"نيويورك تايمز" تطالب الإدارة الأمريكية بوقف مساعدتها للتحالف العربي لقتله المدنيين في اليمن (ترجمة ديبريفر)

افتتاحية صحيفة
2018-08-29 | منذ 5 سنة

بسبب حجم الضحايا المدنيين.. انتقادات أمريكية مستمرة لدعم واشنطن التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن

Story in English:https://debriefer.net/news-2921.html

طالبت صحيفة "نيويورك تايمز" الإدارة الأمريكية بوقف تقديم أي مساعدات للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، بسبب حجم الضحايا الكبير من المدنيين جراء غارات طيران التحالف الذي ينفذ من زهاء ثلاث سنوات ونصف، ضربات جوية على جماعة الحوثيين (أنصار الله) دعماً لقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

وهاجمت الصحيفة الأمريكية، في افتتاحيتها بعنوان "لماذا تقتل القنابل الأمريكية المدنيين في اليمن؟"، واشنطن، مؤكدة أنها تتحمل جزءاً من المسؤولية في سقوط المدنيين بسبب توفيرها الذخائر والأسلحة والدعم للتحالف الذي تقوده السعودية الذي يشن ما وصفته "حربا عشوائية" في اليمن.

وفي مايلي نص الافتتاحية التي ترجمتها وكالة "ديبريفر" للأنباء من الإنجليزية إلى العربية:

 

أعرب القائد الأعلى للقوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط عن خيبة أمله في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي بشأن الحملة الجوية التي يقودها السعوديون والتي تفتقر إلى الكفاءة في اليمن.

وعلى الرغم من الترحيب بتصريحه، فقد كان رأيه معتدل أكثر مما يجب، حيث كان ينبغي أن يكون مرعبا وبه خجل من التواطؤ الأمريكي في ما يعتبره تقرير جديد للأمم المتحدة يتعلق بمجزرة إجرامية.

تدخلت السعودية وحلفاؤها السُنّة في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات لإلحاق هزيمة منكرة بالمتمردين الشيعة المدعومين من إيران الذين طردوا الحكومة المعترف بها دولياً من العاصمة صنعاء إلى المنفى في السعودية. ومع استمرار الصراع، اُتهم المتمردون أيضا باقتراف الفظائع، لكن هيئة الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان تقول إن الحرب الجوية التي تقودها السعودية هي التي لم تدخر جهداً كي تحول بلد فقير بالفعل إلى كابوس إنساني وساحة للقتل العشوائي.

ضربت الغارات الجوية التي تقودها السعودية أهدافاً مدنية بصورة متكررة وبها أزهقت أرواح أعداد لا تحصى من الأبرياء، وقالت الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، إن قوات التحالف قتلت 22 طفلاً على الأقل وأربع نساء أثناء هروبهم من منطقة القتال. وقبل أسبوعين، في التاسع من أغسطس، قصفت قوات التحالف حافلة مدرسية، ما أسفر عن مقتل العشرات من الأطفال. لقد قُتل عدد لا يحصى من المدنيين في الأسواق وحفلات الزفاف وجلسات عزاء بسبب القنابل الأميركية التي قتلت أكثر من 6500 شخصاً وفقا للبيانات الرسمية، ولكن العدد أكبر بكثير بالتأكيد. يعاني الملايين من المدنيين من نقص الغذاء والرعاية الطبية.

هذا هو الرعب. والعار هو أن القنبلة التي سقطت على الحافلة المدرسية وركابها الصغار كانت أميركية. ووفقاً لشبكة "سي إن إن "، فقد تم بيع قنبلة موجهة بالليزر تزن 500 رطل إلى المملكة العربية السعودية في صفقة أسلحة تمت الموافقة عليها، على غرار القنبلة التي دمرت قاعة العزاء الكبرى في أكتوبر 2016، حيث قُتل 155 شخصاً. بعد ذلك، حظر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بيع التكنولوجيا العسكرية الموجهة بدقة إلى المملكة العربية السعودية، ولكن ذلك الحظر تم إلغائه من قبل إدارة ترامب في مارس 2017.

وقد ركز تقرير نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأسبوع الماضي على التحقيقات "غير الكافية" التي أجرتها آلية التحالف، فهي تعمل في كثير من الأحيان على تغطية جرائم الحرب المحتملة. وذكرت هيومن رايتس ووتش أن "العديد من انتهاكات قوانين الحرب الظاهرة التي ارتكبتها قوات التحالف تظهر أدلة على ارتكاب جرائم حرب، فهناك انتهاكات خطيرة ارتكبها أفراد ذوو نوايا إجرامية". ومع ذلك، أصدر الملك سلمان، ملك المملكة العربية السعودية، في يوليو، عفواً شاملاً عن جميع الأفراد العسكريين المتورطين في العملية اليمنية.

كما استخف التقرير بادعاءات الولايات المتحدة، التي تقدم الدعم التشغيلي واللوجستي والاستخباراتي للتحالف، بالقول أن التحالف "قام بتحسين" عمليات تحديد أهداف القصف. في الواقع، قال التقرير إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي تبيع جميعها أسلحة للسعودية، تواجه خطر التواطؤ في الهجمات غير القانونية.

وبالنظر إلى سجل الفرقة التي تقودها السعودية، فإنه ليس من المستغرب أن يزداد غضب القادة العسكريين الأمريكيين. قال الجنرال جيفري هاريجيان، الذي سرعان ما أكمل مهمته كقائد جوي أمريكي كبير في الشرق الأوسط، في مقابلة عبر الهاتف مع التايمز: "من الواضح أننا قلقون بشأن الإصابات في صفوف المدنيين وهم على علم بقلقنا".

لقد كان هذا نقداً صارخاً من عدة انتقادات عبر عنها كبار المسؤولين الأمريكيين، لكن الكلمات ليست كافية. لقد حان الوقت كي تتوقف الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عن بيع الأسلحة أو تقديم أي مساعدة عسكرية للسعودية وشركائها في التحالف.

لقد تجاوز الرعب في اليمن أي مناقشة حول من هو على صواب ومن هو على خطأ وأصبح من الواضح أن اتفاقية سلام متفق عليها فقط هي التي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء عمليات القتل. يبدو أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها ليسوا متواطئون إلا بقدر بسيط في ذبح الأطفال طالما وأنه يمكنهم شراء المزيد من القنابل، ولذا فإن الأمر يتوقف على العوامل المساعدة على وقف ذلك الشراء.

من غير المحتمل أن يتكئ الرئيس ترامب على السعودية، ولكن الضباط العسكريين بدأوا في الحديث علانية وبدأ الكونجرس في العمل. ويتضمن مشروع قانون الدفاع سياسة تنص على ضم الحزبين إلى المطالبة بتصديق وزير الخارجية مايك بومبيو على أن التحالف الذي تقوده السعودية يتخذ خطوات لمنع وفيات المدنيين. الخطوة التالية يجب أن تكون قطع المساعدات العسكرية عن المملكة العربية السعودية إلى أن تصبح على استعداد للحديث عن إنهاء الهجوم على اليمن.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet