هدنة اليمن.. طريق شائك نحو سلام ملغوم

ديبريفر
2022-06-17 | منذ 1 سنة

تقرير (ديبريفر) -توفر الهدنة الجارية حالياً في اليمن، التي أعلنتها الأمم المتحدة مطلع إبريل المنصرم مخرجاً مناسباً للأطراف المتصارعة نحو الوصول الى تسوية مرضية ودائمة لوقف القتال بشكل نهائي، لكن واقعياً، ما من مؤشرات حقيقية تؤكد استعداد تلك الأطراف لوضع حد نهائي لهذه الحرب التي طال أمدها.

وخلافاً لما تعتقده الأمم المتحدة وبعض الدول الراعية للسلام من كون الهدنة تشكل أساساً يمكن البناء عليه مستقبلاً للوصول الى السلام المنشود، يرى مراقبون أنها لم تكن سوى ضرورة مرحلية، بالنسبة للمتحاربين، لمنحهم فرصة التقاط الأنفاس والاستعداد لجولة جديدة من المعارك قد تكون أشد ضراوة من سابقاتها.

فعلى الرغم من أن الهدنة نجحت بالفعل في خفض التصعيد العسكري وتراجع أعداد ضحايا العنف، إلا أن التحشيدات العسكرية والتعبئة القتالية، خاصة من قبل الحوثيين،لم تتوقف يوماً واحداً طيلة فترة الهدنة التي تتعرض لخروقات متكررة بشكل شبه يومي.

وباستثناء وقف هجماتهم على الأراضي السعودية، لم يقم الحوثيون حتى الان بأي إجراء حقيقي كجزء من التزاماتهم فيما يتعلق باجراءات بناء الثقة يعكس رغبة صادقة في الذهاب الى ماهو أبعد من الهدنة التي حرصت على تلبية جميع شروطهم وفي المقدمة وقف الغارات الجوية، ومطالبهم برفع الحصار عن الموانئ البحرية والجوية الخاضعة لسيطرتهم.

ولأن الحوثيون مازالوا يحتفظون بنفوذ كبير في مناطق شاسعة شمال وغرب والبلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء، ما يجعلهم ينظرون الى أي مفاوضات سياسية من موقفهم القوي على الأرض، فمن غير المرجح أن يقدموا تنازلات حقيقية قد تقلل من قدرتهم على الوصول الى مشروعهم في حكم البلاد، وفقاً للناشط السياسي اليمني لبيب الذبحاني.

غير أن الذبحاني نفسه لم يستبعد في حديث له مع وكالة "ديبريفر"، إن تلجأ جماعة الحوثي تحت وطأة الضغوط الدولية عليها الى تقديم ماقد يعتقده البعض "تنازلات عابرة"، لكنها في حقيقة الأمر لن تكون سوى مناورة زائفة للحصول على مكاشب جديدة، وذلك قياساً بتاريخها المخادع الذي عرفت به في جميع الاتفاقات السابقة معها.

ويضيف أن الطريق الى السلام المنشود في اليمن خلال المرحلة الراهنة سيبقى محفوفاً بالشراك، وصعب المنال ، طالما ظلت موازين القوى العسكرية كما هي دون إحداث تغيير حقيقي.

وقلل الناشط السياسي لبيب الذبحاني من أهمية التسريبات المتداولة عن مفاوضات خلفية مباشرة تجري برعاية عمانية بين الحوثيين والسعودية التي تقود التحالف في اليمن.

وأشار الى أن هذه المفاوضات إن صحت فلا تعني بالضرورة توقف الحرب في اليمن،ولكنها قد تنقل الصراع الحاصل نحو مربع آخر،بحيث يتراجع الدور السعودي فيه من التدخل العسكري المباشر والإكتفاء بدعم وتمويل بعض الأطراف من أجل الحفاظ على حضورها كلاعب محوري في اليمن، خاصة مع رفض الحوثين قطع العلاقات مع رعاتهم الإيرانيين، الذين تربطهم علاقات طويلة الأمد معهم.

وأضاف : صحيح أن تكلفة الحرب باهضة ولكن ثمة عوامل أخرى الى جانب المخاوف الخليجية من علاقة الحوثيين بإيران يمكن النظر اليها على نحو يثير عدم التفاؤل بإمكانية التوصل لسلام دائم وشامل وفي مقدمتها العوامل الداخلية المتعلقة بعدم قبول اليمنيين لرؤية الحوثي لشكل وطبيعة الدولة المتكئة على فكر عنصري سلالي ونهج متشدد لايقبل بالأخر ولا بأي اتفاق لتقاسم السلطة.

من الواضح إن الوصول الى سلام دائم وشامل في البلد سيكون محل ترحيب كبير من قبل اليمنيين والمجتمع الدولي، لكن الأكثر وضوحاً إن هذا الأمر مايزال مستعصياً في الوقت الراهن ومن المبكر أيضاً الحكم بمدى نجاح الهدنة والجهود الأممية في دفع الأطراف نحو الجلوس للتفاوض على المسائل الشائكة المتعلقة بمستقبل وشكل الدولة خلال مرحلة مابعد الحرب.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet