Click here to read the report in English
نشرت منظمة العفو الدولية، على موقعها الالكتروني، أمس الأول، مقالاً يتناول ما يعانيه اللاجئون اليمنيون في كوريا الجنوبية من معاناة وأوضاع مؤسفة.
وطالب المقال الذي كتبه، الباحث الشرق آسيوي، هيروكا شوجي، الحكومة الكورية الجنوبية بتحسين معاملتها إزاء اللاجئين اليمنيين، وعدم تصديق الشائعات التي ينشرها البعض في وسائل التواصل الاجتماعي في كوريا والتي لا أساس لها من الصحة.
وحث المقال، الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي، على الوفاء بالتزاماته التي تعهد بها أثناء حملته كمرشح رئاسي عام 2017، والتي تعهد خلالها بالالتزام باتفاقية اللاجئين ومنح الحماية للمحتاجين.
وكالة "ديبريفر" للأنباء قامت بترجمة المقال المعنون بـ"يستحق اللاجئون اليمنيون في جزيرة الإجازات في كوريا الجنوبية الضيافة لا العداء"، من اللغة الإنجليزية إلى العربية، وفي ما يلي نصه:
بقلم: هيروكا شوجي
في كل عام، يسافر ملايين الأشخاص إلى جزيرة جيجو الجميلة، وهي بقعة سياحية شهيرة قبالة الساحل الجنوبي لكوريا الجنوبية. كان من بين زوار هذا العام مئات الأشخاص من اليمن، بما في ذلك بعض الأطفال.
لكن هؤلاء اليمنيين كانوا يختلفون عن معظم الذين وصلوا إلى هذه الجزيرة الخلابة، لأنهم أتوا بحثاً عن ملاذ بدلاً من أشعة الشمس.
بالنسبة لهم، كانت جزيرة جيجو ملاذاً من الحرب الدائرة في اليمن والتي قتل وجرح فيها أكثر من 16 ألف مدني وترك 2 مليون منازلهم وتخلف 3,4 مليون طفلاً عن المدرسة واحتاج 22,2 مليون شخصا (75% من السكان) للمعونات الإنسانية المنقذة للحياة.
في الفترة ما بين يناير ومايو 2018، وصل حوالي 550 يمنياً يبحثون عن الأمان إلى جزيرة جيجو عبر ماليزيا، التي لا تملك قوانين لتنظيم اللاجئين على عكس كوريا الجنوبية. وكنتيجة لطلب اللجوء في ماليزيا قد يتعرض ملتمسوه للاحتجاز والمحاكمة والجلد والترحيل. وصل اليمنيون إلى كوريا الجنوبية مستفيدين من الدخول لمدة 30 يوماً بدون تأشيرة بهدف جذب السياح، وبمجرد وصولهم إلى الأراضي الكورية، سعوا للحصول على تأشيرات مؤقتة أثناء انتظار البت في طلبات اللجوء الخاصة بهم.
لكن منذ وصولهم، واجه اليمنيون العداء في الغالب، أكثر من كرم الضيافة، ففي يوليو 2018، وقّع أكثر 714 ألف شخصاً من كوريا الجنوبية على عريضة تحث الرئيس مون جاي على رفض طلباتهم للجوء، زاعمين أنهم "لاجئون مزيفون" يسعون فقط للاستفادة من الاستقرار الاقتصادي لكوريا الجنوبية، وكانت تلك أكبر عريضة تلقاها الرئيس منذ توليه منصبه عام 2017.
بعد وصولهم، نشرت وسائل التواصل الاجتماعي في كوريا الجنوبية سلسلة من المزاعم التي لا أساس لها والتي تقول إن العديد من النساء في جزيرة جيجو قتلن على يد اليمنيين. وعلى ضوء هذه الخلفية، تم تنظيم الاحتجاجات في كل من جزيرة جيجو وسيول، وكان من بين المحتجين بعض منظمات حقوق المرأة، محذرة من أن التدفق السريع للرعايا الأجانب ذوي الخلفيات الثقافية المختلفة من شأنه أن يضر بالسلامة العامة.
كوريا الجنوبية ليست وجهة مألوفة لطالبي اللجوء، وعلى الرغم من توقيع كوريا الجنوبية على اتفاقية اللاجئين، إلا أنها لا تقبل سوى حفنة من الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء سنوياً، إما من خلال الاعتراف بهم كلاجئين أو من خلال منحهم الإذن بالبقاء لأسباب إنسانية. وفقاً لـNANCEN، وهي منظمة كورية جنوبية غير حكومية، فقد حصلت كوريا الجنوبية في عام 2017 على 1,5٪ من طلبات التمتع بوضع اللاجئ مقارنة بالعام 2018، وقد يكون هذا الاستقبال القليل للاجئين جزءاً من سبب قلق الكثيرين من قبول هؤلاء اليمنيين البالغ عددهم 550 شخصاً.
كارثة من صنع الإنسان
التهديدات التي تجبر هؤلاء الناس على الفرار من ديارهم هي تهديدات حقيقية وما تزال مستمرة، حيث يعيش الملايين من المدنيين اليمنيين وسط "كارثة كلها من صنع الإنسان" تزداد سوءاً بسبب الانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. تقوم أطراف النزاع في اليمن بشكل منتظم بتقييد عملية وصول المساعدات وقد دأبت على مهاجمة أو تدمير البنية التحتية المدنية بشكل متكرر، بما في ذلك المدارس والمستشفيات. شنت قوات التحالف بقيادة السعودية عشرات الغارات الجوية العشوائية وغير المتكافئة على المدنيين والبنية التحتية المدنية، وقصفت المنازل والمدارس والأسواق وحفلات الزفاف والمستشفيات والمساجد. ومن المرجح أن يرقى عدد من هذه الهجمات إلى جرائم حرب.
وفي رد على احتجاج الجمهور، أعلن وزير العدل في كوريا الجنوبية في 1 أغسطس الماضي أن الحكومة سوف تقصر فترة فرز طلبات اللجوء هذه إلى إكمال الفحص الأولي بحلول نهاية سبتمبر الجاري، وأكد أيضاً أن الحكومة ستتخذ تدابير صارمة ومراقبة لملتمسي اللجوء من أجل سلامة سكان جزيرة جيجو.
هناك حاجة إلى معالجة فورية لطلبات اللاجئين، ولكن يجب أن تكون الإجراءات عادلة وأن تضمن للأفراد الحق في استئناف تقييمهم بمساعدة التمثيل القانوني. الحكومة ملزمة بمنح كل حالة المراجعة التي تتطلبها، دون الإسراع في العملية بسبب الضغط العام.
أظهروا الإنسانية
إن الترحيب بالأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم ليس له علاقة ببذل الأعمال الخيرية لغير المواطنين. إنها تتعلق بالوفاء بمسؤولياتنا تجاه إخواننا من بني البشر. يجب على قادة كوريا الجنوبية، وكذلك شعبها، أن يفكروا في نوع المجتمع الذي نريد جميعاً أن نخلقه لأنفسنا وأطفالنا للعيش فيه. ولدينا جميعاً مصلحة في جعل العالم مكاناً أكثر أماناً، ويشمل ذلك استضافة أشخاص لا يمكنهم الذهاب ومنحهم مكاناً يمكنهم فيه أن يكونوا في مأمن من الخطر.
مطلوب من الرئيس مون الآن الرد على العريضة التي تطالبه برفض طلبات اللجوء اليمنية. كمرشح رئاسي في عام 2017، أبدى مون استعداده للالتزام باتفاقية اللاجئين ومنح الحماية للمحتاجين، والآن حان الوقت لإظهار القيادة والوفاء بهذا الوعد من خلال الالتزام بمعالجة طلبات اللجوء بصورة عادلة وسريعة ومنح الحماية لأولئك الذين يعتبرون لاجئين.