استنكر مراقبون والكثير من النشطاء والسياسيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن التصريحات الفجة التي أدلت بها الباحثة الإماراتية رئيسة مركز الامارات للدراسات، ابتسام الكتبي، لقناة "بي بي سي" مساء أمس السبت حول زيارة رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر والوفد المرافق له إلى جزيرة سقطرى.. فمن تكون الكتبي لتدلي بمثل تلك التصريحات؟.
مالا يعلمه الكثيرون حول خفايا هذه الباحثة، كشفه "ديبريفر" بناء على التسريبات الخاصة للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة التي أظهرت تحويل مبالغ مالية كبيرة سراً إلى مجموعات الضغط عبر المؤسسة التي ترأسها أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة الامارات ابتسام الكتبي.
في أغسطس من العام 2017 تحدثت وكالة theintercept عن مبلغ 20 مليون دولار دفعتها حكومة أبو ظبي بطريقة غير مباشرة، لمعهد الشرق الأوسط، وهو أحد المراكز الفكرية الرائدة في واشنطن، عبر مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي ترأسه الكتبي.
تأسس معهد الشرق الأوسط في العام 1946 ومنذ فترة طويلة يعد المركز لاعباً مؤثراً في دوائر السياسة الخارجية في واشنطن، ومنبر للعديد من الشخصيات الأكثر نفوذاً في الولايات المتحدة.
وأشار تقرير theintercept إلى أن حكومة أبو ظبي تأمل من خلال تلك المبالغ المالية الضخمة -وفقا للاتفاقية الموقعة بين الطرفين- التأثير المباشر على صانعي القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، عبر الباحثين والمختصين لمواجهة السياسات الخاطئة لخصومها في المنطقة، والقضايا الملحة والهامة.
شاهد الرابط الأصلي لتقرير theintercept
وتعكس القيمة الكبيرة للمبالغ المالية المحولة دورا أمنيا للكتبي -بعيد كل العد عن الهدف الرئيسي للمركز- في خدمة الأجهزة الاستخباراتية الإماراتية، لا سيما مع قربها المباشر من محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي الذي ورطت الوثائق المهربة للسفير، بلاده أيضا في قضايا تمس أمن بعض الدول والعواصم ومنها حليفته الرياض.
وجمعت الكتبي لقاءات مباشرة بالسفير العتيبة في واشنطن، والذي يحرص على تنظيم تجمعات باهظة التكاليف بشكل دوري تحت مسمى "لقاء سيدات الأعمال" فيما يبدو أن مخرجات تلك اللقاءات مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالدور المشبوه الذي تقوده الامارات في المنطقة.
وأكدت تساؤلات رئيسة مركز الإمارات للدراسات يوم أمس على قناة "بي بي سي" الدور المشبوه لها في خدمة الاستخبارات الإماراتية، حينما هاجمت رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر وأسباب زيارته إلى جزيرة سقطرى، حيث قالت إن زيارة الأخير إلى الجزيرة لحاجة في نفسه، من أجل إثارة البلبلة.
وتساءلت: "ما الداعي للذهاب لافتتاح مشاريع في الجزيرة التي كانت منسية من قِبل الحكومة التابعة لـ عبدربه منصور هادي، الجزيرة كانت منسية أيضاً من قِبل حكومة علي عبدالله صالح".
وزعمت أنّ الإمارات بحاجة للوجود في جزيرة سقطرى من أجل مراقبة المياه لمنع وصول أسلحة إيرانية إلى الحوثيين في ظل معركة الحديدة.
وحينما خاطبتها مذيعة "بي بي سي" بأن الجزيرة تبعد عن الأراضي اليمنية نحو 360كم وعن مناطق الصراع نحو 1000 كم، فأين الحكمة الأمنية من السيطرة عليها في ظل وجود أسطول بريطاني بالقرب منها -في المياه الدّولية- والتحالف يسيطر على الجو، ردت الكتبي قائلة: "إن الوجود الإماراتي في جزيرة سقطرى تم بالتنسيق من السعوديين ومع الأمريكان ومع البريطانيين".
وأبدت "الكتبي" استغرابها من الضجة الحاصلة متهمة حزب التجمع اليمني للإصلاح وقطر بالوقوف وراء هذه الضجة "لأن الإمارات هناك".
وعادت "الكتبي" للحديث عن المشاريع الإماراتية في الجزيرة، مدعيةً أنّ وجود القوات الإماراتية فيها يأتي من أجل حماية هذه المشاريع وحماية سكان سقطرى!.
وألمحت في حديثها إلى أن الإمارات تواجدت وسيطرت كسداد لمقتل جنودها في البلاد، وذلك عندما قالت "ليتفضل هادي وليعود ليحكم في اليمن بدلاً من الرياض، الإمارات هي من ضحت بدماء أبنائها من أجل تحرير اليمن".
وقالت "الكتبي" إنّ حكومة خالد بحاح -رجل الإمارات السابق في اليمن- هي الشرعية، وحكومة "بن دغر" ليست شرعية حسب بنود المبادرة الخليجية.