بعدما هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات واشنطن من أوروبا

الاتحاد الأوروبي يستعد للرد فوراً على أي إجراءات اقتصادية أمريكية ضد أعضاءه

بروكسل ( ديبريفر)
2019-02-22 | منذ 5 سنة

مقر الاتحاد الأوروبي (أرشيف)

أكدت تقارير إخبارية غربية ، اليوم الجمعة ، أن دول الاتحاد الأوروبي ، تستعد للرد فوراً على الولايات المتحدة الأمريكية إذا فرضت رسوماً جمركية إضافية على السلع التابعة للدول الأعضاء.

ونقلت وكالة بلومبرج الاقتصادية الأمريكية ، عن مسؤول بارز بالاتحاد الأوروبي قوله ، إن التكتل المؤلف من 28 دولة وضع قائمة برسوم جمركية انتقامية ستستهدف شركات كاتربيلر وزيروكس وسامسونايت انترناشيونال إذا فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً على السيارات الأوروبية.

وهدد الرئيس ترامب ، الأربعاء ،  بفرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية من السيارات الأوروبية، في حال عدم التوصل إلى اتفاق تجاري بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز ، إن إدارته تدرس فرض رسوم جمركية على السيارات الأوروبية.

وأضاف “نحاول التوصل إلى اتفاق، وهم قادة الاتحاد الأوروبي ، صعاب للغاية بشأن التوصل إلى هذا الاتفاق”.. محذراً من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ، فسيتم فرض الرسوم الجمركية.

ويتوقع أن تقريراً سرياً أرسلته وزارة التجارة الأمريكية إلى ترامب في مطلع هذا الأسبوع ، يمهد الطريق أمام الرئيس الأمريكي لفرض رسوم تصل إلى 25 بالمائة على واردات السيارات ومكوناتها، بتصنيفها على أنها تهديد للأمن القومي الأمريكي.

وأكدت المفوضية الأوروبية، التي تنسق السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي، إنها تعكف على إعداد قائمة بمنتجات أمريكية لاستهدافها برسوم جمركية إذا قرر ترامب تقييد واردات السيارات من الاتحاد الأوروبي.

وقال دبلوماسيون أوروبيون إن المفوضية أبلغت وزراء التجارة في الدول الأعضاء في اجتماع في بوخارست يوم الجمعة ، بشأن إمكانية إجراء مفاوضات لإبرام اتفاق تجاري محدود مع واشنطن ، أن قائمتها جاهزة، رغم أنها لم تكشف عن محتوياتها.

وتبلغ قيمة صادرات السيارات ومكوناتها من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة حوالي 50 مليار يورو سنوياً، ويأتي معظمها من ألمانيا.

من جهته  فرض الاتحاد الأوروبي بالفعل رسوم استيراد على منتجات أمريكية بقيمة 2.8 مليار يورو رداً على رسوم عقابية أمريكية على واردات الصلب والألمونيوم من الاتحاد الأوروبي، التي تبلغ قيمتها 6.4 مليار يورو.

ويجتمع وزراء التجارة الأوروبيون في رومانيا لإجراء مناقشة سياسية أولى حول هذه المسألة بهدف توحيد المواقف في مواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ينتهج منذ وصوله إلى الحكم سياسة حمائية ، وسط انقسام بين فرنسا وألمانيا بهذا الشأن .

وتأمل ألمانيا التي تريد بشتى الوسائل تفادي فرض رسوم جمركية على قطاع السيارات الحيوي لاقتصادها بصدور موقف قوي عن الوزراء المجتمعين.

وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير قبيل الاجتماع “دعونا نرى إلى أي حد يمكننا أن نذهب”.. موضحاً أنه لا يريد استعجال الأمور، وإنما التوصل لتوافق واسع النطاق، خاصة  مع نظيره الفرنسي.

فيما أبدت فرنسا التي تشهد أزمة بسبب تحرّك “السترات الصفراء” الاحتجاجية ، عدم حماسها لهذا الملف الحساس قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الأوروبية.

ويزيد الأوضاع تعقيداً تمسّك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بموقفه الرافض التفاوض “مع مسدس مصوّب إلى الرأس″،.

وقبيل الاجتماع قال وزير الدولة الفرنسي جان باتيست لوموان “ليس الاتحاد الأوروبي من أشعل الجدل بالتصريحات قبل بضعة أيام”.. معتبراً أن الاتحاد الأوروبي لا يفاوض تحت التهديد ، في إشارة إلى تهديدات ترامب على دول أوروبا وهو ما ترفضه فرنسا .

وتتفق إسبانيا التي فرضت واشنطن رسوماً جمركية تعتبرها غير مبررة على محاصيلها من الزيتون، مع رؤية فرنسا ، وعبرت عن قناعتها بعدم التفاوض، شأنها في ذلك شأن بلجيكا المنقسمة حيال الاتّفاق الاقتصادي والتجاري الموقع بين الاتحاد الأوروبي وكندا.

وعلى الرغم من هذه التباينات أبدت المفوّضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم ، التي سيتولى جهازها المفاوضات باسم الاتحاد الأوروبي ، أملها في حال توصّل الأوروبيون لتوافق، بالحصول على تفويض للتفاوض الشهر المقبل.

وتوعد ترامب، في يونيو الماضي، بفرض رسوم جمركية بنسبة 20 بالمائة على السيارات وقطع الغيار المستوردة من الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيلحق أضراراً بألمانيا بشكل أساسي.

وبرر ترامب ذلك إلى “رسوم الحواجز التجارية، التي استخدمها الاتحاد الأوروبي طويلاً ضد الولايات المتحدة وشركاتها وعمالها”.

وفرضت واشنطن، نهاية مارس  2018، رسوماً جمركية على استيراد الصلب والألمنيوم بنسبة 25 بالمائة و10 بالمائة على التوالي.

وبدأ تنفيذ تلك الرسوم الجمركية في الأول من يونيو 2018؛ ما تسبب في توتير العلاقات بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الحليفة.

واتفق الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة ، في يوليو الماضي، على الامتناع عن فرض رسوم جديدة طوال فترة المفاوضات التجارية، بالإضافة إلى إنشاء مجموعة عمل تنفيذية من "المستشارين المقربين" من القيادتين  رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتعزيز الاتفاقات التجارية التي تم التوصل إليها.

وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطلع أغسطس الماضي ، الدول الرافضة للتفاوض حول الاتفاقات التجارية مع الولايات المتحدة بأنها ستدفع أموالاً باهظة رسوماً على وارداتها.

وقال ترامب، في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر حينها ، "إذا بقيت الدول على رفضها للتفاوض فسوف يدفعون لنا مبالغ هائلة في شكل رسوم…سوف نربح في كلتا الحالتين. الرسوم ستجعل بلدنا أكثر ثراء، ونحن نستخدمها للتفاوض لأجل اتفاقات تجارية منصفة".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet