صحيفة عربية: غريفيث يسعى لإشراك أطراف فاعلة في المفاوضات اليمنية القادمة بلندن

عدن ( ديبريفر)
2018-10-06 | منذ 5 سنة

جهود مكثفة لغريفيث لإشراك أطراف جديدة في مشاورات لندن

نقلت صحيفة العرب اللندنية عن مصادر دبلوماسية، لم تسمها، في عددها الصادر اليوم السبت، تأكيدها بأن المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، يسعى إلى إشراك أطراف فاعلة ومؤثرة في الساحة السياسية في مشاورات التسوية القادمة لأطراف الصراع الدامي في اليمن والمقررة عقدها الشهر المقبل.

وكشفت الصحيفة العربية اللندنية الموالية للإمارات العربية المتحدة، أن العاصمة البريطانية لندن، ستحتضن المشاورات القادمة المقرر بدئها مطلع نوفمبر القادم.

وأكدت مصادر الصحيفة، سعي المبعوث الأممي للبدء بخطوات متعددة لبناء الثقة بين الفرقاء اليمنيين وتهيئة الأرضية المناسبة لعقد جولة جديدة من المشاورات.

وأشارت المصادر إلى أن زيارة غريفيث للعاصمة الإماراتية أبوظبي ولقاء قيادات إماراتية رفيعة، إضافة إلى لقائه بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تصب في اتجاه استيعاب كافة الأطراف اليمنية المؤثرة والفاعلة في الساحة، بالترافق مع خطوات اقتصادية وإنسانية تضمن عدم تكرار فشل مشاورات جنيف التي تخلف عنها الحوثيون في ٦  سبتمبر الماضي.

وقالت الصحيفة الدولية إن محاولات المبعوث الأممي الرامية لإشراك أطراف جديدة في المشاورات تواجه برفض قاطع من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ومن جماعة الحوثيين على حد سواء، في ظل اتهامات توجّه لغريفيث بالسعي إلى خلق مرجعيات جديدة للحل السياسي في اليمن، ودعم تيار ثالث للضغط على طرفي الأزمة.

وكشفت مصادر سياسية مطلعة للصحيفة، عن فحوى اللقاء الذي جمع غريفيث برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في أبوظبي والذي قالت إنه تمحور حول الوضع الاقتصادي والمعيشي المتدهور في اليمن ومحاولة المبعوث إقناع قيادات المجلس الانتقالي بعدم التصعيد خلال المرحلة المقبلة.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن والمدعوم من الإمارات العربية المتحدة، أعلن الاربعاء في بيان صادر عنه فك ارتباطه مع "الشرعية" اليمنية وحكومتها المعترف بها دولياً، ووقوفه إلى جانب ما أسماه "خيارات الشعب الجنوبي بسبب سياسات الشرعية التجويعية".. معتبرا كل محافظات الجنوب محافظات منكوبة.

كما دعا المجلس الانتقالي في بيان، ما أسماها "القوات الجنوبية" للاستنفار من أجل حماية الشعب الذي دعاه أيضاً للسيطرة على المؤسسات الإيرادية بشكل سلمي.

والمجلس الانتقالي الجنوبي، كيان مدعوم من الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في تحالف تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً. وتم انشاءه في مايو العام الماضي، وتنضوي تحته قوى من جنوبي اليمن تطالب بالانفصال عن شماله واستعادة الدولة في جنوبي البلاد التي كانت قائمة قبل عام 1990 عندما توحد شطري اليمن

وأعلن غريفيث الخميس في تصريحات صحافية عن دور مرتقب للأمم المتحدة في ما يتعلق بمعالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة جراء انهيار العملة اليمنية.. كاشفاً عن خطة دولية عاجلة، ستنفذ خلال أسبوعين،  لإنقاذ الاقتصاد في اليمن، ووقف انهيار العملة المحلية "الريال".

وقال غريفيث إن أفضل سبيل لحل الأزمة الإنسانية في اليمن هو إصلاح الاقتصاد، ومن ثم فإن الحد من هبوط العملة المحلية الريال يأتي على رأس الأولويات الدولية.

وأكد المبعوث الأممي أن الأمم المتحدة تدرس حالياً خطة طارئة للحد من هبوط الريال واستعادة الثقة في الاقتصاد اليمني .. مشيراً إلى مجموعة من الإجراءات الفورية التي ستتخذ خلال الأسابيع القادمة بالتعاون مع البنك الدولي و​صندوق النقد​ الدولي ووكالات الأمم المتحدة والتحالف العربي والحكومة اليمنية.

وتوقعت مصادر سياسية لـ"العرب" أن يكثف غريفيث جهوده في اتجاه مواز يتعلق ببناء الثقة من خلال إجراءات عاجلة تسبق المشاورات القادمة، مثل إطلاق سراح الأسرى وإحداث حالة توافق بين الشرعية والحوثيين حول معالجات اقتصادية ومالية طارئة للحد من انهيار العملة وتدهور الحالة الاقتصادية والمعيشية لليمنيين في كافة المناطق اليمنية.

وأكد مصدر سياسي يمني لصحيفة "العرب" وجود وعود حوثية بإطلاق المزيد من الأسرى خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن هذه الوعود ليست مرتبطة بالوساطة العمانية فقط، بل كون ذلك شرطاً أساسياً من شروط بناء الثقة التي يجب أن تتم قبل المشاورات القادمة.

وأشار المصدر إلى تراجع مستوى الاهتمام الأمريكي بالملف اليمني وتزايد الانخراط البريطاني فيه، وبروز اهتمام روسي بالمشاركة في جهود حلحلته.

وفي الثامن من سبتمبر الماضي، انهارت مشاورات سلام بين الأطراف اليمنية المتناحرة قبل بدئها في جنيف برعاية الأمم المتحدة بعدما امتنع وفد جماعة الحوثيين عن الحضور ورفضه مغادرة صنعاء على متن طائرة الأمم المتحدة، وطلب طائرة عُمانية خاصة لتقله إلى المشاورات وتنقل معه إلى مسقط عدد من الجرحى والعالقين، وتعود بهم إلى صنعاء، وهو ما رفضته الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً والتحالف العربي الداعم لها بقيادة السعودية، مبررين ذلك بأن الحوثيين يريدون نقل جرحى وعالقين إيرانيين وآخرين من حزب الله اللبناني يقاتلون إلى جانبهم.

 

انقسامات في طرفي الصراع

وأكد مراقبون سياسيون أن أكبر تحدّ بات يواجه نجاح أي حوار سياسي بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين، إلى جانب الانهيار الاقتصادي، يتمثل في تفشي الانقسامات داخل معسكري الشرعية والانقلاب.

وفي معسكر الشرعية، كشفت مصادر سياسية لـ"العرب" عن نقاش يدور في كواليس التحالف العربي بقيادة السعودية لعقد مؤتمر حوار يمني يضم كافة القوى والمكونات السياسية المناهضة للحوثيين، برعاية سعودية إماراتية مصرية، وقد يعقد في القاهرة أو العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

وأشارت المصادر إلى أن الهدف من المؤتمر هو وضع تسويه في داخل معسكر الشرعية والاتفاق على إطار عام للشراكة بين القوى السياسية وفق برنامج مؤقت يرتبط بانتهاء مهمة التحالف العربي واستعادة مؤسسات الدولة.

وتشهد كواليس الدبلوماسية الغربية حراكاً متزايداً في ما يتعلق بالملف اليمني، مع تصاعد لافت لدور بريطانيا وروسيا، في ظل تراجع الاهتمام الأمريكي المباشر بالملف اليمني واعتباره جزءا من الصراع مع إيران في المنطقة.

وكشف نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين امس الجمعة، عن وساطة روسية بين جميع الفرقاء في اليمن لتقريب وجهات النظر وتشجيعهم على الحوار، وقال إن الحرب لا تؤدي إلاّ إلى معاناة السكان، وفقا لوكالة، نوفوستي الروسية.

وفي تصريح خاص لـ"العرب" عن طبيعة الدور الروسي في اليمن، قال مصدر سياسي يمني رفيع، طلب عدم ذكر اسمه، إن موسكو تقوم بدور دبلوماسي في التواصل بين الداخل والخارج ونقل الرسائل بحكم وجود بعثتها الدبلوماسية في صنعاء.

وأشار إلى أن روسيا لازالت تحافظ لنفسها على دور محوري من خلال القدرة على التحرك والتواصل المباشر مع جميع الأطراف وكذلك القدرة على تقييم الوقائع على الأرض في الداخل بخلاف بقية الأطراف الدولية، لكن المصدر نفى أن تكون موسكو قد تقدمت بأي مبادرة أو وساطة مباشرة للحل السياسي في اليمن.

ويعيش اليمن منذ ثلاث سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.

وأدى انهيار قيمة العملة في اليمن، الذي دفع إلى ارتفاع حاد في الأسعار، بالإضافة إلى استمرار القتال إلى تفاقم ما تعتبره الأمم المتحدة "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

وتقود السعودية تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء.

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص في الداخل وفرار الآلاف خارج البلاد.

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوء في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet