اليمن.. القوات المشتركة تتقدم صوب ميناء الحديدة والحوثيون يستميتون في الدفاع عنه

الحديدة – ديبريفر
2018-05-26 | منذ 6 سنة

من معارك الساحل الغربي

 

  قال مراسل "ديبريفر" إن القوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية، حققت خلال اليومين الماضيين تقدماً ملموساً باتجاه ميناء الحديدة الاستراتيجي غرب البلاد، فيما تستميت قوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) في الدفاع عنه.

  وأكد المراسل أن القوات المشتركة المشكلة من قوات طارق صالح (نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وألوية العمالقة (تابعة للمقاومة الجنوبية)، والمقاومة التهامية، تمكنت بإسناد من طيران التحالف، من السيطرة على عدد من المناطق والطرق الهامة في مديرية التحيتا الواقعة على بعد 80 كيلو متر جنوب مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر (260 كيلومتر غرب صنعاء).

  وأوضح مراسل وكالة الأنباء "ديبريفر" أن القوات المشتركة تلاقي مقاومة شرسة من مسلحي الحوثيين الذي يستميتون في الدفاع عن الأراضي التي يسيطرون عليها، غير أن الكثافة النارية للقوات المشتركة وغارات طيران التحالف كان لها الغلبة.

 وتقود السعودية تحالفا عربياً عسكريا ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد معاقل جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي.

وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل نحو 11 الف مدني يمني، وجرح مئات الآلاف، فيما تشير الأمم المتحدة إلى حاجة أكثر من 22 مليون يمني لمساعدات عاجلة.

  ويشكل الإسناد العسكري الإماراتي دوراً رئيسياً في عمليات قوات التحالف العربي لإسناد القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن.

 

50 كيلو متر عن الميناء

 

  إلى ذلك قالت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) إن القوات المشتركة "وصلت إلى منطقة الجاح، التابعة لمديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، على بعد  خمسين كيلومتراً عن ميناء الحديدة الاستراتيجي وسط حالة غير مسبوقة من التخبط والهلع في صفوف الحوثيين جراء العمليات العسكرية المباغتة والتقدم المتسارع للقوات".

 ونقلت "وام" عن مصدر ميداني يمني أن "قوات المقاومة بكافة تشكيلاتها المسنودة بغطاء جوي من طيران التحالف العربي تمكنت من تحرير مناطق استراتيجية واسعة على رأسها مفرقي زبيد والجبلية ومناطق المتينة والجاح والمغرس والمجيلس والسويق، وأن الضربات الموجعة التي تلقتها قوات الحوثيين أفقدتها القدرة على سحب أسلحتها وقتلاها من ساحات القتال".

 وأضاف المصدر أن "مناطق الفازة ومفرق زبيد والجبلية تعد من أهم التحصينات الدفاعية للحوثيين ضمن معركة تحرير مدينة الحديدة ومينائها، فيما تمكنت قوات المقاومة من أسر عدد من الحوثيين" حسب قوله.

من معارك الساحل الغربي

 

 في السياق ذاته قال مصدر عسكري في القوات المشتركة إنها تمكنت من تحرير مفرق زبيد والفازة، وعدد من المواقع الإستراتيجية، وذلك بعد ساعات من السيطرة على الخط الرابط بين مديريتي التحيتاء وزبيد وتحرير أول مناطق زبيد.

 وأضاف المصدر للمركز الإعلامي لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن "المعارك المتواصلة أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الحوثيين، منوهاً بدور مقاتلات التحالف العربي في إحراز القوات المشتركة لهذا التقدم من خلال استهدافها لمواقع وتعزيزات الحوثيين في مواقع متفرقة وتكبيدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، حد تعبيره.

 وذكر المصدر أن المعارك لا تزال مستمرة حتى اللحظة، وسط تقدم متسارع نحو السيطرة على مدينة زبيد التاريخية المصنفة ضمن قائمة مُدن التراث الإنساني العالمي منذ عام 1993، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو".

  في السياق ذاته، قال محافظ الحديدة في حكومة "الشرعية"، الحسن طاهر، أن العمليات العسكرية "تسير بوتيرة عالية وقد تمكنت القوات من التقدم بعمق قرابة عشرين كلم".

 

نفي حوثي

 

  من جهتها قالت جماعة الحوثيين (أنصار الله) إن قواتها تصدت خلال اليومين الماضيين، لأكبر زحف مسنود بغطاء جوي وبحري في الساحل الغربي استمر يومين.

  ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء عن مصدر عسكري تابع لها، قوله إن قواته كبدت ما أسماهم "الغزاة والمرتزقة" أكثر من 120 قتيلا ومئات الجرحى.

  وزعم المصدر أن عبدالرحمن اللحجي قائد اللواء الثالث عمالقة (التابع للقوات المشتركة)، وعبدالله زغينة رئيس عمليات اللواء، لقيا مصرعهما خلال المعارك في الساحل الغربي، وهو مالم تؤكده القوات المشتركة حتى الآن.

   وأشار المصدر إلى أن قوات الحوثيين دمروا أكثر من خمس آليات عسكرية متنوعة بالإضافة إلى اغتنام عتاد حربي تركته القوات المشتركة بعد كسر زحفها الذي وصفه المصدر بـ"أهم الزحوف التي خطط ونسق لها العدو خلال الفترة الماضية".. معتبراً ذلك "انتصارا لمظلومية الشعب اليمني وردا بسيطا على ما يرتكبه العدوان السعودي الأمريكي بحق المدنيين الأبرياء من مجازر واستهداف الأعيان المدنية وتهديد أمن اليمن وشعبه الحر الذي لن يركع أو يستسلم"، حد قوله.

  وتوعد المصدر القوات المشتركة بأن "معركة الساحل الغربي ستشهد مفاجآت نوعية ستمثل درسا لكل الغزاة والمعتدين على اليمن وأعداء السلام وحرية الشعوب".

  على الصعيد ذاته قلل القيادي العسكري في جماعة الحوثيين، أبو علي الحاكم، من الانتصارات في الساحل الغربي التي "تزعم قوات مايسمى الشرعية تحقيقها"، حد تعبيره.

 وقال الحاكم الذي يشغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع التابعة للحوثيين في تصريحات لصحيفة 26 سبتمبر الأسبوعية بصنعاء: "نحن كقيادة عسكرية وكجهة استخباراتية واستطلاع عسكري واستراتيجي مدركون لطبيعة تطورات الموقف العسكري في الساحل الغربي وكذا لتحركات العدوان وأهدافه ومستعدون لمواجهة كل موقف وكل تطور عسكري قتالي وأعددنا أنفسنا لمواجهة طويلة ولحرب استنزاف لن تتيح للعدوان فرصة لرد النفس أو فرصة لتطوير المواجهة بما يؤثر علينا".

 

"الحاكم" يهدد الإمارات

القيادي الحوثي أبو علي الحاكم 

 

  وهدد القيادي الحوثي أبو علي الحاكم، دولة الإمارات العربية المتحدة قائلاً: "قواتنا ستقاتل بصرامة وبشدة واستماتة ولديها خيارات عسكرية عديدة أقلها سيكون شديد الضرر على الإمارات الصهيونية (حد وصفه), هذا ما يجب أن تكون قيادة الإمارات على علم كامل به لأن ذلك سيكلفها كثيراً حتى في عقر دارها".

 وخاطب ابو الحاكم خصوم جماعته قائلاً: "نحن نؤكد لهم هنا، احشدوا ما استطعتم أن تحشدوا وراكموا من ترسانة أسلحتكم ما أمكنكم ذلك وأطلقوا ما شئتم من التسميات فإن مفاجآتنا في انتظاركم.. ولسوف نحصد رؤوسهم وسينكسرون.. هذا ما ينبغي أن تكون إمارات الشر على دراية به وأن تكون متيقنة أن أبطالنا رجال الرجال سيصلون إليها، هذه الرسالة المؤكدة".

 

الضوء الأخضر للمعركة

 

  وكانت وكالة أنباء "ديبريفر" كشفت في 19 مايو الجاري عن أن قوات الرئيس هادي تلقت أخيراً الضوء الأخضر لبدء معركة الحديدة، بعدما تراجعت حدة الضغوط الدولية التي كانت تمارس عليها من بعض الدول الكبرى والمنظمات الدولية خوفاً من تفاقم الوضع الإنساني.

  وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء "ديبريفر" أن القيادة المشتركة للقوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية تعكف حالياً على وضع اللمسات النهائية لعملية عسكرية شاملة لاستعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر مع محاولة ضمان تقليل الكلفة البشرية.

 وتضم مدينة الحديدة ثاني أكبر ميناء في الساحل الشرقي للبحر الأحمر، ويعد الممر الأول إلى الجزر اليمنية، وأهمها جزر حنيش الكبرى وحنيش الصغرى وجبل زقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر في البحر الأحمر.

  ووفقاً لمسئولي "الشرعية اليمنية" والتحالف العربي الداعم لها، فإن ميناء الحديدة يمثل العصب الرئيسي الذي تستقبل منه جماعة الحوثي الأسلحة والصواريخ المهربة من إيران، وهو ما تنفيه الجماعة.

  غير أن عدد من المنظمات الإنسانية الدولية، تخشى من أن أية عملية عسكرية نحو مدينة الحديدة الساحلية، لما لها من عواقب وخيمة ستؤدي إلى كارثة إنسانية في عموم المدن الشمالية لليمن.

 وقالت منظمة العفو الدولية في 17 مايو أيار الجاري إن عشرات الآلاف من اليمنيين يفرون من الحديدة مع احتدام القتال على خطوط الجبهة في المحافظة الغربية التي يسيطر عليها الحوثيون، وحذرت من أن هناك "ما هو أسوء" إذا وصلت الحرب مناطق الحضر.

  وأشارت المنظمة إلى إن الأمم المتحدة تقدر عدد النازحين بطول الساحل الغربي لليمن في الشهور الأخيرة بنحو 100 ألف معظمهم من الحديدة ثاني أكبر محافظة من حيث عدد السكان.

 وقالت راوية راجح كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات بمنظمة العفو في بيان لها "الأثر الذي تركته هذه الحملة العسكرية الجديدة على المناطق الساحلية بغرب اليمن واضح من القصص المؤلمة التي يتداولها المدنيون الذين شردهم الصراع".

 وتابعت "إنها لمحة مما يمكن أن يحدث على نطاق أوسع إذا امتد القتال وبلغ مدينة الحديدة الساحلية ذات الكثافة السكانية العالية".

جانب من المعاناة الإنسانية في اليمن جراء الحرب

 وفي 17 أيار/مايو، أعربت منظمة الشفافية الدولية عن قلقها على مصير النازحين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب المعارك في محافظة الحديدة، مشيرة إلى ان أعدادهم تقدر بالآلاف.

 وأعلنت دولة الإمارات الشريك الرئيس في قيادة التحالف العربي بجانب السعودية في 9 مايو أيار الجاري عن انتهاء التحضيرات العسكرية لانطلاق عملية "معركة الخلاص" لاستكمال تحرير الحديدة واستعادة الميناء.

 وحينها قالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) إن تحضيرات عملية "معركة الخلاص"، تمت من خلال غرفة عمليات مشتركة تشرف عليها قوات التحالف العربي، مشيرة إلى ان "القوات تنتظر ساعة الصفر لانطلاق العملية".

 ويمر بالحديدة معظم واردات اليمن التجارية وإمدادات الإغاثة المطلوبة بشدة والتي يستفيد منها سكان المدن الشمالية والوسطى ذات الكثافة السكانية العالية.

  ويتهم التحالف العربي المدعوم من الغرب الحوثيين باستخدام الميناء في تهريب أسلحة إيرانية الصنع وهو ما تنفيه جماعة الحوثي وإيران.

  ويؤكد قادة التحالف العربي ومسئولي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أهمية استعادة ميناء الحديدة وتحريره كونه يعد أخر منفذ بحري لقوات الحوثيين (انصار الله) للتزود بالأسلحة المهرّبة من إيران، والمساهمة في دخول المساعدات الإغاثية عن طريقه والتي يمنع الحوثيين دخولها إلا بشروط، فضلا عن أن تحرير ميناء الحديدة يعتبر توسيعا لرقعة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، واستعادة أمن الملاحة وتجفيف منابع التهريب للحوثيين، حد تعبيرهم.

 وتحذر الأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاثة أعوام من أن اليمن أصبح على شفا المجاعة، ، فيما تشير الأمم المتحدة إلى حاجة أكثر من 22 مليون يمني أي أكثر من ثلثي سكان البلاد لمساعدات عاجلة.

وانتشر الجوع في اليمن بعد أن أصبح ساحة قتال في صراع سياسي بين السعودية وإيران، ما يهدد بحدوث مجاعة كبيرة في أوساط اليمنيين.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet