أعلن البنك المركزي اليمني، اليوم الثلاثاء، عن تعديل جديد في السعر الرسمي لصرف العملة المحلية "الريال اليمني" مقابل الدولار الأمريكي والعملات الأخرى، وذلك لتغطية الاعتمادات البنكية للسلع الأساسية الممولة من الوديعة السعودية.
وقالت وثيقة رسمية صادرة عن محافظ البنك المركزي محمد منصور زمام، أطلعت عليها وكالة "ديبريفر" للأنباء، إنه تقرر خفض سعر المصارفة الخاصة بتغطية الاعتمادات المستندية المغطاة من الوديعة السعودية لشراء المواد الأساسية من الدفعة الثامنة ليصبح سعر الدولار الواحد 500 ريالا بدءاً من غد الأربعاء، وذلك بعدما كان حدده أمس الاثنين بـ ٥٤٨ ريالاً يمنياً، وبعدما كان قد حدده في ٤ نوفمبر الجاري بـ٥٧٠ ريالاً.
وجاء قرار البنك المركزي اليمني بتعديل سعر العملة المحلية أمام العملات الأخرى بصورة سريعة بعد نحو 24 ساعة من تعديل سابق، في ظل استمرار التحسن الكبير الذي يطرأ يوما بعد آخر، في قيمة الريال اليمني.
ونتيجةً لإعلان البنك المركزي، سجلت قيمة الدولار الأمريكي مقابل الريال اليمني، مساء اليوم الثلاثاء في سوق الصرف بصنعاء، هبوطاً جديداً إذ وصل سعر الدولار الواحد ٥60 ريالاً للشراء و580 ريالا للبيع، وسعر الريال السعودي ١48 ريالاً يمنياً للبيع و155 ريالاً للشراء، بعد أن كان سعر الدولار ٥٨٥ ريالاً للشراء و٦١٠ ريالا للبيع أمس الاثنين، وسعر الريال السعودي ١٥٥ ريالاً يمنياً للبيع و١٦٠ ريالاً للشراء.
أما في سوق الصرف بمدينة عدن التي تحتضن المقر الرئيس للبنك المركزي اليمني وتتخذها الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، فوصل سعر الدولار الواحد، مساء الثلاثاء، إلى 575 ريالاً للشراء و595 ريالا للبيع، وسعر الريال السعودي إلى 152 ريالاً يمنيا للشراء و157 ريالا للبيع، وذلك بعدما كان سعر الدولار الواحد في مطلع نوفمبر الجاري 750 ريالاً، وسعر الريال السعودي 195 ريالاً يمنياً.
ورغم تحسن قيمة الريال اليمني، إلا أن السكان لايزالون يشكون من استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبقية السلع، إذ لم تنخفض الأسعار منذ أن صعدت قيمة الدولار الواحد إلى قرابة 800 ريالاً يمنياً قبل أكثر من شهر، وظلت كما هي رغم انخفاض قيمة الدولار لاحقاً.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الأزمة الإنسانية في اليمن هي "الأسوأ في العالم"، وأن نحو 22 مليونا من السكان، وعددهم 28 مليون نسمة، يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية العاجلة، ويعاني ما يربو على نصف السكان من سوء التغذية، فيما لا يعرف 8.4 ملايين شخص كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
وينفذ التحالف الذي تقوده السعودية، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.