المقال باللغة الانجليزية
https://debriefer.net/news-2866.html
ضحايا اليمن اللامرئيون
اليكم ما جاء في المقال:
يذكرنا شعيب المصوع بنتائج القرار الكارثي الذي اتخذته حكومة هادي بنقل البنك المركزي اليمني إلى عدن قائلا:
"يولي العالم فضائع كالمذبحة التي راح ضحيتها 44 تلميذاً في 9 أغسطس، وهم في رحلة مدرسية في محافظة صعدة في شمال اليمن في غارة جوية سعودية اهتماما عابرا، وبعيدا عن مرأى العالم، تستمر الحرب في تدمير أجساد وأرواح الناس المحاصرين في اليمن.
تعتمد نحو تسعة ملايين عائلة يمنية في بقائها على قيد الحياة على رواتب أفراد العائلة الموظفين في القطاع العام، وكان البنك المركزي اليمني في العاصمة صنعاء مفتاح توزيع رواتبهم.
في سبتمبر 2016، قام السعوديون بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى مدينة عدن الساحلية الجنوبية، حيث تتمركز الحكومة اليمنية المتحالفة مع السعودية.
في ذلك الوقت، حذرت المنظمات الإنسانية من هذه الخطوة لكن الحكومة برئاسة عبد ربه منصور هادي وعدت بالحفاظ على سياسة البنك، وبدفع رواتب الموظفين بغض النظر عن موقعهم في مناطق البلاد التي يسيطر عليها الحوثيين أو التحالف الذي تقوده السعودية.
لم يتم الوفاء بهذا الوعد مع بعض الاستثناءات النادرة، وتم ترك أكثر من مليون موظف في القطاع العام والذين يعيلون حوالي تسعة ملايين أسرة بدون مرتبات وباتوا يعيشون على المعونات."
كانت الجماعات الإنسانية قد حذرت من نقل البنك المركزي لأنها متأكدة من أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وحدث ذلك بالفعل، فالحصار الذي يفرضه التحالف يجعل الاحتياجات الأساسية باهظة التكاليف كما دمرت حملة القصف الجوي البنية التحتية وحجزت الحكومة "الشرعية" الرواتب التي كانت تدعم ملايين الناس، والنتيجة هي تعميق هوة الفقر والجوع.
إن هجوم التحالف على الحديدة يهدد بجعل هذه الظروف السيئة بالفعل أسوأ من خلال قطع إمدادات الطعام والوقود عن الغالبية العظمى من السكان.
وكتب فرانك جيوسترا وروبرت مالي في وقت سابق من هذا الأسبوع عن استخدام البؤس كسلاح في الحرب، واستشهدا بحملة التحالف على اليمن كمثال رئيسي حيث قالا:
"لكن التحالف الذي تقوده السعودية هو المقاتل الأقوى وحلفاؤه الغربيون هم أكثر القوى المؤثرة، وهم الذين يستطيعون الآن أن يعملوا أكثر من غيرهم على إنهاء الفظائع التي تلحق بالمدنيين اليمنيين.
إذا كانت الحديدة نموذجًا مصغَّرًا لليمن، فإن اليمن بدوره، هو صورة مصغرة لنمط حرب ينتشر على نحو واسع و يستخدم البؤس كاستراتيجية."
في كل يوم تدعم فيه الولايات المتحدة الحرب على اليمن، فإنها تدعم العقاب الجماعي الوحشي وتجويع الملايين من الناس، ملايين الضحايا لهذه السياسة غالبًا ما يكونوا غير مرئيين وغير معروفين للعالم الخارجي وعدد ضحايا الحرب لا يقتصر على أولئك الذين قُتلوا بالقنابل والقذائف، وبمقدور قوة التحالف السعودي ورعاته الغربيين تخفيف الكثير من معاناة اليمن ببساطة عن طريق وقف حملتهم ورفع الحصار واستئناف دفع رواتب موظفي الحكومة.
عليهم أن يكونوا على استعداد لوضع حد للأهوال التي فعلوا الكثير ليتسببوا بها، لا يوجد مايدعو للاعتقاد بأن إدارة ترامب سوف تفعل ذلك في يوم من الأيام ولكن من الممكن أن يكون هناك عدد كاف من أعضاء الكونغرس الذين سئموا هذه السياسة التي لا يمكن تبريرها وهم من سيضع حداً لها. وإذا لم يفعلوا ذلك، فإن الكارثة التي تجتاح اليمن ستكبر على نحو أشد فظاعة.