تقرير (ديبريفر) - تتجه أنظار اليمنيين صوب العاصمة السعودية الرياض التي ستشهد بعد أقل من 12 ساعة انطلاق المشاورات اليمنية الموسعة التي دعا اليها مجلس التعاون الخليجي ضمن مساعيه الرامية الى دعم جهود السلام المتعثرة في البلد الغارق بحرب طاحنة منذ 8 سنوات.
وأستكملت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تحضيراتها الأخيرة لبدء المشاورات التي تهدف إلى حث جميع الأطراف دون استثناء للقبول بوقف شامل لإطلاق النار، والدخول في تسوية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، وفق تصريحات رسمية خليجية.
وشهدت الرياض خلال الأيام القليلة الماضية توافد المشاركين اليمنيين في المشاورات التي قوبلت بترحيب محلي واسع من قبل معظم المكونات والقوى السياسية، ومباركة دولية رغم إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين) عدم المشاركة فيها.
وأثارت الدعوة الخليجية للمشاورات، ردود فعل متباينة في الشارع اليمني بشأن المخرجات والنتائج المتوقعة منها، لاسيما بعد اعلان الحوثيين مقاطعتهم لها.
وتأتي هذه المشاورات التي يشارك فيها 500 شخص يمثلون معظم الأطياف الحزبية والسياسية والأجتماعية في اليمن، وسط انقسامات وخلافات حادة بين المكونات والقوى اليمنية الكبرى المناوئة للحوثيين كالحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي والمجلس السياسي للمقاومة الوطنية الذي يترأسه طارق صالح، وحزب الاصلاح وغيرها.
ويرى مراقبون أن تلك الانقسامات بين المكونات اليمنية المنضوية - وإن نظرياً - تحت لواء الشرعية، ستمثل التحدي الأكبر والأخطر لتلك الحوارات المرتقبة، ومقياساً لإختبار فرص النجاح للنتائج التي سيخرج بها المتحاورون، في ظل حالة من التشاؤم التي تسود أوساط اليمنيين حيال انعكاساتها على عملية السلام ووقف الحرب بالبلد.
وكان أمين عام مجلس التعاون الخليجي قد أكد في تصريحات سابقة، دعم مجلسه لكافة الجهود الرامية الى تعزيز وحدة الصف الوطني في اليمن من أجل الوصول إلى حل عادل وشامل يحقق لأبناء الشعب اليمني تطلعاتهم باقامة دولتهم المستقبلية المبنية على أسس متينة يسودها الأمن والاستقرار والعدل والمساواة، وفق قوله.
وجدد الحجرف التأكيد على موقف مجلس التعاون الخليجي المساند للجهود الدولية والأممية الساعية الى وقف الحرب وإحلال السلام في اليمن.
ومن المقرر وفقا للخطة المرسومة أن يناقش المشاركون خلال فترة المشاورات ذات المسارات المتعددة عددا من المحاور الرئيسية التي ستركز على الجوانب السياسية، والعسكرية-الأمنية، والاقتصادية، حسب تأكيدات مسؤولين في المجلس الخليجي
وتأمل الأمم المتحدة أن توفر هذه المشاورات اليمنية - اليمنية، منصة لحوار سياسي بنّاء يدعم في نهاية المطاف جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية شاملة للصراع المستمر منذ سنوات في اليمن.