قال مصدر مسئول في وزارة الخدمة المدنية التابعة لحكومة صنعاء أن الوزارة قامت الأسبوع الماضي بفصل نحو 38 ألف موظف في مختلف القطاعات الحكومية، غالبيتهم ممن لم يقوموا بعملية البصمة الوظيفية التي جرى اعتمادها في السنوات القليلة الماضية.
وأستغرب المصدر المسئول في تصريح خاص لوكالة أنباء "ديبريفر" الإخبارية قيام الجهات المعنية بهذا الإجراء الذي وصفه بالـ "مجحف" في ظل ما تشهده البلاد من أحداث مأساوية يستحيل معها تطبيق مثل هذا الأنظمة في الوقت الحالي.
وأضاف: كان بالإمكان تنزيل الأسماء من كشوفات الراتب كإجراء عقابي لا الفصل النهائي، وذلك للضغط وحث الموظفين على سرعة استكمال إجراءات البصمة الوظيفية وغالبيتهم من الذين تم توظيفهم ضمن ال 60 ألف درجة وظيفية بعد 2011.
من جهته ذكر عبد الباري عبيد وهو من سكان مدينة تعز ويعمل معلماً في إحدى مدارس محافظة ريمة لـ " ديبريفر" أنه أضطر لقطع مسافة طويلة من تعز الى الحديدة ومن ثم ريمه، بعدما أخبره زملاؤه بضرورة حضوره لمقابلة لجنة صرف الراتب وأخذ البصمة.
وقال عبدالباري الذي يقضي إجازته الرمضانية في تعز أنه أنفق ما يقارب 40 ألف ريال في رحلته تلك، على أمل أن يحصل على نصف راتبه المقدر ب 18 ألف ريال الذي قيل له بأنه سيصرف قريباً.
وسبق لحكومة الانقاذ في صنعاء التابعة للحوثيين "أنصار الله" بأن وعدت سابقاً صرف نصف راتب للموظفين قبل شهر رمضان، لكن تلك الوعود لم يتم الإيفاء بها حتى اللحظة.
ويعاني الموظفون الحكوميون في معظم المحافظات اليمنية من أوضاع اقتصادية بائسة نتيجة انقطاع رواتبهم الشهرية منذ ما يقارب العامين.
واستقبل غالبية اليمنين شهر رمضان المبارك لهذا العام بشيء من الانكسار والحزن، نتيجة الأزمات الاقتصادية الطاحنة في البلد، والتي جعلت أكثر من 21 مليون يمني ضمن دائرة الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية والغذائية العاجلة وفقاً لتقارير رسمية دولية.
في حين أشارت تقارير اقتصادية متطابقة الى تراجع معدلات الإقبال على شراء المواد الغذائية والاستهلاكية عند اليمنيين هذا العام بنحو 36% مقارنة بذات الشهر من العام الماضي ، نتيجة ارتفاع الأسعار وفقدان القدرة الشرائية لدى المواطنين بسبب توقف الرواتب .