قالت منظمة التجارة العالمية يوم الثلاثاء إنها ستحقق في مزاعم قطر بانتهاك المملكة العربية السعودية حقوق الملكية الفكرية رغم اعتراض المملكة التي ترى أن المنظمة لا يحق لها نظر في الدعوى القطرية.
ورفعت الدوحة الدعوى في مطلع أكتوبر، واتهمت فيها السعودية بمنع بث شبكة (بي إن سبورت) المملوكة لقطر ورفض اتخاذ إجراء فعال ضد قرصنة شبكة تسمى (بي أوت كيو) على محتوى (بي إن). وبتعويضات بقيمة مليار دولار من السعودية، لتعرض بث قنواتها الرياضية لما وصفته بأنه "أكبر عملية قرصنة".
وشكت المجموعة القطرية التي تعد من أكبر مالكي حقوق البث للأحداث الرياضية، منذ انطلاق مونديال كأس العالم في روسيا مطلع يونيو الماضي، من تعرضها للقرصنة من قبل قناة "بي آوت كيو"، محملة المسؤولية في ذلك لقمر "عرب سات" ومقره السعودية.
ولجأت (بي إن سبورت) للتحكيم بموجب اتفاق لحماية الاستثمار بمنظمة التعاون الإسلامي، التي مقرها السعودية.
وقالت الشركة في بيان بعد قرار منظمة التجارة العالمية إن حقوق الملكية الفكرية تعرضت على مدى العام ونصف العام الماضيين للسرقة بشكل لم يسبق له مثيل مما أضر بأصحاب الحقوق وشركات البث وغيرهم في أنحاء عالم الرياضة والترفيه، داعية إلى محاسبة المسؤولين.
وعقب تلك الدعوى، أبلغت السعودية، في وقت سابق من الشهر الجاري ، منظمة التجارة العالمية، أنها لن تشارك في إجراءات تسوية النزاع المتعلق بحقوق الملكية الفكرية مع قطر، بسبب دواعي الأمن القومي المرتبطة بمقاطعتها لقطر.
وقالت وزارة الصناعة والتجارة القطرية ، مساء الثلاثاء، إن منظمة التجارة العالمية، وافقت على طلبها تشكيل لجنة تحكيم للبت في دعوى قضائية مرفوعة ضد السعودية مرتبطة بانتهاكات لحقوق الملكية الفكرية لقطريين.
وذكر بيان للوزارة القطرية، بأن موافقة التجارة العالمية، جاءت خلال اجتماع هيئة تسوية المنازعات التابع للمنظمة.
وأفات وزارة التجارة القطرية في بيانها بأن الدعوى القضائية تضمنت جميع مخالفات وانتهاكات السعودية ضد حقوق الملكية الفكرية للمواطنين والشركات القطرية، بما في ذلك حقوق هيئات البث التلفزيوني، والقرصنة التي تعرضت لها مجموعة بي إن سبورت (الرياضية).
وأكد مسؤولا تجاريا في جنيف لرويترز، الثلاثاء أن المنظمة وافقت على "تشكيل لجنة للحكم بشأن مزاعم تقاعس السعودية عن توفير الحماية الكافية لحقوق الملكية الفكرية".
ورحب ممثل قطر لدى منظمة التجارة العالمية بقرار نظر الدعوى وقال إن الخبراء القانونيين لم يجدوا مبررا لاستخدام السعودية ذريعة دواعي الأمن القومي للتغطية على ما وصفها بجرائم القرصنة على حقوق الملكية الفكرية.
وتمتلك قنوات "بي إن سبورتس" حصريا حقوق البث الإقليمية للمباريات لكنها محجوبة في السعودية بموجب إجراءات اتخذتها الرياض وحلفاء عرب لها ضد الدوحة لاتهامهم قطر بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه الأخيرة.
و"بي أوت كيو سبورتس" هو جهاز "سيرفر" كاسر الشفرات صنع في الصين ويباع في السوق السعودي بمبلغ ٣٠٠ ريال سعودي، وتمكن مستخدمو هذا الجهاز من مشاهدة مباريات كأس العالم التي تبثها قنوات "بي ان سبورت" القطرية.
ويقول مسؤولون سعوديون إن الرياض ملتزمة بمحاربة القرصنة، وفي يونيو قالوا إن المملكة صادرت 12 ألف جهاز للقرصنة.
كما زعم هؤلاء أن القنوات الرياضية السعودية ظفرت بحقوق بث مباريات مونديال روسيا تحت بند الدول غير الصديقة والمعادية بحكم العلاقة المتوترة بين قطر والسعودية.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في الخامس من يونيو 2017 العلاقات مع قطر على خلفية اتهامها الدوحة بدعم تنظيمات متطرفة، وهو ما نفته الأخيرة.