عقب سيطرة النخبة على أهم قاعدة عسكرية في عتق

اليمن.. بوادر مواجهة عسكرية بين النخبة الشبوانية المدعومة إماراتياً وقوات موالية لحزب الإصلاح

عتق ( ديبريفر) تقرير
2018-10-09 | منذ 5 سنة

تعزيزات النخبة الشبوانية

تصاعد التوتر في محافظة شبوة جنوبي اليمن، من جديد في الآونة الأخيرة، بما ينذر باندلاع مواجهة عسكرية بين قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات، وقوات موالية لنائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر وحليفه حزب الإصلاح (فرع الأخوان المسلمين في اليمن).

وقالت مصادر سياسية وقبلية في محافظة شبوة لوكالة "ديبريفر" للأنباء، إن بوادر اندلاع مواجهة عسكرية بدأت مؤشراتها تلوح في الأفق، بعد سيطرة قوات النخبة الشبوانية أمس الاثنين على قاعدة "مرة" العسكرية في مديرية نصاب تبعد 40 كيلو متر غرب مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، بعد انتشارها في مناطق نفطية تحسباً لزحف قوات عسكرية موالية لعلي محسن الأحمر الموالي لحزب الإصلاح من محافظة مأرب المجاورة.

وذكرت المصادر أن قوات النخبة الشبوانية دفعت، اليوم الثلاثاء، بتعزيزات عسكرية ضخمة بقيادة المقدم محمد سالم البوحر قائد النخبة الشبوانية في محور عزان، إلى القاعدة العسكرية في "نصاب" القريبة من مدينة بيحان النفطية والمحاذية لمأرب، كما دفعت بتعزيزات عسكرية مماثلة صوب معسكر الشهداء في عتق بقيادة المقدم خالد منصور السليماني تحسباً لأي تقدم لمسلحين تابعين لتنظيم الإخوان المسلمين، فرع اليمن، من مأرب بعد تحركات مشبوهة في مدينة عتق عاصمة شبوة.

وتتضمن التعزيزات أطقم ومدرعات ومئات الجنود. وتُعد قاعدة "مرة" العسكرية من أكبر القواعد العسكرية في جنوبي اليمن، وبالسيطرة عليها تكون النخبة الشبوانية قطعت الطريق على أي محاولة من خارج المحافظة لدخول عتق.

وكان المتحدث الرسمي باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" وعضو هيئته الرئاسية سالم ثابت العولقي، دعا في وقت متأخر مساء الأحد، قوات المقاومة الجنوبية في محافظة شبوة إلى "رفع مستوى التأهب والجاهزية وصدّ تقدم أي قوة عسكرية من محافظة مأرب".

وحمّل العولقي في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الجهة التي قال إنها دفعت بهذه القوات العسكرية للتقدم باتجاه عتق ومديريات شبوة المحاذية لمحافظة مأرب من جهة الشمال، "المسؤولية الكاملة عمّا سيحدث".

وكانت قوات النخبة الشبوانية سيطرة السبت على موانئ النشيمة وبير علي، الواقعين في منطقة بلحاف الإستراتيجية حيث يوجد أكبر مشروع اقتصادي من نوعه في اليمن، وهو محطة تصدير الغاز المسال الذي  تقوده شركة توتال الفرنسية بتكلفة 4.5 مليار دولار على بحر العرب.

جاءت سيطرة النخبة الشبوانية على منطقة بلحاف، بعد انسحاب القوات السابقة من الجيش اليمني الموالية لعلي محسن الأحمر، والمقاومة الشعبية التي ظلت تحمي المنشأة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقال التحالف العربي "محور بالحاف" في بيان: "نهيب بكافة القوات الأمنية الجديدة - في إِشارة إلى قوات النخبة الشبوانية التي سيطرت على الميناء السبت- عدم التعامل مع القائد السابق للقوات "خالد علي العظمي" الموالي لعلي محسن الأحمر.

وثمن التحالف في بيانه جهود القائد السابق خالد العظمي، وطلبت من القوات الجديدة التي سيطرت على الميناء بعدم تلقي الأوامر منه.

إلى ذلك قال مصدران، محلي وآخر عسكري، في مديرية بيحان بمحافظة شبوة، اليوم الثلاثاء، أن قوات موالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، تحاول تفجير الأوضاع في المحافظة عسكرياً، منذ الأحد الماضي.

وقال المصدران، إن "الإصلاح أرسل تعزيزات من مسلحيه إلى منطقة ظليمين قادمة من محافظة مأرب"، وفقًا لما ذكره موقع "يمن نيوز".

وأكد المصدران أن قوات النخبة الشبوانية ترصد تحركات تلك القوات، وعززت في المقابل وجودها على مداخل بيحان.

وأفادت مصادر عسكرية في قوات النخبة الشبوانية المتخصصة في مكافحة الإرهاب، أن قوات من حزب الإصلاح استحدثت نقاطاً أمنية في بلدة بيحان بشبوة في مسعى للسيطرة على آبار النفط في المحافظة النفطية.

ونقل موقع "عدن تايم الإخباري" المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، عن مصدر عسكري وآخر قبلي قولهما إن قوات النخبة الشبوانية استنفرت للتصدي لعناصر وصفتها بـ"إرهابية" قدمت من مأرب والبيضاء.

وأوضح المصدر القبلي أن قبائل لقيط والمقارحة تستنفر حشودها مطالبة برفع النقطة المستحدثة التي قام بوضعها في أرضهم عدد من الموالين لحزب الإصلاح التي تسعى جاهدة إلى زعزعت استقرار وأمن بيحان.

 

دحر القاعدة

وقالت تقارير إخبارية اليوم الثلاثاء، إن قوات النخبة الشبوانية وبدعم إماراتي كبير، تمكنت من دحر تنظيم القاعدة في محافظة شبوة بمديرياتها الـ 17 عبر العديد من العمليات التي خاضتها في المديريات التي كانت معقلاً للتنظيمات الارهابية كان آخرها عملية خورة التابعة لمديرية مرخة العليا وأسفرت عن تحقيق أهدافها وقتل أمير التنظيم الإرهابي بمنطقة خورة، نايف طرموم الدياني، وأسر آخرين.

ونقلت صحيفة البيان الإماراتية، الثلاثاء، عن المقدم وجدي باعوم الخليفي قائد محور الشهداء وقائد عملية منطقة خورة قوله: "بعد أن زادت أنشطة الجماعات الإرهابية في منطقة خورة، واتخاذهم لها وكراً ومكان تجمع من شتى المحافظات رأت قوات النخبة الشبوانية ودول التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة تحديداً إنه لابد من تخليص المنطقة وشبوة من هذه العناصر، قبل أن يستفحل أمرها ويصل خطرها إلى أكبر عدد من المواطنين والأبرياء، وبالفعل انطلقت حملة في 21 سبتمبر الماضي إلى خورة".

وأضاف: "داهمت قواتنا وبدعم مباشر من الإمارات، بعض الأوكار والمنازل التي تتواجد فيها قيادات لتنظيم القاعدة، وتمكنت قوات النخبة من قتل القيادي الميداني للتنظيم نايف طرموم الدياني، الذي ساهم في قتل جنودنا في عدد من المواقع في محافظة شبوة، كما تمكنت من إلقاء القبض على عدد آخر من العناصر الإرهابية بعضها مقربة منه، وعثرت خلال المداهمة على أسلحة وذخائر متنوعة وأحزمة ناسفة وقنابل يدوية وغيرها".

 

تحذير شديد اللهجة

في سياق متصل قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، هاني بن بريك، إن ما أسماها "القوات الجنوبية" كفيلة لحماية الشعب وصد أي تقدم لقوات "الاخوان المسلمين" نحو شبوة.. مشيراً إلى عدم الحاجة لنقل "قوات جنوبية" من الساحل الغربي إلى شبوة، حد تعبيره.

وقال بن بريك في تغريدة له على صفحته في تويتر: "قواتنا الجنوبية في الساحل الغربي في مهمة أمن قومي مع التحالف ولن تتحرك من مواقعها إلا للحديدة، حتى لو تحركت قوات إخونجية من مأرب لمناطقنا لمواجهة شعبنا الجنوبي فحينها لن نحتاج لقواتنا في الساحل فقواتنا في الداخل كفيلة لحماية الشعب".

وأضاف: "سنعين أبناء مأرب الشرفاء للخلاص من الإخونج". ودعا الشرفاء في اليمن "الشمال" حد قوله، إلى الخلاص من ما وصفه "التحالف الحوثي الإصلاحي المتستر".

وتابع بن بريك: "على الشرفاء من كل القوى الوطنية في الشمال أن يوحدوا صفوفهم ضد هذا الحلف الخبيث الذي يهدد وطنهم والأمة وتأتي مسؤولية حزب المؤتمر بالدرجة الأولى"، في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه وكان يرأسه الرئيس اليمني الراحل، علي عبدالله صالح.

يأتي تصاعد التوتر من جديد في محافظة شبوة ، في ظل استمرار أغلب قبائل المحافظة، التصدي للمساعي المتجددة لنائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر وحليفه حزب الإصلاح (فرع الاخوان المسلمين في اليمن)، إلى ضم منطقة بيحان النفطية التابعة لشبوة، إلى المنطقة العسكرية الثالثة ومركزها بمحافظة مأرب شمالي البلاد والتي يسيطر عليها حزب الإصلاح.

وقوبلت المساعي المستمرة لنائب الرئيس برفض من الغالبية العظمى لقبائل شبوة التي أكدت استعداداها للتصدي لمخططات "الأحمر والأخوان" للسيطرة على منابع النفط في بيحان.

وأكدت مصادر قبلية في محافظة شبوة لوكالة "ديبريفر" للأنباء، أن علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح، ما يزالا يسعيان لتنفيذ قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، القاضي بفصل مناطق بيحان عسكرياً عن محافظة شبوة وضمها إلى المنطقة العسكرية بمحافظة مأرب.

وسبق أن تصدت قبائل شبوة، في مارس وأغسطس الماضيين لمساعي نائب الرئيس "الأحمر" وحليفه حزب الإصلاح، لتنفيذ القرار الرئاسي، وهددت القبائل حينها، بالتصدي بالسلاح لمساعي تلك القوى التي رضخت وقتها أمام تلك التهديدات بهدف امتصاص غضب وتهدئة قبائل شبوة التي أعلنت النفير العام ضد الأحمر والإصلاح.

وأعلن رئيس المجلس الانتقالي بشبوة الشيخ علي محسن السليماني، في أغسطس الماضي، النفير العام لأبناء شبوة، مطالباً الرئيس هادي ودول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بسرعة التدخل وإلغاء القرار الذي يعلن بيحان محوراً عسكرياً تابعاً للمنطقة العسكرية في محافظة مأرب.

ومؤخراً عاود نائب الرئيس، علي محسن الأحمر وحليفه "الاخوان المسلمين" محاولة تنفيذ ذلك القرار.

وتقع محافظتي شبوة ومأرب المتجاورتين، ضمن نطاق المنطقة العسكرية الثالثة في اليمن، والتي مركزها مدينة مأرب، وتضم هذه المنطقة 13 قوة قتالية، ويعد اللواء 19 مشاة أحد أبرز الألوية التي توصف بـ"الجنوبية" في مديريات بيحان، نسبة إلى جنوبي البلاد.

ونص قرار الرئيس اليمني الصادر منتصف مارس الماضي، ولم تنشره وكالة الأنباء الرسمية سبأ بنسختها التابعة للحكومة "الشرعية" حينها، على تشكيل محور عملياتي يسمى "محور بيحان" ويتبع المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب، على أن يضم المحور خمسة ألوية هي: اللواء 26 ميكا، اللواء 19 مشاة، اللواء 163 مشاة، اللواء 153 مشاة، واللواء 173 مشاة، ونصت المادة الثالثة من القرار على أن يكون المسرح العملياتي لمحور بيحان مديريات (بيحان، عسيلان، عين، حريب، الجوية).

وبيجان منطقة واسعة جنوبي اليمن تتبع لمحافظة شبوة وتجاور محافظتي مأرب والبيضاء، وتتألف من ثلاث مديريات هي: بيحان، وعسيلان، وعين وهي المناطق النفطية في شبوة إلى جانب منشأة بلحاف لإنتاج وتصدير الغاز المسال والتابعة لمديرية رضوم.

وتقع بيحان البالغة مساحتها 616 كيلومترا مربعا في الجهة الشمالية الغربية لمحافظة شبوة وتبعد حوالي 210 كيلومترات عن عاصمة المحافظة، مدينة عتق، وتضم شبوة 17 مديرية وتُعد المحافظة الثالثة في اليمن من حيث المساحة.

واستماتت قوات جماعة الحوثيين (انصار الله) في الدفاع عن بيحان التي سيطرت عليها لقرابة ثلاثة أعوام وهي آخر المناطق لها في شبوة وقتها، قبل أن يتم إخراجها منها في منتصف ديسمبر العام الماضي، من قبل قوات محلية "النخبة الشبوانية" بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات.

 

صراع على النفط

وجدد مراقبون ومحللون سياسيون تأكيدهم لوكالة "ديبريفر" للأنباء، أن السعي الحثيث والمتواصل للأحمر وحزب الإصلاح، لضم بيحان ومديرياتها إلى محافظة مأرب "عسكرياً"، مرده إلى الأهمية التي تكتسبها المنطقة كونها تمتلك حقولاً نفطية أهمها حقل "جنة" الذي يُعد من أهم حقول النفط والغاز اليمنية الواقعة بين مأرب وشبوة، والذي دار حوله سابقاً، عديد من الصراعات للسيطرة عليه.

وأشاروا إلى أن "الأخوان المسلمين" يتطلعون إلى السيطرة على شبوة باعتبارها خط الدفاع الأول عن النفط في اليمن ومنها يمكن التمدد إلى محافظة حضرموت النفطية الحدودية مع السعودية وكذا للتغطية على فشلهم في الاستحواذ على حضرموت الساحل، في وقت تسيطر المنطقة العسكرية الأولى التابعة لعلي محسن الأحمر على حضرموت الوادي والصحراء وهي المنطقة المتبقية الوحيدة التي يوجد موطئ قدم لحزب الإصلاح فيها شرق اليمن بعد أن تم طردهم من معظم المناطق الجنوبية والشرقي للبلاد.

وبحسب تقارير إخبارية فإن 80 بالمائة من حقول النفط في اليمن تقع في المحافظات الجنوبية الشرقية وتحديداً محافظتي حضرموت وشبوة.

وتسيطر على معظم مدن ومناطق شبوة قوات محلية مدعومة من الإمارات العربية المتحدة وتناصب جماعة "الأخوان المسلمين" وجماعات إسلامية أخرى العداء، وتلك القوات تدعى "النخبة الشبوانية" تدربت على يد قوات إماراتية أمريكية في حضرموت وقامت بالانتشار منذ أغسطس 2017 في غالبية مديريات المحافظة، خصوصاً النفطية منها، وتواصل تحركاتها العسكرية في مديريات أخرى، تتواجد فيها حقول نفطية وأخرى غازية.

والإمارات عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية، وينفذ منذ مارس 2015 عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي بهدف إعادته للحكم في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.

وأنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية يمنية خصوصاً في المحافظات الجنوبية ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بآلاف الجنود في إطار إستراتيجية لمواجهة الحوثيين من جهة، وكذا محاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات وحاول توسيع سيطرته في المنطقة قبل طرده منها، حد زعم الإمارات.

ويشهد اليمن حرباً دامية منذ زهاء ثلاث سنوات ونصف، بين قوات الرئيس هادي المسنودة بطيران التحالف العربي، وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وشردت ثلاثة ملايين مواطن داخل البلاد وفر الآلاف خارجها، فضلا عن تسببها بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفق الأمم المتحدة.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet