Click here to read the story in English
قالت تقارير إخبارية اقتصادية، اليوم الجمعة، إن العراق يتجه لوقف نقل النفط الخام من حقل كركوك النفطي شمال البلاد إلى إيران في نوفمبر المقبل، تنفيذًاً للعقوبات الأمريكية على طهران، والتي تدخل مرحلتها الثانية حيز التنفيذ في 4 من نفس الشهر، وتستهدف صادرات النفط الإيرانية.
وذكرت مصادر مطلعة على عمليات تصدير النفط العراقي، أن العراق يصدر حالياً ما يقل عن 30 ألف برميل يومياً من خام كركوك إلى إيران بواسطة الشاحنات.
وأوضحت المصادر لـ"رويترز" أن الحكومة الاتحادية العراقية السابقة توصلت لاتفاق في منتصف أكتوبر الجاري، مع حكومة إقليم كردستان لاستئناف تصدير الخام إلى ميناء جيهان التركي عبر المنطقة الكردية.. مشيرة إلى أن الاتفاق يخضع لموافقة نهائية من رئيس الوزراء العراقي المعين حديثا عادل عبد المهدي ووزير النفط.
وكركوك أحد أكبر وأقدم حقول النفط في الشرق الأوسط. وبدأ العراق العام الماضي شحن النفط من كركوك إلى إيران لاستخدامه في مصافيها، ووافقت إيران على تسليم كمية مماثلة من النفط إلى موانئ جنوب العراق.
وبدأ العراق في أواخر العام الماضي، تحويل الإنتاج من حقول نفط كركوك إلى مصاف محلية لتعزيز إنتاج الوقود والمساعدة في توفير كميات أكبر من النفط للتصدير من الموانئ الجنوبية.
وتوقفت صادرات حقول كركوك النفطية بعد هجوم عسكري شنه العراق لاستعادة مناطق متنازع عليها خضعت للسيطرة الكردية في 2014 بعد استفتاء فاشل للأكراد على الاستقلال عارضته بغداد.
ووضع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ٨ مايو الماضي، بانسحاب بلاده من الاتفاق الدولي الشامل متعدد الأطراف بشأن البرنامج النووي الذي تم التوصل إليه بين "السداسية" كرعاة دوليين وإيران عام 2015 ورُفعت بموجبه عقوبات عن إيران مقابل الحد من برنامجها النووي، الحكومة العراقية الجديد برئاسة عبد المهدي في موقف صعب نظراً لتشابك اقتصاد العراق مع جارته إيران بشكل وثيق.
ويعد العراق بعد دخول الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ في 7 أغسطس الماضي، والحزمة الثانية في 4 نوفمبر المقبل، المتضرر الأكبر من النزاع بين طهران وواشنطن بسبب اعتماده بشكل شبه كلي على مشتقات الطاقة ومواد أساسية من البلد الذي يشاركه حدوداً تمتد لأكثر من ألف كيلومتر.
والعراق ثاني أكبر مستورد للمنتجات الإيرانية، بمعزل عن المحروقات، وبلغ مجموع ما استورده من إيران العام الماضي نحو ستة مليارات دولار من البَضائِع الإيرانيّة، ونِصف كَهرباء بلاده تأتِي مِنها، وهُناك أربَعة ملايين إيراني يزورون المزارات المُقدَّسة في كَربلاء والنجف.
وأكد رئيس الوزراء العراقي الجديد عادل عبد المهدي أمس الخميس أن العراق سيعطي الأولوية لمصالحه الخاصة واستقلاله فيما يخص مساعدة الولايات المتحدة في تطبيق العقوبات. لكن واشنطن قالت إنه ستكون هناك عواقب على الدول التي لا تحترم العقوبات.
وكشف مصدر على دراية بعمليات تصدير النفط العراقي لرويترز عن ان الولايات المتحدة تفرض ضغوطا على العراق ليعلق شحنات النفط إلى إيران ويستأنف تدفقات النفط الكردي إلى تركيا، لافتاً إلى أنه إذا حصلت تركيا على المزيد من النفط من العراق، سيكون من الصعب على أنقرة أن تجادل بأنها تحتاج إلى إعفاء أمريكي لمواصلة شراء النفط الإيراني.
ويعد العراق ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بعد السعودية وتبلغ طاقته نحو خمسة ملايين برميل يومياً.
ويسعى العراق لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 6.5 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2022.