحو حزب الإصلاح تشهد منذ فترة ليست قصيرة هدوء، في ما يبدو أنها هدنة بين الإصلاحيين والحوثيين، حد وصفه.

  وتعد الإمارات ثاني أهم دولة في تحالف عسكري تقوده السعودية لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، وينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي والمنخرطة فيها تيارات إسلامية أبرزها السلفيين والأخوان المسلمين، وذلك بهدف إعادة "هادي" وحكومته المعترف بها دولياً إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.

  وتسبب الصراع في اليمن بمقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين داخل اليمن وفرار الآلاف خارج البلاد.

  وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوء في العالم"،  وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet