أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الجمعة، عن تخصيص مساعدات إنسانية إضافية طارئة بقيمة 131 مليون دولار، للشعب اليمني الذي يعيش حرباً طاحنة ودامية منذ قرابة الأربع سنوات.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان صحفي، إن هذه المنحة المالية الجديدة سترفع من إجمالي المساعدات الإنسانية الأمريكية لليمن إلى أكثر من 697 مليون دولار خلال الـ14 شهراً الماضية.. داعياً إلى إجراء مفاوضات بين أطراف الصراع لإيجاد حل سلمي ووضع حد لمعاناة ملايين اليمنين وإعادة الأعمار في البلد الذي يحتاج نصف سكانه إلى مساعدات غذائية طارئة.
وأكد بومبيو أن "شبكة منظومة الإنذار المبكر بالمجاعات تتوقع أن وضع الأمن الغذائي بدون جهود إنسانية دولية واسعة النطاق في الوقت الحالي، سيكون سوءً بكثير بالنسبة لملايين اليمنيين، بما في ذلك المجاعة المحتملة.. مشيراً إلى أن معظم التمويل الجديد سيوفر مساعدات غذائية منقذة للحياة من خلال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة للوصول إلى ما يقرب من 9.5 ملايين من اليمنيين الأكثر عرضة للخطر، حد قوله.
وحذرت الأمم المتحدة، مؤخراً من أن 14 مليون شخص في اليمن، باتوا على شفا مجاعة قريباً في حال استمرار الحرب الدامية المستمرة في هذا البلد الفقير.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، إن 14 مليون شخص قد يصبحون على شفا المجاعة خلال الأشهر القادمة في حال استمرت الأوضاع على حالها في اليمن.
ويشهد اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات وثمانية أشهر، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.
واعتبر بيان وزير الخارجية الأمريكي أن المرض المعدي خلال أزمة الغذاء يعتبر سبباً رئيسيا للوفاة.. موضحاً أن وزارة الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعملان مع شركاء لتزويد المزيد من اليمنيين بالمساعدة المنقذة للحياة وضمان وصول الغذاء ومياه الشرب المأمونة فضلاً عن المساعدة الغذائية وخدمات الصرف الصحي والنظافة والرعاية الطبية إلى الأفراد والمناطق الأكثر عرضة لخطر المجاعة.
وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تقومان بتوسيع نطاق مساعدات التنمية والإنعاش المبكر للمساعدة في معالجة الأسباب الكامنة وراء الأزمة وتعزيز قدرة المؤسسات على تلبية احتياجات جميع اليمنيين، حسبما أفاد البيان.
ولفت البيان إلى أن أي قدر من المساعدات الإنسانية أو الإنمائية، لن يؤدي إلى إنهاء هذا الصراع في نهاية المطاف.. مشدداً على على جميع الأطراف وقف الأعمال العدائية ودعم المفاوضات لإيجاد حل سلمي ووضع حد لمعاناة الملايين.
وأكد أنه حان الوقت لإنهاء هذا الصراع واستبدال الصراع بالمصالحة والسماح للشعب اليمني بالتعافي من خلال السلام وإعادة الأعمار، حد تعبيره.
وأوضح بيان الخارجية الأمريكية أهمية أن يكون عمال إمدادات الإغاثة والمساعدات قادرين على التحرك بحرية في جميع أنحاء البلاد لتقديم هذه المساعدات الحيوية، كما يجب السماح للواردات الإنسانية والتجارية، خصوصاً الوقود والغذاء والدواء، بالتدفق بحرية في جميع نقاط الدخول في اليمن ودون عوائق أو تأخير".
وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً عربياً في اليمن، منذ 26 آذار/مارس 2015، يساند قوات الجيش الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في استعادة مناطق سيطر عليها الحوثيون الذي ينظر إليهم كوكلاء لإيران في اليمن.
وتسبب الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.
وبفعل استمرار الحرب بات اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفق تأكيدات الأمم المتحدة التي تؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.