قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية اليوم الإثنين إن الموقف في مدينة الحديدة غربي اليمن ينذر بخطر كبير .
وأضافت الصحيفة في تقرير للكاتبين محمد علي كالفود في الحديدة وجوزي إنسور، أن المدنيين في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر محاصرون بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران وقوات التحالف بقيادة السعودية، الذين يقاتلون للسيطرة على المدينة منذ خمسة أشهر، بينما تخفق جهود الوسطاء في إنهاء المعركة.
وترى الصحيفة أن القتال في الحديدة كان أكثر عنفا من غيرها، فنحو 80 في المئة من السلع التجارية والمعونات الإنسانية، مما يعطي اليد العليا في النزاع للجانب المسيطر عليها.
وأوضحت أنه على الرغم من اتفاق الجانبين مبدئياً على وقف إطلاق النار، تستمر السعودية في شن هجمات جوية متفرقة، كما وردت تقارير عن إرسال الحوثيين كميات كبيرة من التعزيزات إلى المدينة.
ويعيش اليمن منذ مايزيد عن ثلاث سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
وتسيطر جماعة الحوثيين (أنصار الله) على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي منذ أواخر 2014، وتحاول قوات يمنية مشتركة مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية استعادتها منذ يونيو الماضي.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن عمال الإغاثة قولهم إن شبح المجاعة يخيم على مناطق كبيرة في اليمن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الحوثيين وقوات التحالف لتمرير المعونات اللازمة عبر الحديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يُعتقد أن 85 ألف طفل تقل أعمارهم عن الخامسة قضوا جوعاً منذ بدء الحرب في اليمن عام 2015 بحسب إفادة منظمة "انقذوا الأطفال" الخيرية.
وقالت "انقذوا الأطفال" إنه "في مقابل كل طفل تقتله القنابل والرصاص، يموت العشرات جوعاً، والأمر يمكن الحيلولة دونه".
وقالت أفريل فاريس، وهي ممرضة أيرلندية تعمل في الصليب الأحمر الدولي في اليمن للصحيفة إن "فريقها عثر على عدد من الأسر التي التجأت لمدرسة مهجورة وكانوا يتناولون القليل من الأرز أو القليل من الخبز أو الطحين الممزوج بالماء مرة واحدة في اليوم"
وأضافت "لم يكن لديهم فراش أو حتى حصر للنوم.. في الواقع لم يكن لديهم أي شيء على الإطلاق".
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل نحو 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.