صحيفة أمريكية تتحدث عن "فضائع دونالد ترامب الأخلاقية في اليمن" (ترجمة ديبريفر)

صحيفة
2018-08-26 | منذ 5 سنة

منازل مدمرة في اليمن جراء الحرب

Story in English:https://debriefer.net/news-2828.html

نشرت صحيفة "ذى أميركا كونسرفاتيف" الأمريكية، أمس الأول، مقال للكاتب الأمريكي "كوري ماسيمينو"، ينتقد بشدة سياسات الرئيس دونالد ترامب تجاه الحرب في اليمن.

واعتبر "ماسيمينو" في مقاله، أن ترامب فشل في تقديم أي مبرر (لا واضح ولا محدد) للشعب الأمريكي لحرب السعودية على اليمن على أنها حرب مبررة أخلاقياً.

وتطرق الكاتب الأمريكي إلى الكارثة الإنسانية التي حلت باليمنيين جراء الحرب الدائرة في اليمن منذ زهاء ثلاث سنوات ونصف، وقال "إنها كارثة حقوق الإنسان التي دعمها الرئيس ترامب على الرغم من حقيقة أن أمريكا ليس لديها خلاف مع اليمن أو الشعب اليمني".

وأكد "ماسيمينو" أن كلمة "الصراع" ليست الكلمة الصحيحة لما يجري في اليمن، فكلمة "مجزرة" أو "إبادة جماعية" أصح منها، حد تعبيره.

وكالة "ديبريفر" للأنباء، ترجمت المقال الذي نشرته الصحيفة الأمريكية باللغة الإنجليزية، وفي ما يلي نصه:

 

بقلم: كوري ماسيمينو*

ترجمة خاصة لـ"ديبريفر"

في كتابه "أمريكا التي نستحقها" لعام 2000، شرح دونالد ترامب وجهات نظره حول أخلاقيات التدخل العسكري كالتالي:

"قواعد التدخل بسيطة للغاية. إذا تدخلنا في نزاع فلا شك أنه يشكل تهديداً مباشراً لمصالحنا. التهديد الواضح يقابل بالتدخل "المباشر" وسيكون معظم الأمريكيين على معرفة بمكان النقطة الساخنة على الكرة الأرضية وسيفهمون سريعاً لماذا تدخلنا فيها".

هذا القول الذي عكس الإحساس بعدم الرغبة في التدخل هو ما جعل ترامب يبرز بين منافسيه الجمهوريين خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عام 2016، حيث أتى بمقاربة منطقية: لو ضربتني فسأرد لك الضربة. أنا لا أبدأ بضرب الناس. هذا هو بالتأكيد أحد الأسباب التي جعلت بعض ناخبي ترامب يختارونه ولا يختارون هيلاري كلينتون الأكثر تطرفاً. على هؤلاء المؤيدون أن يكونوا الآن سعداء لأن ترامب يعتمد أكثر على الدبلوماسية مع روسيا وكوريا الشمالية.

لكن ما يبدو أنه لن يتم مناقشته أبداً – في الحملة الانتخابية وفي وسائل الإعلام وفي تغريدات ترامب على حسابه في تويتر - هو الصراع الدائر في اليمن، وحتى ذلك الحين، تكون كلمة "الصراع" ليست الكلمة الصحيحة لما يجري في اليمن، فكلمة "مجزرة" أو "إبادة جماعية" أصح منها.

في 9 أغسطس الجاري، استهدفت غارة جوية سعودية حافلة مدرسية وقتلت العشرات، بما في ذلك العديد من الأطفال، كما قام السعوديون بقصف المدارس اليمنية وحفلات الزفاف والمستشفيات. مر أكثر من ثلاث سنوات على إعلان المملكة العربية السعودية أن كل اليمن أصبح هدفا عسكريا، وفي غضون ذلك قتل أكثر من 10 آلاف يمني ونزح ما يقرب من ثلاثة ملايين آخرين. لقد جعل الحصار الذي فرضتها السعودية ثلاثة من كل أربعة يمنيين في حاجة إلى المساعدات الإنسانية في ظل معاناة من المجاعة ونقص الرعاية الصحية الأساسية، وكل هذا يرقى إلى أن يكون كارثة حقوق الإنسان.

إنها كارثة حقوق الإنسان التي دعمها الرئيس ترامب على الرغم من حقيقة أن أمريكا ليس لديها خلاف مع اليمن أو الشعب اليمني، فمع أحدث صفقة بيع للأسلحة عقدها ترامب مع السعوديين كسبت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، ينبغي على المحافظين الحكوميين الصغار أن يكونوا أكثر قلقاً بشأن ثمن هذا التدخل الأجنبي الدموي، فعلى الرغم من زيادة وفيات المدنيين في اليمن خلال النصف الأول من عام 2018 بنسبة  37 بالمائة، واصلت إدارة ترامب تزويد النظام السعودي بالأسلحة وقطع الغيار والصيانة والوقود.

ستلاحظ أن الصحف الرئيسية مثل "نيويورك تايمز" غطت حادث قصف الحافلة المدرسية، لكنها اختارت عدم التأكيد على دعم أمريكا للغارات الجوية السعودية. هذا مع أن الهجوم كان قد تم بواسطة طائرة تم تزويدها بالوقود من قبل الجيش الأمريكي (وكتبت أن الولايات المتحدة لا تتابع وجهة الطائرات التي تقوم بتزويدها بالوقود).

وفي الوقت الذي يقول فيه السعوديون إنهم يردون على سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، الذين تراهم السعودية وكلاء لإيران، نجد أن ما يحدثه قصف المدنيين اليمنيين وتجويعهم وإفقارهم من أجل الحد من نفوذ إيران الإقليمي، أمراً قاسيا للغاية.

ومن الصعب إيجاد مبرر أخلاقي للولايات المتحدة لتمكين مثل هذه الأعمال المستهجنة. إن تكلفة الدعم السعودي تتجاوز مجرد الحصول على الدولار إنها تكلفة تلحق خسائر فادحة بسمعتنا.

إنه ليس فقط دونالد ترامب (أو سلفه باراك أوباما الذي بدأ هذا الدعم) من تتلطخ سمعته كل يوم تدعم فيه الولايات المتحدة السعوديين، فعلى مدى ثلاث سنوات حتى الآن، كانت الأحداث التي يهتم بها الأمريكيون ذوي العقول السياسية هي الأحداث الثقافية، وأحدث مثالين على ذلك حدث توظيف سارة جيونغ في نيويورك تايمز وحدث حظر أليكس جونز من فيسبوك.

لقد غطت وسائل الإعلام الاجتماعية على الثقافة السياسية الأمريكية بالتحريض والمؤامرات والاتهامات بالخيانة.

إن ديناميكية الصراعين متشابهة إلى حد مذهل، فهي تنطوي على التعصب واللاعقلانية الجماعية وفيها دورات انتهاك ورد فعل على كل هجوم ولكن نوعاً واحداً فقط من الحروب دمّر أمة بأكملها فعلياً.

يتجاهل ترامب دوره في تدمير اليمن، نعم، لكن لماذا نسمح له بالتحكم في النقاش؟ وكيف يمكن لبلد أن يحافظ على نهج سياسة خارجية أخلاقية واقعية إذا كان هناك من لا يرغب في مناقشة ما يحدث بالفعل؟ فهل كان خطأ كل من جيونغ وجونز على تويتر أكبر من الخطأ الذي يُرتكب في اليمن (أو أي صفقة أسلحة أو تفجير حافلة)؟.

إن رأيي هذا ليس ما نحتاجه بالضبط للتخفيف من حدة الغضب ذلك الذي يشبه أي عاطفة، لها وقتها ومكانها، كلا، الفكرة هي أنني عندما أقرأ عن ما يحدث في اليمن وعندما أنظر إلى ما يحدث لليمن، أؤمن بأن هذا هو الوقت والمكان.

كتب ترامب في كتابه "أميركا التي نستحقها": "يجب أن يكون التهديد مباشراً بحيث أن قادتنا، بمن فيهم رئيسنا، يجب أن يكونوا قادرين على تقديم مبرر واضح ومحدد". ولكن بعد مرور ثمانية عشر عاماً، فشل الرئيس الحالي ترامب في تقديم أي مبرر (لا واضح ولا محدد) للشعب الأمريكي لحرب السعوديين على اليمن على أنها حرب مبررة أخلاقياً، وطالما أن الأسابيع تلو الأسابيع تمر ونفس العدد القليل من الأشخاص يتشاركون نفس الإحصاءات ونفس الحجج المتعلقة بنفس حرب اليمن، فإنه لن يغير أياً من ممثلينا، ناهيك عن الرئيس، أفعالهم ولو بالقدر اليسير. قد تكون سياسة ترامب الخارجية هي ما تستحقه أميركا، ولكنها ليست السياسة التي نحتاجها نحن (أو اليمنيين) الآن بالذات.

__

*كوري ماسيمينو هو الرئيس السابق للبرامج الأكاديمية في منظمة "طلاب من أجل الحرية"، ومنسق التبادل المشترك في مركز "مجتمع بلا دولة"، وكاتب في مجلة "أصوات شابة".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet