CNN الأمريكية تبحث في تأثيرات فشل تمديد هدنة اليمن على علاقة الرياض وواشنط

ديبريفر
2022-10-12 | منذ 5 شهر

واشنطن (ديبريفر) بحثت شبكة CNN الأمريكية، في تأثيرات فشل تمديد الهدنة في اليمن على علاقة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في البلد الفقير منذ نحو ثماني سنوات.
وقالت الشبكة في تقرير لـ نادين إبراهيم نشر يوم الثلاثاء بعنوان " كيف يؤثر فشل تجديد هدنة اليمن على علاقة السعودية وأمريكا وهل تدخلت إيران؟"، إنه "بعد 6 أشهر نادرة من الهدوء النسبي، فشلت الأطراف المتحاربة في اليمن الأسبوع الماضي في تجديد اتفاق حقيقي، حيث لم تلق دعوات من الأمم المتحدة للتمديد آذانًا صاغية".
وأضاف التقرير "بين أحد الطرفين المدعوم من إيران (الحوثيين) والآخر المدعوم من قبل السعودية (الحكومة)، يبقى أن نرى ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم حليفها في الشرق الأوسط، بعد قرار التخفيض الهائل لإنتاج النفط الأسبوع الماضي، الذي يُنظر إليه على أنه ازدراء من المملكة الغنية بالنفط لإدارة الرئيس جو بايدن قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس".
وأشار التقرير إلى أن الهدنة في اليمن انتهت الأسبوع الماضي بسبب مطالب الحوثيين فيما يتعلق بأجور موظفي القطاع العام.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ في بيان إن الحوثيين فرضوا في اللحظة الأخيرة "مطالب مبالغا فيها ومستحيلة لم تتمكن الأطراف من الوصول إليها، خاصة في الوقت المتاح"، مضيفًا أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة والأمم المتحدة ستتواصل.
ونقل تقرير شبكة CNN عن ماجد المذحجي، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية قوله إن "الأسباب غير المعلنة (لعدم تجديد الهدنة) يتوقع أن تكون أن الإيرانيين قد طلبوا من الحوثيين، بشكل مباشر، المساعدة في تصعيد الأمور في المنطقة".
ورأى المذحجي أن "الإيرانيين والحوثيين في وضع سياسي صعب"، مضيفاً أن الإيرانيين يتعرضون لضغوط هائلة وسط احتجاجات محتدمة في الداخل وربما يحاولون إبعاد خصوم الخليج عن طريق إبقائهم منشغلين بالصراع اليمني.
وقال ليندركينغ إن بعض جوانب الهدنة الأولية لا تزال قائمة، مثل العنف المنخفض نسبيًا، واستمرار شحنات الوقود التي لا يزال يمكن تفريغها في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، وكذلك استئناف الرحلات المدنية التجارية من مطار صنعاء. لكن المخاطر عالية جدا.
وتطرق التقرير إلى تهديدات الحوثيين للمستثمرين للابتعاد عن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لأن الاستثمار فيهما "محفوف بالمخاطر"، ما يعني استعداهم لتنفيذ هجمات مرة أخرى.
وقال بيتر سالزبوري، المستشار في مجموعة الأزمات الدولية لشبكة: CNN "مع الحوثيين، من الخطر دائمًا عدم أخذ تهديداتهم على محمل الجد".
ولفت التقرير إلى الهجمات السابقة للحوثيين، التي استهدفت بشكل أساسي حقول النفط والمطارات الرئيسية في الدول الغنية بالنفط، مبيناً أن السعودية كانت قد حذرت حليفها الأمني القوي الولايات المتحدة بشأن هذه الهجمات، منتقدة إدارة بايدن بشأن ما تعتبره تراجعا للدور الأمني الأمريكي في الشرق الأوسط المضطرب.
تفاقمت المخاوف الأمنية في دول الخليج بسبب المحادثات الأمريكية مع إيران حول إحياء الاتفاق النووي في وقت سابق من العام الجاري، حيث زادت إمكانية رفع العقوبات الاقتصادية من خطر زيادة جرأة طهران، التي كان يُخشى أن تؤدي بدورها إلى تعزيز وتسليح وكلائها الإقليميين، حسب التقرير .
لكن جريجوري جونسن، العضو السابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، قال إن الحوثيين أصبحوا أكثر جرأة بالفعل، مضيفاً "أعتقد أن إيران لن تحب شيئًا أفضل من ترك الحوثيين في صنعاء كرادع ضد السلوك السعودي في المستقبل".
وجاء في تقرير CNN  "كانت الولايات المتحدة أقوى حليف أمني للسعودية، وعادة ما كان الاتفاق غير المكتوب بين البلدين هو النفط مقابل الأمن، وبالتحديد ضد العدوانية الإيرانية".
واستدركت كاتبة التقرير "ولكن الآن، بينما تتحدى المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة بأحدث تخفيضات نفطية من جانب أوبك بلس، فإن الصداقة بين البلدين تتعرض لضغوط متزايدة".
وقال سالزبوري إنه مع التردد الموجود بالفعل في سياسات الكونغرس لزيادة الدعم العسكري للسعودية، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة سترد بدعم سريع لحليفها في الشرق الأوسط في حالة اندلاع العنف.
واتهم عدد من السياسيين الديمقراطيين الأمريكيين السعودية بالوقوف إلى جانب روسيا، قائلين إن خفض النفط يجب أن يُنظر إليه على أنه "عمل عدائي" ضد الولايات المتحدة.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبدالخالق عبدالله التهديدات التي أطلقها بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ضد السعودية بعد خفض منظمة أوبك بلس للنفط، ليست ذات مصداقية، وقال إن رد إدارة بايدن كان "أكثر تحفظًا".
وأضاف عبدالله أنه من مصلحة أمريكا حماية منتجي النفط في الشرق الأوسط لا سيما مع تقلص الإمدادات وسط حرب أوكرانيا وتعثر المحادثات النووية مع إيران.
وتابع بالقول: "في هذه اللحظة من التاريخ، تحتاج أمريكا إلى السعودية والإمارات بقدر ما نحتاجها لأغراض أمنية".
ووفقاً للتقرير، يقول محللون إن السياسة الأمريكية تجاه اليمن كانت في السنوات الأخيرة في حالة من الفوضى. دعمت إدارة أوباما التحالف الذي تقوده السعودية لأول مرة في عام 2016، لكن مستويات الدعم تغيرت لاحقًا مع ظهور أدلة على وقوع إصابات في صفوف المدنيين في الحملة الجوية التي تقودها السعودية.
وأشار إلى أن السعودية تمتعت بدعم واسع النطاق لسياستها تجاه اليمن خلال إدارة ترامب. منوهاً إلى أن بايدن وعد في أواخر عام 2019، بجعل المملكة منبوذة، وبعد أكثر من عام بقليل، خفض الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية للمملكة العربية السعودية في اليمن، "بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة"، ومع ذلك، تواصل الولايات المتحدة بيع الأسلحة إلى السعودية من خلال ثغرة "الدفاع"، حسبما جاء في التقرير.
وذكر التقرير أن إدارة بايدن وافقت في أغسطس الماضي وأبلغت الكونغرس بمبيعات أسلحة محتملة بمليارات الدولارات لكل من السعودية والإمارات، مشيرة إلى الدفاع ضد هجمات الحوثيين كسبب مشروع للقلق.
قال جونسن: "الآن، الولايات المتحدة محبطة من السعودية والإمارات، في حين أنه ليس لديها أي نفوذ على الحوثيين". وأضاف: "لقد كانت الولايات المتحدة مرتبكة على مدار العام ونصف العام الماضيين عندما يتعلق الأمر بسياسة اليمن"، واصفًا ذلك الوضع بأنه "من صنعها" إلى حد كبير.
وتقول كاتبة التقرير، "في حين أن هناك ضغوطًا داخل الولايات المتحدة للرد بشدة على سياسات الطاقة السعودية، إلا أنه لم يتضح بعد كيف ستستجيب الولايات المتحدة للتطورات في اليمن، حيث يقول البعض إن واشنطن ستكون حكيمة في الحفاظ على ضماناتها الأمنية".
وقال عبد الله: "لا أعتقد أنه من مصلحة أمريكا أن تقلص مساعدتها العسكرية للسعودية".
وأضاف: "إذا فعلوا ذلك، فسوف يأتي بنتائج عكسية على أمريكا أكثر مما يتخيل العديد من أعضاء مجلس الشيوخ"، حد قوله.
 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet