اليمن: منظمات دولية تحذر من مهاجمة ميناء الحديدة.. و"الشرعية" تكشف عن خطة اقتحام المدينة

عدن – ديبريفر
2018-06-02 | منذ 6 سنة

حشود للقوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي لاقتحام الحديدة

 

 حذرت وكالات الإغاثة الدولية، الجمعة، من مغبة الهجوم على ميناء الحديدة الإستراتيجي غربي اليمن المطل على البحر الأحمر.

 وقالت الوكالات إن مهاجمة الميناء ستكون عواقبه وخيمة وستؤدي إلى كارثة إنسانية وقطع شريان أساسي لحياة ملايين المدنيين في عموم المدن الشمالية.

  يأتي ذلك وسط استعدادات مكثفة يجريها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية لاقتحام مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي وانتزاعه من أيدي الحوثيين (أنصار الله)، سيما بعد الانتصارات التي حققتها القوات اليمنية المشتركة مسنودة بالتحالف وما يسمى بـ"المقاومة الشعبية".

 ودعا مسؤولون كبار بوكالات الإغاثة القوى الغربية التي تزود التحالف العربي بالأسلحة ومعلومات المخابرات إلى دفع التحالف للعودة إلى المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة مع الحوثيين لوقف إراقة الدماء وإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 وقال متحدث باسم التحالف العربي الثلاثاء الماضي إن القوات التي يدعمها التحالف أصبحت على بعد نحو 20 كيلومترا من مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون لكنه لم يفصح عن وجود خطط لشن هجوم للسيطرة على الميناء المطل على البحر الأحمر والذي يعد هدفا أساسيا منذ فترة طويلة.

 ونقلت وكالة "رويترز" عن الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند قوله: "القوات البرية للتحالف تقف على أعتاب تلك المدينة الساحلية المحصنة والمليئة بالألغام.. آلاف المدنيين يفرون من مشارف الحديدة التي أصبحت الآن منطقة معارك".

 وأضاف "لا يمكن السماح بحرب في الحديدة. سيكون الأمر مثل نشوب حرب في روتردام أو انتويرب تلك هي المدن التي يمكن مقارنتها في أوروبا".

 وقال مسؤول إغاثة آخر طلب عدم ذكر اسمه إن من المعتقد أن قوات من الإمارات ومن الحكومة اليمنية تقود قوات التحالف التي تحتشد جنوبي المدينة التي يقطنها 400 ألف نسمة.

 وفي الأسبوع الماضي حث مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، التحالف بقيادة السعودية الذي يسيطر على الموانئ اليمنية، على إسراع وتيرة دخول واردات الغذاء والوقود، محذراً من أن هناك عشرة ملايين يمني آخرين قد يواجهون خطر المجاعة بنهاية العام إضافة إلى 8.4 مليون يعانون بالفعل من نقص حاد في الغذاء في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

 

* معركة وشيكة

 إلى ذلك قال روبرت مارديني مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لشؤون الشرق الأدنى والأوسط لرويترز: "ما يطلق عليها المعركة الكبرى في الحديدة تقترب منذ 18 شهرا وشهدت تقلبات... إنها منطقة عالية الكثافة السكانية حيث سيتسبب أي سيناريو عسكري على الأرجح في خسائر بشرية ضخمة".

 ويشن التحالف العربي ضربات جوية في اليمن منذ 26 مارس 2015 بهدف إعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة فيما أطلق الحوثيون عدة صواريخ على السعودية، كما تسبب الصراع في مقتل نحو عشرة آلاف شخص وتشريد ثلاثة ملايين.

 ويستورد اليمن 90 بالمئة من غذائه وتدخل أغلب الواردات من الحديدة حيث يقوم مفتشون من الأمم المتحدة بتفقد الشحنات للتأكد من عدم دخول أسلحة.

 وقال مارديني "يظل (الميناء) شريان حياة للشمال الذي يعيش فيه 70 بالمئة من اليمنيين. الأمر يتعلق بالحاجة إلى وجود واردات تجارية".

 وأضاف "على الرغم من كل الإجراءات التي يطبقها التحالف لتحسين وصول الواردات إلا أن ما يصل إلى الحديدة لا يفي مطلقا بالاحتياجات".

  وطالب الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند، القوى الغربية بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، وإيران التي تدعم الحوثيين على المساعدة في تجنب الكارثة، مؤكداً أن "الموقف يحتاج بشدة إلى دبلوماسية نشطة من الجانبين".

 وقال "نحن في سباق مع الزمن لنحصل على إمدادات كافية عبر الحديدة وهو أمر بالغ الصعوبة بالنظر إلى القيود المشددة المستمرة من التحالف على الوقود والواردات الأخرى.. نشوب الحرب سيعني عدم دخول أي شيء".

 تأتي تحذيرات وكالات الإغاثة الدولية من شن هجوم كبير على مدينة الحديدة وميناءها الرئيس في وقت كشف فيه مسئولون حكوميون في اليمن عن إعداد خطة مكونة من ثلاثة محاور لاقتحام الحديدة بإسناد من التحالف العربي.

 وقال محافظ محافظة الحديدة، الحسن الطاهر، لصحيفة "الشرق الأوسط" إن القوات الموالية للشرعية وضعت خطة من 3 محاور لتحرير المدينة، وهي الدخول من الجهة الجنوبية للمدينة مع إغلاق جنوب شرقي الطريق المتجهة إلى باجل لحرمان الميليشيات من التعزيزات، وكذلك فتح منفذ من الجهة الشمالية لفرار مقاتلي الميليشيات، إضافة إلى فتح جبهة جديدة باتجاه المطار الدولي.

 وأشار محافظ الحديدة إلى إن المطار سيكون من أول المواقع التي سيتعامل الجيش معها ، كما ان الدخول للمدينة سيكون سريعا، وذلك لتأمين المواقع الإستراتيجية والنفطية من أي أعمال تخريبية قد تقدم عليها قوات الحوثي مع الحذر في التعامل مع الألغام الكثيفة.

  فيما كشف المتحدث الرسمي باسم قوات طارق صالح -أحد فصائل القوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي- العميد صادق دويد عن خطة لتحرير ميناء ومدينة الحديدة لن يتوقعها العدو.

  ونقلت وكالة 2 ديسمبر للأنباء الناطقة باسم قوات طارق عن المتحدث باسم تلك القوات قوله: "إن عملية تحرير المدينة والميناء تجري وفق خطة محكمة ومرنة تواكب التطورات على أرض الميدان".

 وأشار إلى انسجام القوات المشتركة وتناغم كامل ومعنويات فيما بينها وهو ما يعزز الانتصارات.

 وكانت القوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن حققت في الأيام القليلة الماضية انتصارات سريعة ومتلاحقة وتقدمت في الساحل الغربي للبلاد وباتت قريبة أكثر من أي وقت مضى من مدينة الحديدة بعد معارك ضارية مع قوات الحوثيين خلفت خسائر كبيرة في صفوف الطرفين.

 والقوات المشتركة اليمنية مشكلة من قوات طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح وألوية العمالقة تابعة للمقاومة الجنوبية  والمقاومة التهامية وجميعها مدعوم من الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

 من جهته قال الناطق الرسمي للقوات التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، شرف غالب لقمان، إن "العاصمة الإماراتية أبو ظبي لم تعد آمنة بعد اليوم وإنها في مرمى الصواريخ اليمنية".

  ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، عن لقمان، دعوته للمستثمرين في إمارتي دبي وأبو ظبي إلى أخذ تصريحاته على محمل الجد، مشيراً إلى أن تصعيد الإمارات في الساحل الغربي لليمن، سيقابل بتصعيد أقوى وغير متوقع من قبل الجيش واللجان الشعبية.

   وزعم الناطق باسم قوات الحوثيين إن قواته استعادت معظم المواقع التي سقطت قبل أيام بيد القوات المشتركة، معتبراً كل ما ينشر في وسائل إعلام العدو، عبارة عن انتصارات وهمية.

  وأشار إلى أن الحوثيين "استعادوا كافة المواقع ويجري حاليا تحرير مناطق حيس والخوخة".. لافتا إلى أن المناطق والجزر التي تتمركز فيها قوى العدو لن تكون آمنة وستكون مقبرة لهم.

 ويخشى المجتمع الدولي ان تتأثر وتيرة وصول المساعدات الى اليمن عبر ميناء الحديدة في حال قرر التحالف التقدم واستعادة مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين.

 وكشفت وكالة أنباء "ديبريفر" في 19 مايو المنصرم عن أن قوات الرئيس هادي تلقت أخيراً الضوء الأخضر لبدء معركة الحديدة، بعدما تراجعت حدة الضغوط الدولية التي كانت تمارس عليها من بعض الدول الكبرى والمنظمات الدولية خوفاً من تفاقم الوضع الإنساني.

 وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء "ديبريفر" أن القيادة المشتركة للقوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية تعكف حالياً على وضع اللمسات النهائية لعملية عسكرية شاملة لتحرير ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر (260 كلم غرب صنعاء) مع محاولة ضمان تقليل الكلفة البشرية.

 وتضم مدينة الحديدة ثاني أكبر ميناء في الساحل الغربي، الذي يعد هو الممر الأول إلى الجزر اليمنية، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر.

 ووفقاً لمسئولي "الشرعية اليمنية" والتحالف العربي الداعم لها، فإن ميناء الحديدة يمثل العصب الرئيسي الذي تستقبل منه جماعة الحوثي الأسلحة والصواريخ المهربة من إيران، وهو ما تنفيه الجماعة.

 وقالت منظمة العفو الدولية يوم 17 مايو المنصرم إن عشرات الآلاف من اليمنيين يفرون من الحديدة مع احتدام القتال على خطوط الجبهة بالقرب من المحافظة الغربية التي يسيطر عليها الحوثيون، وحذرت من أن هناك "ما هو أسوأ" إذا وصلت الحرب مناطق الحضر.

 وأشارت المنظمة إلى إن الأمم المتحدة تقدر عدد النازحين بطول الساحل الغربي لليمن في الشهور الأخيرة بنحو 100 ألف معظمهم من الحديدة ثاني أكبر محافظة من حيث عدد السكان.

 فيما قالت راوية راجح كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات بمنظمة العفو في بيان "الأثر الذي تركته هذه الحملة العسكرية الجديدة على المناطق الساحلية بغرب اليمن واضح من القصص المؤلمة التي يتداولها المدنيون الذين شردهم الصراع".

 وتابعت "إنها لمحة مما يمكن أن يحدث على نطاق أوسع إذا امتد القتال وبلغ مدينة الحديدة الساحلية ذات الكثافة السكانية العالية".

 وفي 17 مايو الماضي، أعربت منظمة الشفافية الدولية عن قلقها على مصير النازحين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب المعارك في محافظة الحديدة، مشيرة إلى ان أعدادهم تقدر بالآلاف.

 وأعلنت دولة الإمارات الشريك الرئيس في قيادة التحالف العربي بجانب السعودية في 9 مايو أيار الماضي عن انتهاء التحضيرات العسكرية لانطلاق عملية "معركة الخلاص" لاستكمال تحرير الحديدة والسيطرة على الميناء.

 وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية ”وام“ ان التشكيلات العسكرية المتواجدة في الساحل الغربي (قوات طارق صالح، وألوية العمالقة والمقاومة التهامية)، انتهت من التحضيرات لإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير محافظة الحديدة.

 وأوضحت الوكالة ان تحضيرات عملية "معركة الخلاص"، تمت من خلال غرفة عمليات مشتركة تشرف عليها قوات التحالف العربي، مشيرة إلى ان "القوات تنتظر ساعة الصفر لانطلاق العملية بهمة رجال نذروا حياتهم لنصرة اليمن وإبقائه عزيزا عصيا على الأجندات الإقليمية".

 ويمر بالحديدة معظم واردات اليمن التجارية وإمدادات الإغاثة المطلوبة بشدة التي يستفيد منها سكان المدن الشمالية والوسطى ذات الكثافة السكانية العالية.

 ويقول قادة التحالف العربي ومسئولي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أهمية استعادة ميناء الحديدة وتحريره كونه يعد أخر منفذ بحري لقوات الحوثيين "انصار الله" للتزود بالأسلحة المهرّبة من إيران، والمساهمة في دخول المساعدات الإغاثية عن طريقه التي يمنع الحوثيين دخولها إلا بشروط ، فضلا ان تحرير ميناء الحديدة يعتبر توسيعا لرقعة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ، واستعادة أمن الملاحة وتجفيف منابع التهريب للحوثيين .

  وقتل إحدى عشر ألف شخص مدني على الأقل في الصراع، كما شردت الحرب ثلاثة ملايين يمني إضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى والمصابين.

 وانتشر الجوع في اليمن بعد أن أصبح ساحة قتال في صراع سياسي بين السعودية وإيران، ما يهدد بحدوث مجاعة كبيرة في أوساط اليمنيين.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet