نيويورك تايمز: بصمات أمريكية واضحة في مجازر اليمن

نيويورك ـ الأناضول (ديبريفر)
2018-12-27 | منذ 4 سنة

مبنى مدمر في العاصمة اليمنية صنعاء

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن بصمات الولايات المتحدة الأمريكية واضحة في كافة الغارات الجوية الخاطئة التي نُفّذت في اليمن، والتي أودت بحياة أكثر من 4 آلاف و600 مدني.

وذكرت الصحيفة الأمريكية في تحقيق لها بعنوان "واشنطن تركت بصمة كبيرة في الحرب اليمنية من خلال بيع الأسلحة للسعودية"، أنّ واشنطن لديها الحق في الوصول إلى سجلات كل غارة جوية ينفذها التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن.

ويعيش اليمن منذ قرابة أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.

وينفذ التحالف، منذ مارس 2015 عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين التي تسيطر على أغلب مناطق شمالي البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء.، دعماً لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وأوضحت الصحيفة في تحقيقها الذي استندت خلاله إلى معلومات من 10 مسؤولين أمريكيين، بعضهم متقاعدين وآخرين ما يزالون على رأس عملهم، أن الرياض تجاهلت توصيات واشنطن حول الأهداف الصحيحة الواجب استهدافها.

وأشارت إلى أن وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين نفتا علمهما ما إذا كانت القنابل الأمريكية قد استُخدمت في الغارات الجوية التي استهدفت حفلات الزفاف والمساجد والجنازات.

وأَضافت الصحيفة: "على الرغم من نفي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، إلا أن مسؤولاً رفيعاً سابقاً في الخارجية الأمريكية أكد بأن واشنطن لديها حق الوصول إلى سجلات كل غارة جوية على اليمن منذ الأيام الأولى للحرب".

وأفادت نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة فشلت أيضاً في دفع السعودية إلى الالتزام بتوصياتها حيال تجنيب المدنيين في اليمن غارات التحالف العربي، متهمة السعودية بغض الطرف عن أي مبادرة أمريكية للتحقيق في الضربات الجوية الخاطئة، وتجاهل قائمة الأماكن المحظور استهدافها.

وفي هذا السياق قال المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية توم مالينوسكي: "اقتنعنا في نهاية المطاف، بأن السعوديين لا يرغبون في الاستماع إلى نصائحنا، وقد زوّدناهم بإحداثيات الأهداف التي لا ينبغي ضربها، لكنهم كانوا يواصلون قصفها".

وأردفت الصحيفة أنه على الرغم من ذلك، فقد استمرت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الغارات الجوية على اليمن بالذخيرة والتدريب وتزويد الطائرات السعودية بالوقود.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أعادت النظر في دعمها للسعودية بحرب اليمن، خاصة بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وقررت وقف تزويد المقاتلات السعودية بالوقود في نوفمبر الماضي.

وفي نوفمبر أيضاً، صوت مجلس الشيوخ على إنهاء المساعدة العسكرية الأمريكية المُقدّمة للسعودية في حرب اليمن بالكامل.

وحسب الصحيفة وصف دانيال بايمان الأستاذ بجامعة جورج تاون، الحرب في اليمن بأنها "كارثة استراتيجية بالنسبة للسعودية"، وأنه لا توجد أدلة تشير إلى أن الغارات الجوية ألحقت الهزيمة بالحوثيين.

ودعا بايمان الولايات المتحدة إلى استخدام قوتها من أجل إحلال السلام والاستقرار في اليمن.

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص في داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet