عقب هجوم الحوثيين على قاعدة العند العسكرية جنوبي اليمن

وكالة: اليمن تحول إلى أكبر ساحة معركة للطائرات المسيّرة في العالم

واشنطن (ديبريفر)
2019-01-11 | منذ 5 سنة

طائرة مسيّرة يستخدمها الحوثيون (أرشيف)

اعتبرت وكالة أنباء دولية، أن التطورات العسكرية الأخيرة وهجوم الحوثيين على قاعدة العند العسكرية، أكدت بأن اليمن تحول إلى إحدى أكبر ساحات "معارك الدرونات" (الطائرات المسيرة) على مستوى العالم.

وقال تقرير لوكالة وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء، نشرته الليلة الماضية، إن هجوم جماعة الحوثيين (أنصار الله)، بطائرة مسيرة على قاعدة العند العسكرية التابعة لقوات الحكومة اليمنية  المعترف بها دوليا في محافظة لحج جنوبي البلاد، والذي خلف ستة قتلى على الأقل، أظهر أن واشنطن لم تعد القوة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك الطائرات المسيرة.

وأشار التقرير إلى أن الهجوم الذي نفذه الحوثيين أمس الخميس، استهدف القاعدة التي سبق أن استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لإدارة برنامجها المتعلق بالطائرات من دون طيار في اليمن.

وذكر التقرير أنه منذ تنفيذ واشنطن أول غاراتها بالطائرات المسيرة على مواقع تنظيم "القاعدة" في اليمن عام 2002، أصبح دور "الدرونات" جزءا من الحياة اليومية في هذا البلد.

وأكد تقرير الوكالة الأمريكية الإخبارية، أن الطائرات المسيرة تستخدم من قبل طرفي النزاع في اليمن، الحوثيون والتحالف العربي الذي تقوده السعودية دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والذي تدعمه والولايات المتحدة أيضاً.

وأفاد التقرير بأن القوات الأمريكية تعتمد على الدرونات المنتجة لديها، فيما لجأ التحالف إلى المصدرين الصينيين، أما الحوثيين فإن مصدر طائراتهم المسيرة التي يستخدمونها في البحر والجو، لايزال مسألة جدل، وفقاً للتقرير.

وأشار تقرير "أسوشيتد برس" إلى تقرير أعده خبراء أمميون في عام 2018 بشأن الطائرة المسيرة "قاصف-1"، ذكر أنه رغم ادعاءات الحوثيين بأن هذه الطائرة تُنتج من قبل وزارة الدفاع التابعة لهم في صنعاء، إلا أنها تُصنع في الواقع من مكونات تأتي إلى البلاد من الخارج.

ولفت تقرير الوكالة الإخبارية الأمريكية إلى أن التحالف العربي عرض للصحفيين العام الماضي ما قال إنه قارباً مسيراً محملاً بالمتفجرات حاول الحوثيون مهاجمة قوات التحالف به لكنه لم ينفجر. وحمل التحالف، حينها، إيران المسؤولية عن تصنيع القارب، مشيرا إلى أن بعض المكونات المستخدمة في تكنولوجيا التوجيه به أنتجت في شرق الجمهورية الإسلامية.

وفي 20 نوفمبر الماضي، ذكرت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، إن الجيش الأمريكي نفذ 176 ضربة جوية بواسطة طائرات بلا طيار "درون" ضد تنظيم القاعدة في اليمن جنوب شبه الجزيرة العربية وذلك خلال عامي 2017 و2018،  قتلت خلالها 300 يمنياً.

وأكدت "أسوشيتد برس" في تقرير لها، وقتها، أن عدد الغارات التي نفذتها طائرات أمريكية خلال سنتين من حكم الرئيس دونالد ترامب تفوق عدد الغارات التي شنت طوال فترتي حكم سلفه باراك أوباما.

وذكر التقرير إن إدارة ترامب شنت خلال عامي 2017 و 2018 من حكمه 176 غارة جوية بواسطة طائرات بدون طيار على أهداف مدنية وعسكرية في اليمن، مشيراً إلى أن هذه الغارات أدت إلى مقتل أكثر من 300 شخص من أعضاء تنظيم القاعدة والمدنيين.

وأوضح التقرير أن هذا الكم الكبير من الغارات يفوق عدد الغارات التي نفذت طوال ثمان سنوات من حكم بارك اوباما والتي بلغت 154 غارة ضد عناصر تنظيم  القاعدة في جزيرة العرب الذي يعتبر أخطر فروع التنظيم العالمي.

وأطلقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ مطلع العام 2017، حملة قوية ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن، وشنت الولايات المتحدة عشرات الهجمات على التنظيم المتشدد باستخدام الطائرات والطائرات بلا طيار، فيما وصف مسؤولون أمريكيون بأنها حملة لإضعاف قدرة التنظيم على التنسيق لهجمات في الخارج.

وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة بقلق بالغ من أن يتسبب عدم الاستقرار السياسي والصراع المسلح في اليمن في إتاحة الفرصة لتنظيم القاعدة الإرهابي، لتعزيز قوته وحضوره وشن هجمات في الخارج.

وتصف واشنطن تنظيم القاعدة  في اليمن بأنه "أخطر فروع  التنظيم" في العالم.

واستغل التنظيم الحرب الأهلية في اليمن، المستمرة منذ قرابة أربع سنوات ، بين جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية، لتجنيد عناصر جديدة، وتعزيز نفوذه وموقفه وهيمنته في وسط وجنوب وشرق اليمن.

وتتعاون الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، مع قوات الأمن اليمنية في ملاحقة واستهداف أعضاء القاعدة في اليمن، وهي استراتيجية لاقت انتقادات من جماعات حقوقية لتسببها في سقوط قتلى من المدنيين بشكل متكرر. وتعترف واشنطن باستخدام طائرات بدون طيار لاستهداف عناصر القاعدة في اليمن لكنها لا تعلق على الهجمات علنا.

ويشهد اليمن منذ 26 مارس 2015 ، نزاعا مسلحا بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي بدعم وإسناد من تحالف عربي تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، وأوقع الصراع أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.

وتؤكد الأمم المتحدة أن الأزمة الإنسانية في اليمن هي "الأسوأ في العالم"، وأن نحو 22 مليونا من السكان، وعددهم 28 مليون نسمة، يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية العاجلة، ويعاني ما يربو على نصف السكان من سوء التغذية، فيما لا يعرف 8.4 ملايين شخص كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet