تسلمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اليوم الأربعاء، محطة كهرباء جديدة بقيمة 100 مليون دولار، مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، لتغطية عجز المزمن للطاقة في مدينة عدن الساحلية جنوبي اليمن .
و قال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في الحكومة اليمنية "الشرعية"، أحمد الميسري، خلال عملية تسلم المحطة الكهربائية بقدرة 120 ميجاوات، إن الحكومة تبذل جهودها من أجل التغلب على معاناة المواطنين من معضلة انقطاعات الكهرباء في المحافظات التي تسيطر عليها وفي مقدمتها محافظة عدن التي تتخذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك قبل حلول صيف العام القادم.
وأشار الميسري خلال استقباله المحطة الكهربائية المقدمة من مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية لكهرباء عدن، إلى أن هذه المحطة الكهربائية ستسهم في تحسين خدمة الكهرباء والتقليل من الانقطاعات الكهربائية التي انعكست آثارها السلبية على مستوى حياة المواطنين في كافة مناحي الحياة خلال الفترات الماضية.
من جانبه، أوضح نائب وزير الكهرباء في الحكومة اليمنية، المهندس مبارك التميمي، أنه سيتم نقل التوربين الخاص بالمحطة الكهربائية من ميناء الزيت في البريقة إلى محطة الحسوة خلال اليومين القادمين لبدء أعمال تركيبه وتجهيزه لإدخاله إلى الخدمة خلال الأيام القليلة القادمة.
فيما أكد مدير العمليات الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، سعيد الكعبي، أن هذا الدعم المقدم لأبناء العاصمة المؤقتة عدن يأتي في إطار خطط وبرامج دولة الإمارات من أجل رفع المعاناة الإنسانية عن اليمنيين جراء الحرب التي تشهدها اليمن منذ العام 2015م.
وكانت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، أعلنت أواخر ابريل الماضي، عن بناء محطة كهرباء بقيمة 100 مليون دولار في مدينة عدن جنوبي اليمن لحل مشكلة الكهرباء المزمنة فيها.
ويؤكد مسؤولون حكوميون أهمية محطة الكهرباء الجديدة في عدن لتخفيف حدة الاحتقان والغضب الشعبي بسبب استمرار تردي الخدمات العامة، لا سيما الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في المدينة ما أدى إلى تفاقم معانة سكانها في ظل موجة حر شديدة دائماً ما تعيشها المدينة الساحلية في فصل الصيف.
وتسود حالة من الغليان والغضب العارم لدى سكان مدينة عدن بسبب استمرار تفاقم المعاناة نتيجة تدهور الأوضاع وتردي الخدمات الأساسية للحياة في المدينة من وقود وكهرباء ومياه واتصالات وسط تجاهل وصمت الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته المتواجدون في الرياض حالياً بعد مغادرتهم عدن مؤخرا عقب مكوثهم فيها قرابة الشهرين.
وتغذي عدن، حالياً، ثلاث محطات رئيسية أبرزها، محطة الحسوة "كهرو حرارية" وتأسست في خمسينيات القرن الماضي وصممت على وقود المازوت وتعمل على إشعال الغلايات لتحويل المياه إلى بخار ويقوم بتدوير التوربين (المولد) لتوليد الطاقة الكهربائية وفي حال انخفاض كمية المازوت بالخزانات يتم تخفيض عملية الإحراق ما يؤدي لخفض الأحمال على التوربينات، وذلك بالإضافة إلى محطتي المنصورة وخور مكسر، فضلاً عن محطات القطاع الخاص "الطاقة المشتراة".
لكن قلة الوقود وعجز السلطات الحكومية والمحلية على توفيره بالشكل المطلوب في محطتي خور مكسر والمنصورة، يتسبب في تزايد ساعات الانقطاعات الكهربائية في عدن، فضلاً عن حدوث طارئ في بعض الأوقات يخرج أي محطة عن العمل، بينما أصبح ما ينتج حاليا من المحطات الثلاث أقل من 130 ميجاوات يومياً أي ما يقارب 35 بالمائة فقط من الطاقة الإجمالية المطلوبة لعدن والتي تقدر بـ370 ميجاوات.