تقرير (ديبريفر) - كشف مصدر سياسي يمني، الأربعاء، عن ضغوط دبلوماسية كبيرة يتعرض لها مجلس القيادة الرئاسي في اليمن والحكومة المعترف بها دولياً لانتزاع تنازلات جديدة منهما، تمهيداً لصياغة مسودة لمقترح أممي يتضمن اتفاق لهدنة موسعة في البلاد.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث، في تصريح لوكالة "ديبريفر" أن الولايات المتحدة الامريكية تمارس ضغطاً كبيراً عبر السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً لدعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيين.
ووفقاً للمصدر، فان تلك الضغوط تهدف لتمرير مقترح الهدنة الموسعة والذي يتبنى بشكل واضح إشتراطات الجماعة الحوثية، وخاصة مايتعلق بالقضايا المثارة كملف حصار تعز ودفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية وفتح مطار صنعاء، وبما يفضي الى اتفاق أكثر شمولاً حول تقاسم السلطة بين الأطراف المتصارعة.
وأشار المصدر السياسي اليمني إلى أن الدبلوماسية الامريكية، نجحت الى حد كبير في إقناع الأطراف الاقليمية الفاعلة في الملف اليمني بخطتها المقترحة والتي يرى مراقبون بأنها لاتخدم سوى التوجه الامريكي، كما لو كانت "عربون محبة" يقدمها البيت الابيض الى إيران لإحياء الاتفاق النووي.
وكانت الولايات المتحدة الامريكية أكدت في وقت سابق اليوم الأربعاء، الحاجة إلى إيجاد حل وسط بين أطراف الصراع في اليمن من أجل توسيع الفوائد لليمنيين بموجب الهدنة الإنسانية التي توسطت فيها الأمم المتحدة.
وقال مكتب شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية، في تغريدة على موقعه بمنصة "تويتر" أن مبعوثها الخاص تيم ليندركينغ، والسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، ناقشا، اليوم، مع مسؤولين سعوديين في الرياض، "الحاجة الملحة إلى حل وسط بين أطراف الصراع في اليمن لزيادة فوائد اليمنيين بموجب الهدنة الأممية".
وبدأ المبعوث الأمريكي الخميس الماضي، جولة جديدة في المنطقة تشمل عدداً من الدول الخليجية لبحث توسيع الهدنة الأممية والتمهيد لحل شامل للصراع الذي طال أمده في اليمن.
ومن المتوقع أن تبدأ الرياض -الساعية للخروج من ورطة الحرب في اليمن بأخف الأضرار- تكثيف الضغط على رئيس مجلس الرئاسة اليمني رشاد العليمي الذي سيزور المملكة خلال الساعات المقبلة قادماً من الإمارات، لإقناعه بتقديم تنازلات أضافية لمصلحة الحوثيين وفقاً لرغبة الادارة الامريكية.
ولا يعرف على نحو واضح ما إذا كانت التطورات العسكرية الأخيرة بمحافظة شبوة مرتبطة بتلك الضغوط، لكن المؤكد أن الحكومة اليمنية قد وجدت نفسها عارية من إحد أهم أوراقها القوية في أعقاب تلك المستجدات التي عززت في المقابل موقف المجلس الانتقالي المنادي بانفصال الجنوب كمكافئ واقعيا للحوثيين في الشمال.