باريس (ديبريفر) تحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن الهدنة السارية في اليمن برعاية الأمم المتحدة والتي تنتهي الأحد، دون الإعلان عن تمديدها لفترة أخرى.
وقالت الوكالة الفرنسية في تقرير لها بعنوان "هدنة اليمن تشارف على نهايتها والسلام يبدو بعيد المنال"، إن الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة سمحت بوقف القتال واتّخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
واعتبرت أن الهدنة التي سمحت أيضاَ بتنظيم رحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، مثّلت بارقة أمل بعد حرب مدمرة.
وأشار التقرير إلى دعوة عشرات المنظمات الإنسانية والدولية العاملة في اليمن أطراف النزاع إلى تمديد وتوسيع الهدنة التي "شهدت انخفاضا بنسبة 60% في عدد الضحايا".
ولم يغفل تقرير الفرنسية، تبادل الحكومة اليمنية والحوثيون اتهامات بخرق وقف النار، مشيراً إلى أنه لم يطبّق الاتفاق بالكامل وخصوصا ما يتعلق برفع حصار الحوثيين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.
ونوه إلى الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ من أجل تمديد الهدنة.
ونقل التقرير عن نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد دييغو زوريلا قوله إن الهدنة حسَّنت الوضع "في كثير من الجوانب (ولكن) الحياة تبقى صعبة" للغالبية العظمى من السكان.
وأكد زوريلا "من وجهة نظر إنسانية، فإن تجديد الهدنة في 2 أكتوبر هو واجب اخلاقي"، مشيراً إلى أن "حل النزاع وحده سيسمح للاقتصاد بالتعافي، وسينتشل الناس من الفقر ويقلل الاحتياجات الإنسانية".
من جانبه، يرى الأستاذ في جامعة أوتاوا الكندية توماس جينو أن على المدى الطويل، فإن الهدنة "لم تقم بأي تغيير جوهري" مشيرا إلى أنها "فشلت في بعض الجوانب" كون "هدفها كان طموحا للغاية لرؤية تقدم في مفاوضات السلام".
وقال جينو "من جانب الحوثيين، لا توجد رغبة جدية في التفاوض والقيام بتسوية مع الحكومة".
وأضاف : "إن الخلافات بين الفصائل التي تحارب الحوثيين تتسع" في إشارة إلى الجانب الحكومي، متابعاً "رأينا خطوط الانقسام التي كانت عميقة للغاية تتسع، وازدادت حدة التوترات وأصبحت عنيفة في العديد من الحالات".
وعلى الرغم من أن هذا الخبير في الشأن اليمني يعتقد أن "من العبث تجديد هدنة غير مجدية" ولا تقوم سوى "بتأخير عودة العنف المتزايد"، لكنه يضيف "لا أرى أي بديل آخر".