بيروت (ديبريفر) دعمت منظمات دولية، يوم الأربعاء، إلىالكشف عن مصير آلاف المفقودين جراء النزاع الدائر في اليمن. بالتزامن مع اليوم العالمي للمفقودين والمخفيين قسراً. الذي يصادف 30 أغسطس من كل عام
ووثقت المنظمات الحقوقية 1547 مفقوداً ومخفياً في اليمن منذ 2015.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن دافني ماريت، في بيان "يوجد حاليا الآلاف من المفقودين جراء النزاع في اليمن".
وأضافت "في كل عام يختفي العديد من الأشخاص سواء كانوا من المقاتلين الذين فقدوا أو قتلوا نتيجة لمشاركتهم في القتال أو من المدنيين الذين فقدوا أرواحهم جراء الأعمال القتالية ولم يُعثر على جثثهم أو يُتعرف عليها أو من المحتجزين غير القادرين على الاتصال بعائلاتهم".
وحذرت ماريت من أن عواقب حالات الاختفاء هذه على الأفراد والأسر والمجتمعات ككل "مدمرة ويمكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد"، مشيرة إلى أن "كل مفقود يترك خلفه عائلة لن تتوقف أبدًا عن البحث عنه والسعي للحصول على معلومات حول مصيره".
وتابعت أن عائلات المفقودين "تعاني لسنوات من حالة عدم اليقين وتعاني أيضًا من ألم فقدانه (..) علاوة على ذلك، فإن فقدان شخص عزيز يفرض تحديات قانونية ومالية على الأسرة، خاصة إذا كان الشخص المفقود هو المُعيل الرئيس للأسرة".
واعتبرت المسؤولة الدولية أن "توضيح مصير وأماكن الأشخاص المفقودين هو مطلب إنساني مُلح وعنصر أساسي في أي مسعى لبناء سلام".
وشددت على أن "الخطوة الأساسية في هذه العملية تتمثل في إقرار أطراف النزاع بهذه المسألة وأسبابها".
وأشارت ماريت، إلى "أن الاعتراف بجميع فئات المفقودين دون تمييز يعد خطوة أساسية نحو العثور على إجابات حول مصير ومكان الأشخاص الذين فقدوا في الفترات السابقة".
وأكدت "استعداد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن للعمل كوسيط محايد بين أطراف النزاع لتنظيم وتسهيل عودة الجثث المحتجزة حاليًا لدى الطرف الآخر إلى عائلاتها".
ورأت أن "التعامل مع الجثث والرفات البشرية بهذه الطريقة يُسهل التعرف عليها وإعادتها إلى ذويها، وهذا بدوره يُسهم في تحديد مصير الأشخاص المفقودين".
من جهتها شددت منظمة العفو الدولية على ضرورة الكشف عن مصير المفقودين في اليمن.
ةخلال فعالية في بيروت حضرها أفراد عائلات مفقودين من كل من اليمن ولبنان وسوريا والعراق، قالت نائبة المديرة الإقليمية في منظمة العفو آية مجذوب إن "هذه الدول في الشرق الأوسط لديها عدد كبير جداً من المفقودين والمختفين، وهي دول فشلت حكوماتها المتعاقبة في اتخاذ أي إجراء يضمن حقوق العائلات"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت الناشطة في رابطة أمهات المختطفين اليمنية نجلاء فاضل "اتخذنا على أنفسنا عهداً أن نناضل حتى خروج آخر مختطف" برغم تعرض أعضاء الرابطة "للتهديدات والضرب" خلال تظاهرات للمطالبة بمعرفة مصير أحبائهم.
وأوضحت أن الرابطة التي تأسست في 2016 تعاني من تدني الوعي الحقوقي والقانوني، ما يحول دون تبليغ الأهالي عن مفقوديهم، فضلاً عن انتشار ثقافة الإفلات من العقاب.
ويشهد اليمن نزاعاً دامياً منذ أواخر 2014 بعد سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيون) على العاصمة صنعاء، وتفاقم منذ 2015 مع تدخل تحالف عسكري تقوده السعودية دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.