أكد وزير التجارة والصناعة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الدكتور محمد الميتمي، إن ٢٢ مليون يمني من أصل ٢٩ مليونًا غير مؤمنين غذائيًا، منهم ١٢مليون مهددون بالمجاعة القاتلة مع استمرار الحرب الدامية في البلاد لقرابة أربع سنوات .
وقال الميتمي في كلمة اليمن ، خلال أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة التي بدأت أعمالها في العاصمة اللبنانية بيروت ، اليوم الأحد ، أن هناك ثلاثة ملايين ونصف مواطن شردوا من منازلهم وأكثر من نصف مليون لاجئ خارج اليمن بسبب جماعة الحوثيين ـ حد قوله .. مشيراً إلى إن الناتج المحلي انكمش بأكثر من نصف قيمته وخسر الملايين من قوة العمل وظائفهم، وهو ما نتج عنه أن أكثر من ٨٠٪ من قوة العمل بلا عمل ولا دخل.
وتطرق الميتمي خلال القمة إلى الأوضاع الإنسانية التي يشهدها اليمن.. معتبراً أن الانقلاب الحوثي ٢١ سبتمبر ٢٠١٤، دفع بالبلاد إلى حافة أكبر كارثة إنسانية عرفتها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.
ويعيش اليمن منذ قرابة أربع سنوات ، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، ما أدى إلى "أكبر أزمة إنسانية في العالم" في هذا البلد الفقير، وفقاً لتأكيدات الأمم المتحدة.
وقدم وزير التجارة اليمني ، في القمة العربية الاقتصادية ببيروت ، مشروع قرار تم إدراجه في جدول أعمال القمة التنموية، بدعم الأعمار والتنمية في اليمن، ودعوة الدول العربية والدول المانحة إلى تقديم الدعم الفني والمادي للجمهورية اليمنية في إطار برنامج تكاملي يسهم في إعادة الأعمار والتعافي ويضمن عودة التنمية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
ويشمل مشروع القرار دعوة الدول الأعضاء والمؤسسات المالية والصناديق العربية والمنظمات العربية المتخصصة والجهات والعربية والدولية المانحة تقديم الدعم للاجئين والنازحين وفِي مجالات التدريب والتعليم الشامل والتغطية الصحية الشاملة.
كما يشمل المشروع برامج التوظيف والتمكين، وبرامج دعم المرأة، وإعادة تأهيل الشباب والأطفال الذين تم تجنيدهم في الحرب من قبل "الحوثيين"، وتشغيل الأسر المنتجة، وذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها لمستحقيها.
وحذرت منظمات إنسانية وإغاثية دولية وتابعة للأمم المتحدة، مطلع الشهر الفائت في تقرير مشترك، من أن الملايين في اليمن يواجهون الآن أسوأ أزمة جوع في العالم، وأصبح نحو 20 مليون شخص على شفا مجاعة جراء استمرار الحرب الدامية في اليمن.
وأكدت المنظمات التي تعد من أكبر منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية والأممية العاملة في اليمن، أن النزاع والصراع الدائر بين التحالف العربي بقيادة السعودية وجماعة الحوثيين "أنصار الله" ، هو السبب الرئيسي في انعدام الأمن الغذائي في اليمن.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين "أنصار الله" في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل نحو 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.