تصاعد التحذيرات المتبادلة ينذر بمواجهة عسكرية أمريكية روسية كبرى في سوريا

واشنطن – موسكو (ديبريفر)
2018-09-07 | منذ 6 سنة

حشود وتحذيرات أمريكية وروسية تنذر باندلاع حرب كبرى في سوريا

تصاعدت في الآونة الأخيرة التحذيرات المتبادلة بين واشنطن وموسكو، بما ينذر بنشوب مواجهة عسكرية أمريكية روسية كبرى على الأرض السورية.

وقال مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" اليوم الجمعة، إن روسيا وجهت تحذيرات خلال الأيام الماضية، بشن هجوم على مسلحين في محيط منطقة التنف في ريف حمص في سوريا التي تنتشر فيها قوات أمريكية.

واكدت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية، أن تحذيرات موسكو أثارت بواعث قلق شديدة لدى القادة الأمريكيين من احتمال تعرض القوات الأمريكية للخطر في حالة وقوع هجوم روسي.

وذكر مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية لـ"سي إن إن" أن المخاوف تتركز على قاعدة التنف التي يسيطر عليها تحالف دولي ضد "داعش"، تقوده الولايات المتحدة.

واشار المسئولون، الذين لم يوضحوا كيف وجهت موسكو تحذيرها لواشنطن، إلى أنه لم يتم ملاحظة أي تعزيزات للقوات البرية الروسية في الأيام الأخيرة، وأوضحوا أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، على علم بهذه المعلومات.

ونقلت "سي إن إن" عن مسئول أمريكي قوله: "نصحناهم (الروسيين) بالابتعاد عن التنف، ونحن مستعدون للرد".

وأضاف: "لا تسعى الولايات المتحدة إلى محاربة الحكومة السورية أو أي جماعات قد تقدم لها الدعم، لكن إذا تعرض القوات الأمريكية للهجوم، فإن الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام القوة الضرورية والمتناسبة للدفاع عن قواتها أو قوات التحالف".

وذكرت تقارير إخبارية أمريكية أن روسيا تزعم أن هناك مقاتلين محتملين للقاعدة أو داعش في المنطقة العازلة بمنطقة التنف، تحميهم القوات الأمريكية، لكن المسئولين الأمريكيين أشاروا إلى أن مثل الشكاوى الروسية ليست جديدة.

وتزداد المخاوف بشأن استخدام الروس طائراتهم أو سفنهم الحربية في شرق البحر المتوسط لشن هجوم صاروخي في هذا الهجوم، الأمر الذي قد يثير رد القوات الأمريكية، عن غير قصد، إذا لم يكن الاستهداف الروسي دقيقاً.

ومع الهجوم العسكري الضخم الوشيك للجيش السوري النظامي بدعم حليفه القوي روسيا، على محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، لانتزاع السيطرة عليها من فصائل المعارضة المسلحة كونها منطقة كبيرة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال البلاد، ازدادت المخاوف من أن ترى موسكو الوقت مثالياً للقيام بعمليات هجومية متعددة، ومن بينها هجوم على قاعدة التنف العسكرية التي تنشر فيها الولايات المتحدة أكثر من ألفين من قواتها.

ويتركز الجزء الأكبر من تلك القوات الأمريكية في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمالي سوريا، وجزء أقل في قاعدة التنف العسكرية في ريف حمص.

وبحسب التقارير الإخبارية فأن الهدف الرئيس من نشر القوات الأمريكية هو الإسهام في التصدي لداعش. ومع انحسار التنظيم، غيرت واشنطن أهدافها لمحاصرة النفوذ الإيراني في سوريا.

ويرى مراقبون ومحللون غربيون أن ما يجري في البحر المتوسط من تحشيد عسكري ضخم للأسلحة الثقيلة والبارجات الحربية والصواريخ المدمرة من قِبل واشنطن وموسكو، ينذر باندلاع حرب عالمية كبرى بين أكبر قوتين ودولتين في العالم، تكون الأرض السورية الشرارة التي تنطلق منها لتشعل نارها كافة دول منطقة الشرق الأوسط.

وقال الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف، إن التدمير بأساليب غير تقليدية ينتظر الأسطول الأمريكي في حال الحرب مع روسيا.

واضاف ليونكوف في مقاله لمجلة "زفيزدا" اليوم الجمعة، أنه في حال النزاع المسلح، فإن موسكو لن تلجأ إلى الطرق التقليدية، بل ستستخدم المنظومات المضادة للسفن الحديثة بعيدة المدى.

وأكد الخبير الروسي أن صواريخ "كاليبر" الروسية أثبتت كفاءتها العالية في سوريا.. مشيراً إلى أن هناك صواريخ "كاليبر" مضادة للغواصات  كما يتم تجهيز طيران القوات البحرية والجوية بالصواريخ المجنحة من طراز "إكس-35إي" و"إكس-32"، إضافة إلى أن ظهور الصواريخ المضادة للسفن الحديثة "كينجال" زاد من كفاءة التعاون بين القوات الجوية والأسطول في مواجهة سفن العدو الهجومية، كما منح الإمكانية لإنشاء صواريخ "تسيركون"، التي تفوق سرعة الصوت.

ولفت الخبير العسكري ليونكوف إلى أن قيادة البحرية الروسية "لا تبني أوهاما" حول المعارك البحرية و"لا تلعب معارك بحرية افتراضية، لكنها تستند إلى الممارسة العملية فقط".

يأتي كلام الخبير العسكري الروسي رداً على مقال صحيفة "ناشيونال إنترست" الأمريكية في أغسطس، حول توقعاتها لنتائج الحرب المحتملة بين بارجة "آيوا" الأمريكية وطراد "كيروف" الروسي.

وتعتقد وسائل الإعلام الأمريكية أن القوات البحرية الأمريكية قادرة على الانتصار في الحرب بسهولة، وفي الوقت ذاته تقلل هذه الوسائل الإعلامية من شأن القدرات الدفاعية لروسيا.

وتصاعد التوتر بين روسيا وامريكا مؤخرا بشأن مدينة ادلب السورية في ظل إصرار واشنطن على منع هجوم مرتقب للجيش السوري للسيطرة  على آخر معاقل المعارضة المسلحة في سوريا بذريعة إمكانية استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية في الهجوم على  إدلب.

وحشدت امريكا قواتها ومدمراتها العسكرية قبالة الساحل السوري في مقابل عززت روسيا من تواجدها العسكري الضخم لمواجهة القوات الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط.

وقالت وسائل إعلام روسية، مؤخراً، أن موسكو بدأت بنشر أقوى مجموعة سفن حربية في البحر الأبيض المتوسط لمنع هجوم أمريكي محتمل على سوريا تحت ذريعة "هجوم كيميائي مفبرك" في محافظة إدلب الحدودية مع تركيا يشنه النظام السوري.

ويؤكد مسؤولون عسكريون روس أن موسكو لن تسمح بتكرار سيناريو ضرب سوريا في أبريل الماضي، ولهذا عززت قواتها بأقوى وأحدث الأسلحة والصواريخ والسفن الحربية لمنع الهجوم المحتمل.

 وخسرت قوات النظام السوري محافظة إدلب (شمال غرب) منذ صيف العام 2015، إثر سيطرة تحالف فصائل جهادية وإسلامية عليها، لكنه سرعان ما تفكك إثر جولات اقتتال داخلي تطورت إلى صراع على تقاسم النفوذ.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على نحو 60 بالمئة من محافظة إدلب، بينما تنتشر فصائل أخرى إسلامية منافسة لها في مناطق أخرى من المحافظة، وتمكنت قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على مطار أبو الظهور العسكري وعشرات القرى والبلدات في ريف ادلب الجنوبي الغربي.

وتسببت الحرب المستعرة في سوريا منذ أكثر من سبعة أعوام في تشريد ستة ملايين شخص داخل سوريا وفرار 5.5 ملايين آخرين إلى الخارج فضلا عن مقتل مئات الآلاف.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet