"أسوشيتد برس" تنقل روايات مروعة عن تعذيب الحوثيين لمعتقلين في سجونهم (تحقيق ترجمة ديبريفر)

واشنطن (ديبريفر) – ترجمة خاصة
2018-12-08 | منذ 5 سنة

منير الشرقي وهو يعود إلى فراشه بعد أن غيرت له الممرضات الضمادات على حروقه في مستشفى مأرب العام

Click here to read the report in English

نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء، روايات مروعة وصادمة عن طرق تعذيب جماعة الحوثيين (أنصار الله)، لمعتقلين في سجونها في المناطق التي تسيطر عليها في اليمن.

وكشف تحقيق لوكالة "أسوشيتد برس"، نشرته أمس الجمعة، عن عمليات تعذيب مروعة لمدنيين يمنيين في سجون جماعة الحوثيين التي تسيطر على أغلب المناطق شمالي اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء.

وذكر التحقيق الذي تعيد وكالة "ديبريفر" للأنباء، نشر نصه كاملاً بعد ترجمته من الإنجليزية إلى العربية، أن العديد من السجناء اليمنيين توفوا نتيجة لأساليب التعذيب التي يمارسها السجانون الحوثيون.

يأتي هذا التحقيق بعد قرابة ستة أشهر من تحقيق للوكالة ذاتها عن تعذيب معتقلين والاعتداء جنسياً عليهم داخل سجون ومعتقلات تديرها دولة الإمارات العربية المتحدة في جنوب اليمن.

ويعيش اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات و8 أشهر، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية ومعها الإمارات، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.

وفي ما يلي النص الكامل للتحقيق بعد ترجمة وكالة "ديبريفر" له إلى اللغة العربية:

 

 

بقلم: ماجي ميشيل

 

كان فاروق بعقر يعمل في مستشفى الرشيد في اليوم الذي تم فيه إدخال رجل ينزف إلى غرفة الطوارئ مصاباً بأعيرة نارية وعلى جسده علامات تعذيب. لقد تعرض للجلد في ظهره وظل معلقاً من معصميه لعدة أيام.

وعَلِم بعقر أنه عُثر على المريض بعد أن تم رميه على جانب أحد طرق الخط السريع حتى يموت بعد أن تم احتجازه في سجن يديره المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على المنطقة الشمالية من اليمن.

استغرق بعقر ساعات وهو يجري عملية إزالة الرصاصات وتخييط الأنسجة الداخلية الممزقة، واعتنى بالمريض لمدة 80 يوماً إلى أن استعاد عافيته وفي النهاية وافق على أخذ صورة شخصية معه.

بعد أسابيع، ألقى مسؤولو الأمن الحوثيون القبض على الرجل وفتشوا هاتفه ووجدوا الصورة. ثم ذهبوا إلى بعقر.

اقتحم الحوثيون المستشفى وعصبوا عيني بعقر وقاموا بأخذه على طقم عسكري لأنه وافق على تقديم الرعاية الطبية لأحد أعداء الحوثيين. وأخبروه بأنه الآن عدوهم أيضاً، وقضى 18 شهرا في السجون التي تقع في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وقال أنهم أحرقوه وضربوه وظل معلقاً من معصميه لمدة 50 يوماً حتى ظنوا أنه مات.

بعقر ومريضه من بين آلاف الأشخاص الذين سجنتهم ميليشيا الحوثي خلال أربع سنوات من الحرب الأهلية اليمنية الطاحنة. وهناك في التحقيق الذي أجرته وكالة "أسوشيتد برس" الكثير منهم، ممن تعرضوا للتعذيب الشديد، منهم من تم تحطيم وجهه بالهراوات ومنهم من تم تعليقهم بالسلاسل من معصميهم أو أعضائهم التناسلية لأسابيع وحرقهم بمادة الأسيد.

بعقر يروي تفاصيل تعذيبه في سجون الحوثيين

تحدثت وكالة "الأسوشييتد برس" مع 23 شخصاً قالوا إنهم نجوا أو شهدوا التعذيب في المعتقلات الحوثية، وكذلك مع 8 من أقارب المعتقلين و5 محامين ونشطاء حقوقيين وثلاثة من ضباط الأمن الذين شاركوا في عملية تبادل السجناء الذين قالوا إنهم شاهدوا آثار تعذيب على النزلاء.

تؤكد هذه الروايات على أهمية التوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء مع بداية محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة في السويد بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

وكإجراءات لبناء الثقة، اتفق الجانبان على إطلاق سراح الآلاف من السجناء، على الرغم من أنه لا يزال يتعين التوصل إلى تفاصيل. وفي حين يقوم التحالف بإطلاق سراح مقاتلي الحوثيين الذين تم أسرهم، سيقوم المتمردون بتحرير عدد كبير من المدنيين، أمثال بعقر، الذين تم سجنهم في حملات وحشية تهدف إلى قمع المعارضة والحصول على أسرى يمكن تداولهم مقابل فدية أو تبادلهم مع المقاتلين الحوثيين الذين يحتجزهم الطرف الآخر.

ووفقاً لممثلة اتحاد مجموعة أمهات المختطفين في مارب، صباح محمد، وثق الاتحاد، وهو جمعية للنساء الأقارب للمحتجزين في سجون الحوثيين، عدد المحتجزين بأكثر من 18 الف محتجز في السنوات الأربع الماضية، بما في ذلك 1000 حالة تعذيب في شبكة السجون السرية.

وتقول مجموعة الأمهات إن 126 سجيناً على الأقل ماتوا بسبب التعذيب منذ أن استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014.

وقد كانت المساجد والقلاع القديمة والكليات والنوادي وغيرها من الهياكل المدنية بمثابة منشآت أولية لآلاف المعتقلين قبل نقلهم إلى السجون الرسمية، وفقاً لشهادات الضحايا ووكالات حقوق الإنسان. وقد قام اتحاد أمهات المختطفين بإحصاء 30 ما تم تسميته من قبلهن موقعاً أسوداً في صنعاء وحدها.

وقد نفى قادة الحوثي في السابق أنهم مارسوا عمليات التعذيب، رغم أنهم لم يستجيبوا لطلبات وكالة "أسوشيتد برس" المتكررة للتعليق على الموضوع في الأسابيع الأخيرة.

وقالت وزارة حقوق الإنسان التابعة للحوثيين في بيان لها في أواخر عام 2016 إنه "ليس هناك سياسة ولا نهج لتعذيب السجناء". وأضاف أن الوزارة والمدعين العامين يعملون على "ضمان حقوق السجناء وتقديم جميع الضمانات القانونية لتحقيق العدالة والمحاكمات العادلة".

في حين تقول منظمة العفو الدولية إن "انتهاكات حقوق الإنسان المروعة، فضلاً عن جرائم الحرب، تُرتكب في جميع أنحاء البلاد من قبل جميع أطراف النزاع".

لكن السخط الدولي إزاء إراقة الدماء في اليمن، ركز بدرجة كبيرة على الانتهاكات التي ارتكبها التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة والذي تقوده السعودية والذي يقاتل إلى جانب الحكومة اليمنية.

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" كشفت عن التعذيب في السجون السرية التي تديرها الإمارات وحلفاؤها اليمنيون، كما وثقت مقتل المدنيين جراء الهجمات التي تشنها طائرات بدون طيار في حملة الولايات المتحدة ضد فرع القاعدة في اليمن.

لقد كانت الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون أقل وضوحا للعالم الخارجي حيث عمل المتمردون على إزالة المعارضة وإسكات الصحفيين.

من العاصمة صنعاء، يحكم الحوثيون حوالي 70 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليون نسمة. يعتقد الحوثيون أنهم من نسل النبي محمد، وعليه فهم يرون أن لهم حق إلهي في حكم اليمن، وأولئك الذين يعارضونهم هم "أعداء الله"، يستحقون العقاب.

أحد أسرى الحوثيين السابقين الذين تحدثوا إلى وكالة الأسوشييتد برس، كان مدرساً من مدينة ذمار الواقعة في شمال اليمن وهو من الذين فروا بعد الإفراج عنه إلى مأرب، الواقعة تحت سيطرة خصوم الحوثيين. طلب عدم ذكر سوى اسمه الأول، حسين، لأنه يخشى على سلامة أفراد عائلته الذين ما زالوا في مناطق المتمردين.

أحتُجز حسين لمدة أربعة أشهر و 22 يوماً في زنزانة تحت الأرض، وقال إنه كان معصوب العينين طوال الوقت، لكنه تمكن من إحصاء عدد الأيام من خلال عده مرات الآذان للصلاة. قال أن سجانوه كانوا يضربونه بقضبان حديدة طوال فترة سجنه ويخبروه بأنه سيموت. وكانوا يقولون له "جهز وصيتك".

الصحفي محمود الغابري يعرض آثار تعذيب الحوثيين له في سجونهم

 

"ستبكي دماً بدل الدموع"

بدأ الحوثيون في التسعينيات كحركة دينية شيعية تعمل على إحياء الطرائق والعادات السالفة. تحولت الجماعة إلى ميليشيا مسلحة في عام 2004، عندما قتل الجيش بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح، مؤسسهم شقيق الزعيم الحالي عبدالملك الحوثي.

قاتل صالح التمرد الحوثي لمدة ست سنوات، مع مقتل الآلاف من كلا  الجانبين قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل أشهر من ثورة الربيع العربي عام 2011 التي وضعت حداً لحكمه.

بعد أقل من ثلاث سنوات، انضم الحوثيون إلى صفوف صالح في تحالف المصلحة، حيث رأى الحاكم الأوتوقراطي السابق أن تلك طريقة قد تمكنه من العودة إلى السلطة، بينما حصل المتمردون على دعم من وحدات الجيش التي ما زالت موالية له. معاً، قاموا باحتلال معظم شمال وغربي اليمن وطردوا خلف صالح، الرئيس عبد ربه منصور هادي.

رداً على ذلك، أطلق التحالف المدعوم من الولايات المتحدة حملته لاستعادة حكومة هادي المعترف بها دولياً وإحباط ما تزعمه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بأنها محاولة من إيران، حليفة الحوثيين، لبسط النفوذ.

سعى الحوثيون إلى ترسيخ حكمهم من خلال اتخاذ إجراءات صارمة ضد مجموعة واسعة من الأعداء الواضحين، الناشطين الشباب والأقليات الدينية والاشتراكيين وغيرهم ممن قد يعارضون حكم الحوثي.

ولكن وُجدت الانقسامات داخل الحركة الحوثية.

فداخليا، أقر فصيل معتدل من قادة الحوثيين بالانتهاكات وسعوا إلى وضع حد لها. أنشأ شقيق الزعيم، يحيى الحوثي، لجنة في عام 2016 للتحقيق في بلاغات التعذيب والاحتجاز لأجل غير مسمى، وساعد في تحرير 13500 سجين في الأشهر الثلاثة الأولى.

وأرسلت اللجنة تقريراً مصورا للزعيم، عبد الملك الحوثي، يظهر فيه مشاهد عنابر السجون المكتظة والسجناء المصابين بكدمات، إلى جانب شهادات من شخصيات حوثية رفيعة المستوى.

عبد الملك لم يستجب. وبدلاً من ذلك، قام مسؤولو الأمن المتشددون بإغلاق اللجنة واحتجزوا اثنين من أعضائها لفترة وجيزة.

لم يُنشر الفيديو، لكن وكالة "أسوشييتد برس" حصلت على نسخة منه، وهي تحتوي على اعترافات مذهلة من شخصيات حوثية بارزة عن الانتهاكات.

يقول أحد أعضاء اللجنة: "ما رأيناه سوف يجعلك تبكي دماً بدلاً من الدموع".

 

"ساعدوني"

إن الأشهر القليلة الأولى في أماكن احتجاز الحوثي عادة ما تكون الأسوأ، كما يقول السجناء السابقون، حينما يبتكر المسلحون عمليات التعذيب ويطبقونها.

بدأ أنس الصراري يستعيد وعيه ببطء وهو مرمي في ممر مظلم في سجن الأمن المركزي بصنعاء.

وكان هذا المنتقد البالغ من العمر 26 عاماً والذي ينتقد وحشية الحوثي، يمسك رأسه بين يديه المتورمتين والرسغين المرضوضين، وبدأت تتسابق لحظات شهران من التعذيب في ذهنه.

كان يأكل الذرة المشوية عندما خطفه رجال الميليشيا المقنعون من شارع رئيسي في صنعاء صباح أحد أيام شهر سبتمبر 2015.

وتذكر أنه عُلق لمدة 23 ساعة من معصميه المقدين بحبل ممدود من السقف في غرفة استجواب جاف وكان الخدر قد أصاب أصابعه وذراعيه وجزء كبير من جسمه. بدأ القيد يشق معصميه فحاول أن يستريح على أصابع قدميه.

استرجع التفكير في ذلك الوقت وقال: "الموت أهون ألماً من ذلك التعذيب الذي لا يتوقف. لو أقضي ساعدة واحدة مثل تلك سأموت".

كان سجانوه ينزلونه من السقف لساعتين كل يوم، ليتناول الخبز القاسي وصحن طبيخ الخضار والأرز الذي قد قذرته الصراصير الزاحفة. وعندما قدموا له علبه الزبادي كان قادراً على رؤية تاريخ الصلاحية المنتهي المكتوب عليها.

وفكر وقال: "والدتي لا تعرف حتى ما إذا كنت على قيد الحياة أم ميتاً". وعندما رأى منظر الجلاد مع العصا الصاعقة وهو يحدق في رأسه قبل أن يهم بضربه بكل قوته، انهار الصراري.

لم يعرف كم من الوقت مر منذ أن أنزلته ميليشيا الحوثي من السقف وألقته في الممر.

حاول الوقوف ولكن لم يستطع سحب جثته. وأخذ يفكر: "ربما أنا في الجنة؟. ربما كان ذلك كابوسا؟".

في وضح النهار، حاول مرة أخرى التحرك، لكنه فشل. صرخ قائلاً: "ساعدوني". قام رجال الميليشيا بجره إلى زنزانة. عندها فقط أدرك أنه مصاب بالشلل. لم يكن هناك من يتحدث معه، لا أحد يأخذه إلى الحمام. كان يتبول ويتغوط على نفسه مثل طفل حديث الولادة.

أنس الصراري أصيب بالشلل نتيجة تعذيب الحوثيين له في سجونهم

وفي بعض الأحيان كان الحراس يخرجوه ليغسلوه ويعيدوه إلى الزنزانة القذرة، حيث ضرب رأسه على الحائط في يأس. بعد أربعة أشهر، قاموا بتنظيفه وأفرجوا عنه.

وأطلعنا الصراري على نسخ من فحوصاته الطبية. وهو الآن يستخدم كرسي متحرك ويعتقد أن الغرض من تعذيبه وإطلاق سراحه هو توجيه رسالة إلى كل من يرغبون في انتقاد الحوثيين.

وقال الصراري: "يعتقد الحوثيون أن رؤية الأشخاص ذوي الإعاقات، بعد خروجهم من السجن بعد التعرض للتعذيب المفرط سيعمل على ترويع الجميع: انظروا، سيحدث لك مثل هذا إذا تكلمت".

 

"غرفة الضغط"

كانت صورة "بعقر" مع سجين هرب هي كل الأدلة لسبعة من رجال ميليشيا الحوثي على عدم ولاء الطبيب عندما جاءوا إليه في مستشفى الرشيد.

صرخ أحد رجال الميليشيا في وجهه: "كم من المال أعطوك لعلاج الأعداء؟".

يقول بعقر إنهم صفعوه وركلوه وضربوه بالهراوات على وجهه وأسنانه وجسده وسخروا منه قائلين: "ستقتل لأنك خائن". وأخذه رجال الميليشيا إلى موقع لم يتمكن من تحديده، وأوقفوه على صندوق خشبي، وقيدو رسغيه بحبل ممدود من السقف ثم ركلوا الصندوق من تحت قدميه.

يقول إنهم جردوه من ثيابه وجلدوا جسده العاري، ثم نزعوا أظافره ونتفوا شعره، وأغمي عليه.

وقال: "كان ذلك مؤلماً للغاية، خاصة عندما يقومون في الأيام التالية بالضغط على الكدمات بأصابعهم".

وأضاف بعقر إن الحوثيين أصبحوا أكثر إبداعاً في التعذيب. وقد أحضروا في إحدى المرات قوارير بلاستيكية وأذابوا البلاستيك على رأسه وظهره وبين فخذيه.

وفي النهاية، تم نقل بعقر إلى قلعة الحديدة، وهي قلعة عمرها 500 عام من العهد العثماني على ساحل البحر الأحمر. ويقول إن الحراس دفعوه إلى قبو قذر يعرف باسم "غرفة الضغط" وعلقوه بمعصميه. وكان يرى في زاوية مظلمة القطط الميتة وحتى الأصابع المقطعة.

وقال إنه عندما كان يشعر بالعطش، كان الجلادون يرشون الماء على ووجهه وكان يلعق القطرات. وفي بعض الأحيان، كانوا يسمحون لسجناء آخرين بالدخول إلى زنزانته ويعطوه الماء من قارورة.

وفي اليوم الذي ظن فيه الحراس أن بعقر قد مات، ثم وجدوا أنه ما زال على قيد الحياة، قاموا برفع القيود عنه وسمحوا لسجينين بإطعامه وتنظيفه.

وعندما بدأ بعقر يتعافى من جروحه، بدأ محتجزون آخرون تعرضوا للتعذيب يطلبون مساعدته. حاول أن يشفي الجرحى، وقام بإجراء عمليات جراحية بسيطة، بدون تخدير، باستخدام أسلاك كهربائية، الأداة الوحيدة التي كان يملكها في السجن.

في بعض الأحيان، سمح له الحراس بأداء واجبه الطبي. وفي أوقات أخرى، كما يقول، كانوا يعاقبوه على مساعدة زملائه السجناء.

منير الشرقي يتلقى العلاج بعدما صب سجانوه الحوثيون مادة

وتذكر بعقر مساعدة رجل كان قد تم تعليقه من أعضاءه التناسلية ولم يعد يتمكن من التبول. ورجل آخر لحيته وشعره لونهما أبيض تعرض لحروق شديدة عندما قام الحوثيون بصب مادة الأسيد على ظهره، مما أدى إلى ذوبان جلده، وأصيب رجل آخر باللحية البيضاء والشعر الأبيض بحروق شديدة عندما قام الحوثيون بصب حامض على ظهره، ما أدى إلى انصهار جلده إلى درجة التصاق أردافه. واستخدم بعقر الأسلاك لفتحها وإزاله البراز بأصابعه.

قال بعقر: "عندما طلبت المساعدة من حراس الحوثي، قائلاً لهم: إن الرجل سيموت، كان جوابهم الوحيد هو: دعوه يموت".

أفرج الحوثيون عن بعقر في 3 ديسمبر 2017 بعد أن دفعت عائلته 5,5 مليون ريال، حوالي 8000 دولار في ذلك الوقت.

بعد فترة وجيزة هرب بعقر إلى مأرب، معقل مناهضة الحوثي، ويعيش الآن في خيمة مع لاجئين آخرين، وهو مستمر في علاج المرضى والجرحى.

 

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet