قالت صحيفة "معاريف" العبرية، السبت، إن مسئول أمريكي بارز أكد أن الإدارة الأمريكية تستعد لإعلان خطتها المثيرة للجدل "صفقة القرن" بشأن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سواء وافق الفلسطينيون عليها أو رفضوها.
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية أن مسئولاً أمريكياً بارزاً أوضح أن إدارة الرئيس، دونالد ترامب، تستعد لإعلان ونشر خطتها لإحلال السلام في الشرق الأوسط، المعروفة باسم "صفقة القرن".
وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلان الأمريكي سيظهر سواء وافق الطرف الفلسطيني أو رفض، وبأن الجزء الاقتصادي من الخطة الأمريكية للسلام لم يظهر بعد أو لم يكتمل.
وأكدت الصحيفة على لسان المسئول الأمريكي البارز، دون ذكر اسمه وكنيته، أن طاقم المفاوضات الأمريكي الخاص بـ"صفقة القرن" ضاق ذرعاً بالفلسطينيين، وبأنه لديه قناعة بالإعلان عن السلام مع إسرائيل، سواء وافقوا أو رفضوا، أو تمت الصفقة بدونهم، من الأساس، على حد زعم المسئول الأمريكي.
وكان جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومهندس "صفقة القرن"، قال الخميس إنه رغم اتخاذ إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين، فإنه ما يزال هناك أمل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في ساعة متأخرة من مساء الخميس، عن كوشنر وهو أيضاً صهر ترامب، قوله إن الإجراءات العقابية ضد الفلسطينيين لن تعيق ترامب عن تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ويقصد بها "صفقة القرن".
وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه بعد مرور ثلاثة أيام فقط من واقعة إغلاق ترامب لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، دافع كوشنر عن سلسلة الإجراءات العقابية ضد الفلسطينيين، وأصر على أن أياً منها لم يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
جاءت تصريحات كوشنر بمناسبة مرور 25 عاما على توقيع اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، موضحاً أن ترامب يحاول تحسين فرص السلام من خلال تجريد "الحقائق الزائفة"، التي تحيط بعملية السلام في الشرق الأوسط.
ويعمل كوشنر منذ قرابة خمسة أشهر على صياغة اقتراح سلام للإسرائيليين والفلسطينيين، ويسعى إلى ممارسة أقصى قدر من الضغوط والنفوذ التفاوضي على الفلسطينيين، والحصول على إجماع عربي ودولي حول خطة للسلام في الشرق الأوسط أطلقت عليها "صفقة القرن"، إلا أن هذه الصفقة قوبلت برفض شديد من الفلسطينيين وأطراف عربية ودولية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال في 6 سبتمبر الجاري إن الولايات المتحدة الأمريكية منعت المساعدات عن الفلسطينيين حتى يوافقوا على بحث ومناقشة "صفقة القرن".
وقرر ترامب في أواخر أغسطس الماضي، وقف التمويل الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، وإعادة توجيه 25 مليون دولارً مخصصة للمستشفيات في القدس الشرقية التي المختصة في علاج الفلسطينيين.
وكشف وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الثلاثاء، أن الرئيس ترامب، وضع خطة لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أربع دول عربية.
وأوضح الوزير الإسرائيلي في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي بـتويتر قائلاً: "أبارك مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن وسوريا ولبنان والعراق".
وجدد مجلس الوزراء الفلسطيني الأربعاء الماضي، تأكيده على رفضه "صفقة القرن"، معلناً رفضه التام لما وصفه بـ"سياسة الترهيب والابتزاز التي تتبعها الولايات المتحدة ضد الشعب الفلسطيني".
وأكدت الحكومة الفلسطينية في بيان، أن "تلك الاستفزازات" لن تثنيه عن مواصلة الجهود لإسقاط وإفشال تلك الصفقة، مشدداً على أن الحقوق الفلسطينية ليست للبيع أو المقايضة.
وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني وقيادته، لن يستسلما لأي ابتزاز ولن يساوما على الثوابت الوطنية مهما كان الثمن.
وندد مجلس الوزراء الفلسطيني بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن وقف بلاده تقديم المساعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية إذا لم توافق على العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل.
وأعلن المجلس رفضه التام لاستخدام المساعدات الإنسانية كأداة للابتزاز والضغط السياسي تجاه القيادة الفلسطينية، لإجبارها على قبول "صفقة القرن".
وتوقفت المفاوضات التي كانت ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين عام 2014 بسبب خلافات تفاقمت بالحرب في غزة ثم باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في الآونة الأخيرة.
وقررت القيادة الفلسطينية وقف اتصالاتها مع الإدارة الأمريكية منذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في ١٢ مايو الماضي، كما رفض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس الاجتماع مع فريق ترامب منذ ذلك القرار المثير للجدل، متهماً واشنطن بالانحياز لإسرائيل.
كما دعت القيادة الفلسطينية إلى رعاية دولية لعملية السلام كبديل عن الرعاية الأمريكية وإن كانت تقبل أن تكون الولايات المتحدة جزءاً من هذه الرعاية الدولية.
ومن المتوقع أن تقترح الخطة الأمريكية المرتقبة حلولا مفصلة لقضايا الخلاف الأساسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين مثل الحدود ومستقبل المستوطنات الإسرائيلية ومصير اللاجئين الفلسطينيين والأمن.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة خلال حرب عام 1967، ولا تعترف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتغييرات الديموغرافية التي نقوم بها إسرائيل وتوسعها في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وانسحبت القوات الإسرائيلية والمستوطنون عام 2005 من قطاع غزة الذي تديره حالياً حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام عبر الرابط أدناه: