تقرير (ديبريفر) - طوى التحالف العربي الدي تقوده السعودية اليوم رسميا صفحة الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي حينما أدى رئيس وأعضاء مجلس القيادة في اليمن الرئاسي المشكل حديثا، القسم الدستوري أمام مجلس النواب في العاصمة المؤقتة عدن.
ووفقاً للمعلومات، فقد بدأ شريكا التحالف (السعودية والامارات) فعليا التفكير بإسقاط هادي من على كرسي الرئاسة في وقت مبكر قبل عدة سنوات، وتحديداً مطلع عام 2019 نتيجة التباينات التي طفت الى العلن حول بعض الملفات الشائكة وبالأخص ملف الجزر اليمنية التي أسالت لعاب الدولتين.
وبحسب مصادر سياسية، لم تكن الرياض في عجلة من أمرها خلافاً لمسؤولي أبوظبي الذين كانوا يعدون الأيام والليالي للتسريع بعملية الإطاحة تلك بصرف النظر عما قد تؤول اليه في نهاية المطاف.
وخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، أوكل التحالف مهمة خطيرة لمدير مكتب هادي وأحد أكثر المقربين منه والتصاقاً به "عبدالله العليمي" الذي كان له الدور الأبرز في عملية التهيئة للإطاحة بالرئيس الذي وصف علاقتهما ذات يوم بأنها علاقة أبوية تتجاوز حدود الوظيفة العامة.
وتمثلت المهمة بتجميع مايمكن اعتباره "ملف أسود" يشتبه بأن هادي قد يكون متورطا خلال فترة ولايته والمتضمن عمليات تبييض للأموال وعقود وشركات تجارية خاصة بنجله "جلال" إضافة الى مئات القرارات والاستثناءات والاعفاءات الضريبية لعدد من المقربين منه.
عملية الإطاحة بالرئيس هادي، بدت بالنسبة للبعض كما لو كانت أشبه بـ"الإنقلاب الأبيض"، قادها التحالف وهندسها مدير مكتبه المعين الذي جرى مكافأته بتعيينه عضوا في مجلس القيادة الرئاسي.
وفي مارس الفائت، قررت السعودية والامارات القفز بعيداً في المخطط بعدما عملت بجد خلال الآونة الأخيرة على إضعاف سلطات هادي التي زعم التحالف أنها جاء لنصرتها، فكان أن وجه مجلس التعاون الخليجي دعوة لمشاورات يمنية في الرياض.
الدعوة الخليجية حملت في ظاهرها السعي لتوحيد طرف الحكومة الشرعية لمواجهة التمرد الحوثي، بينما كان الهدف الحقيقي والفعلي للمشاورات الشكلية الإطاحة بالرئيس هادي وطي صفحته الى الأبد.
وبحسب مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه، لم يكن هادي على معرفة بما يحاك له في كواليس المشاورات ولا بما دار قبلها منذ قرر التحالف فعليا التخلص منه نهائيا.
وفي ليلة السابع من ابريل وقع هادي على قرار الاطاحة بنائبه الفريق علي محسن الأحمر وحتى تلك اللحظة لم يكن الرجل على دراية بمخطط الإطاحة به أيضا ضمن سيناريو المشاورات المفترض.
وعشية إعلان هادي الإطاحة بنفسه أيقن المقربون منه ما يدور في الكواليس مع انقطاع خطوط التواصل المباشر معه حيث أُخضع هادي فورا للإقامة الجبرية بتوجيهات سعودية.
يقول المصدر : استدعي هادي الى ديوان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي سلمه مرسوماً كتابياً ينص على نقل صلاحياته إلى المجلس الذي يتألف من ثمانية ممثلين عن مجموعات يمنية مختلفة.
مضيفاً أن هادي تفاجأ بمضمون الكتاب السعودي واصفا اياه بالانقلاب ، لكنه أُجبر لاحقا على التوقيع بعد تهديده بنشر ملفات الفساد التي كان لمدير مكتبه عبدالله العليمي الذي بات يوصف بـ"عرّاب الإنقلاب" دوراً في تجميعها خلال السنوات الأخيرة.
وأشار المصدر الى أن الرئيس هادي رفض قراءة الكتاب المتلفز واكتفى بالتوقيع لكنه أجبر لاحقا وللمرة الثانية على قراءة جزء من خطاب التنحي وتكليف وزير الإعلام نصيا بقراءة باقي تفاصيل الاعلان الدستوري المتضمن تسليم الحكم الى القوى الفاعلة على الأرض إضافة الى عراب الانقلاب الأبيض.