أعلن البنك المركزي اليمني، اليوم الاثنين، أن الجهات المالية في المملكة العربية السعودية، وافقت على سحب مبلغ 95 مليون دولار تمثل الدفعة الـ16 من الوديعة السعودية لدى البنك، والمخصصة لعدد من التجار لاستيراد السلع والمواد الأساسية الغذائية حسب الاعتمادات المستندية المقدمة عبر عدد من البنوك اليمنية في جميع المحافظات.
وقال المركزي اليمني في بيان، إن إجراءات السحب من الوديعة ميسرة وبحسب آليات العمل المعتمدة والموزعة لجميع البنوك العاملة في الجمهورية اليمنية والمنتشرة في جميع المحافظات.
وأكد البنك أن الوديعة مخصصة لتمويل المواد الغذائية الاساسية لجميع سكان اليمن دون تفريق، وان أسعار المصارفة للاعتمادات المستندية ثابت حسب أسعار العام 2018 بقيمة 440 ريال للدولار الواحد بهدف ضمان وصول المواد الأساسية بأسعار مناسبة وبحسب التنسيق بين البنك المركزي اليمني والجهات الحكومية ذات العلاقة.
ودعا البنك المركزي اليمني، ومركزه الرئيسي في محافظة عدن (جنوب) التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، عاصمة مؤقتة للبلاد، جميع البنوك المتقدمة لطلب تغطية اعتماداتها الخارجية التوجه مقر البنك المركزي لاستكمال إجراءات فتح الاعتمادات المستندية خلال يومي الخميس والسبت القادمين.
وفي مطلع ديسمبر الماضي، حدد البنك المركزي اليمني، سعر الصرف الرسمي للدولار الواحد بـ٤٤٠ ريالاً يمنياً، لكنه وصل في السوق الموازية إلى قرابة 600 ريال اليوم الاثنين.
وبالموافقة على سحب الدفعة الـ 16 ، يصل إجمالي المبلغ الذي سحبه البنك المركزي اليمني، نحو 595 مليون دولار من الوديعة السعودية حتى الوقت الحالي، لتغطية الاعتمادات المستندية لاستيراد السلع الأساسية التي كان القمح في مقدمتها بنسبة 47 بالمئة.
ويوجد في البنك المركزي اليمني احتياط نقد أجنبي، بأكثر من ثلاثة مليارات دولارات، عبارة عن ملياري دولار أودعتها المملكة العربية السعودية مطلع العام الفائت، بجانب مليار دولار وديعة سعودية سابقة منذ سنوات، إضافة إلى 200 مليون دولار أعلنت عنها المملكة في مطلع أكتوبر الماضي كمنحة لذات البنك، دعماً لمركزه المالي.
ويستورد اليمن أكثر من 90 بالمئة من احتياجاته الغذائية بما في ذلك معظم احتياجاته من القمح وكل احتياجاته من الأرز.
ويعيش اليمن منذ قرابة أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران وتسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية، ما أنتج أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".