اليمن: محافظ حضرموت يهدد بالكشف عن الجهة المعرقلة لاستتباب الأمن في مناطق الوادي

المكلا (ديبريفر) تقرير
2019-01-07 | منذ 4 سنة

محافظ حضرموت خلال اللقاء التشاوري مع وجهاء الوادي

هدد محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية في اليمن، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، اليوم الاثنين، بالإعلان والكشف عن الجهة التي ستعمل على عرقلة الخطة الأمنية لتأمين مدن ومناطق وادي وصحراء محافظة حضرموت شرقي اليمن، في ظل الانفلات الأمني وعمليات الاغتيالات التي تشهدها مدن الوادي من حين لآخر.

وقال البحسني خلال لقاء موسع مع مشايخ وقبائل وشخصيات اجتماعية وأعيان حضرموت الوادي والصحراء بمدينة المكلا، اليوم الاثنين، إن "السلطة المحلية بالمحافظة ستعلن عن خطتها الأمنية لتأمين مناطق وادي حضرموت وسنعلن وقتها الجهة التي تحاول عرقلتها والجهة التي لا تكترث لحمام الدم المسفوك في مناطق الوادي"، في تلميح إلى قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية لنائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر الموالي لحزب الإصلاح (فرع الأخوان المسلمين في اليمن).

وقوات المنطقة العسكرية الأولى يتألف أغلبها من عناصر موالية لحزب الإصلاح ومن المحافظات الشمالية لليمن، يتهمها البعض بالتواطؤ مع مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي وتمكينه من السيطرة على المكلا عاصمة محافظة حضرموت كبرى المحافظات اليمنية، لمدة عام كامل، رغم القوة العسكرية البشرية الكبيرة والعتاد والأسلحة الثقيلة والخفيفة التي كانت تمتلكها ونهبها مسلحو القاعدة.

وأضاف محافظ حضرموت: "في حال تم عرقلة خطتنا الأمنية في الوادي من أي طرف، سنلعنه للجميع وهو سيتحمل المسؤولية أمام أبناء وادي حضرموت ويتحمل سفك الدماء".

وخاطب المحافظ الحاضرين بالقول: "لا نريد بعد اليوم أن تختصر مهمة المشائخ والأعيان وكل الشخصيات الاجتماعية بمحافظتنا، في مهمة القيام بالإصلاح بين المواطنين، ولكننا نشعر بأن مسؤولياتهم اليوم قد كبرت بالتزامن مع نشوء الظرف الجديد المتمثل في الإرهاب الذي لم يعد الحكر في محاربته على السلطة وأجهزتها، لكنها مسؤولية مجتمعية يشترك فيها كل الخيرين".

والأربعاء الماضي، أعلن محافظ حضرموت، خلال تدشينه العام التدريبي الجديد 2019م بقيادة المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا، أن "العام الجديد سيكون شعاره مواصلة النجاحات والعمل على بسط واستتباب الأمن في كل ربوع حضرموت ساحلاً ووادياً وصحراء، ورفع كفاءة المنشآت التعليمية العسكرية والأمنية وافتتاح المنجز الأكبر وهو كلية الشرطة وافتتاح مراكز تدريب عسكرية وأمنية تخصصية، ورفد المؤسسة الأمنية والاستخباراتية بمعدات حديثة تمكّنها من أداء مهامها على أكمل وجه".

وتزايد ارتكاب الجرائم وحوادث الاغتيالات في وادي حضرموت بعضها يحمل بصمات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، رغم انتشار عشرات الحواجز الأمنية لقوات المنطقة العسكرية الأولى التي يطالب عدد من سكان الوادي بإخراجها وإحلال قوات "النخبة الحضرمية" بدلاً عنها عقب نجاح تجربتها الأمنية في ساحل حضرموت.

وكان محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية شرقي اليمن، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، قال في 11 أكتوبر الماضي، إن التدريب والأموال والقيادة للخلية الإرهابية التي تم تفكيكها في المكلا واستهدفت زعزعة أمن مدن ساحل حضرموت، يأتي جميعها من وادي حضرموت. في إشارة إلى القوات العسكرية الموالية لحزب الإصلاح.

وتُعد مناطق الوادي حضرموت أحد معاقل تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الذي ينشط في عدة محافظات جنوب وشرق ووسط اليمن منها محافظات شبوة وأبين والبيضاء ومأرب والجوف.

 

مطالب أبناء الوادي

وفي اجتماع اليوم بمحافظ حضرموت قال المرجع القبلي الحكم عبدالله بن مبروك بن عجاج النهدي، إن مطالب أبناء وادي وصحراء حضرموت تتركز أهمها في توفير أجهزة أمنية قوية تحافظ على الأمن وتجارب الجريمة وتقضي على تفشي ظاهرة المخدرات وكل الأعمال التي تقلق أبناء حضرموت، ووضع الحلول العاجلة والتي تتلخص في، تدريب وتجنيد العدد الكافي من أبناء حضرموت لضبط الأمن في الوادي والصحراء، وتفعيل مقرات الأمن بالمديريات ونشر القوات الأمنية التي تم تدريبها ورفدهم بالعتاد والآلات المطلوبة لمباشرة عملها، والتفعيل السريع لدور المحاكم والنيابات بالوادي بشكل عام وبالمديريات بشكل خاص.

وأجمع الحاضرون، على وحدة حضرموت ونبذ الأصوات المنادية بتقسيم حضرموت والوقوف بقوة في وجه كل من يتبنى هذا المطلب.. مؤكدين على ضرورة بسط الأمن والاستقرار في وادي حضرموت وان يتم تجنيد وتدريب قوة من أبناء الوادي للقيام بهذه المهمة وتوفير كل الإمكانيات الضرورية لها.

تأتي تهديدات محافظ حضرموت، في وقت تصاعدت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لإحلال قوات "النخبة الحضرمية" بدلاً عن القوات الموالية لحزب الإصلاح ونائب الرئيس اليمني. وتداعت شخصيات اجتماعية وقبلية ومشائخ في موكب كبير إلى مدينة المكلا عاصمة حضرموت ، يصل عددهم إلى أكثر من 200 شخصية، للقاء محافظ حضرموت ومطالبته ببسط قوات النخبة الحضرمية في مديريات الوادي وإحلالها بدلاً عن قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تتلقى أوامرها من علي محسن الأحمر.

وأطلق نشطاء في جنوب اليمن مساء الأحد، هاشتاج بوسم "النخبة لكل حضرموت" وذلك دعماً وتأييداً لمطالب تسليم النخبة الحضرمية المواقع العسكرية في الوادي بدلاً من قوات المنطقة العسكرية الأولى.

وتعد محافظة حضرموت الغنية بالنفط والمطلة على بحر العرب، كبرى محافظات اليمن مساحة، إذ تمثل ثلث المساحة الإجمالية لليمن، وتتكون من 30 مديرية، وتنقسم إداريا وعسكريا إلى منطقتين، الأولى ساحل حضرموت وعاصمتها المكلا ويسيطر عليها عسكرياً المنطقة العسكرية الثانية التي يقودها محافظ حضرموت فرج سالمين البحسني، وقوات النخبة الحضرمية أنشأتها وتدعمها الإمارات العربية المتحدة، وتناصب جماعة "الاخوان المسلمين" وجماعات إسلامية أخرى العداء، أما المنطقة الثانية فتقع في وادي وصحراء حضرموت، والتي يسيطر عليها عسكرياً، المنطقة العسكرية الأولى الموالية لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر الموالي لحزب الإصلاح.

 

دعم تحركات أبناء حضرموت

وقال السياسي في جنوب اليمن، أحمد عمر بن فريد في تغريدة له على حسابه بموقع تويتر: ‏"حضرموت كل واحد لا يتجزأ تاريخ وجغرافيا وثقافة وحضارة، ويجب أن يمكن أبناؤها من حماية محافظتهم بأنفسهم، وجهاء حضرموت الوادي يحتشدون لتبليغ رسالتهم واضحة إلى من يهمه الأمر ، وإن وجدت قلة ممن تضع حضرموت في المزاد فهناك مئات الآلاف ممن سيقولون لهم لا .. وألف لا".

فيما أعلن علي الكثيري عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، تأييد المجلس الكامل لأي تحرك يستهدف تمكين أبناء حضرموت من إدارة مديريات الوادي والصحراء أمنيا وعسكرياً.

والخميس الماضي حذر خالد بحاح النائب السابق للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من استمرار بقاء سيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية لحزب الإصلاح (فرع الاخوان المسلمين في اليمن)، على وادي وصحراء محافظة حضرموت شرقي اليمن، في ظل الانفلات الأمني وعمليات الاغتيالات التي تشهدها مدن الوادي من حين لآخر.

وشكك بحاح في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رصدته وكالة "ديبريفر" للأنباء، في ولاء قوات المنطقة العسكرية الأولى، معتبراً أن "ما تدعيه هذه القوات من تأييدها للشرعية وحمايتها للشعب، يأتي في أطار تكتيكي لحماية نفسها، بينما عملياً وعلى الأرض يعاني وادي حضرموت من انفلات أمني فاضح، وتبرز علامات استفهام كبيرة حول من يتسبب في كل ذلك العبث ولمصلحة من".

وحذر بحاح الذي ينتمي إلى محافظة حضرموت، من استمرار حالة "اللامبالاة والتجاهل"، الذي تبديه هذه القوات العاملة تحت توجيهات قوى نافذة في الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً وبدعم من التحالف، مشيراً إلى "حالة الاحتقان الشعبي" تجاه هذه الوحدات العسكرية.

وأنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية يمنية خصوصاً في المحافظات الجنوبية ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بآلاف الجنود في إطار إستراتيجية لمواجهة الحوثيين من جهة، وكذا محاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات وحاول توسيع سيطرته في المنطقة قبل طرده منها، حد زعم الإمارات.

ويشهد اليمن حرباً دامية منذ قرابة أربع سنوات ، بين قوات الرئيس هادي المسنودة بالتحالف العربي، وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وشردت ثلاثة ملايين مواطن داخل البلاد وفر الآلاف خارجها، فضلا عن تسببها بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفقاً للأمم المتحدة.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet