فيما ألقت طائرات التحالف العربي منشورات تحذيرية على المواطنين في المدينة

صحيفة: الحكومة اليمنية الشرعية ترفض شروط الحوثيين مقابل تسليم الحديدة

الرياض – الحديدة - ديبريفر
2018-06-06 | منذ 5 سنة

 Story in English: https://debriefer.net/news-712.html

 نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن مصادر مطلعة قولها إن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً رفضت الشروط والمطالب التي قدمتها جماعة الحوثيين (أنصار الله) إلى المبعوث الأممي مارتن غريفيث، مقابل استئناف العملية السياسية والتفاوضية وتسليم مدينة الحديدة ومينائها غربي البلاد.

 وقالت المصادر للصحيفة إن رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، مهدي المشاط، حاول انتزاع اعتراف أممي من غريفيث بشرعية سلطتهم في صنعاء والأماكن الخاضعة لهم، لكنه فشل.

  وذكرت الصحيفة إن المشاط اشترط إلغاء الحظر الجوي والبحري المفروض على تدفق الأسلحة إلى جماعة الحوثيين وعدم استهداف قياداتهم كما حدث لسلفه صالح الصماد، فضلا عن توقف قوات الحكومة "الشرعية" عن التقدم في مناطق سيطرة الجماعة.

  وأشارت إلى أن من شروط المشاط أيضا أن تدفع الحكومة الشرعية مرتبات الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة جماعته، وهو مطلب رد عليه المتحدث باسم حكومة "الشرعية" بأن الحوثيين نهبوا نحو ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار من البنك المركزي، وحولوها لصالح مجهودهم الحربي، وهي مبالغ تكفي لمرتبات الموظفين في اليمن كافة لمدة عام كامل، حسب قوله.

  وأفادت المصادر أن لائحة الشروط الحوثية تضمنت إعادة فتح مطار صنعاء، والسماح بحركة الطيران التجاري، مشيرة إلى أن الحوثيين رفضوا تسليم ميناء الحديدة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لكنهم وافقوا على إشراف موظفين من الأمم لمتحدة على إدارة الميناء مقابل بقاء السيطرة الأمنية للجماعة.

وتقود السعودية تحالفا عربياً عسكريا ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد معاقل جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء.

  في سياق متصل قال سكان محليون في مدينة الحديدة، اليوم الاربعاء، إن طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ألقت منشورات تحذيرية على المناطق السكانية في المدينة الساحلية غربي اليمن (260 كيلو متر غرب صنعاء).

 ودعت المنشورات السكان للابتعاد عن مواقع تجمعات قوات الحوثيين والانتفاضة في وجهها أثناء اقتحام القوات اليمنية المدعومة من التحالف  المدينة الواقعة على البحر الأحمر.

 وخاطبت المنشورات سكان الحديدة بالقول: "المليشيات الحوثية المسلحة الإيرانية يستخدمون مناطقكم لمصالحهم الشخصية.. وقوفكم ومساندتكم للقوات الشرعية بالابتعاد عن مواقع وتجمعات قيادات الميليشيات الحوثية المسلحة".

 كما دعت السكان إلى "عدم الانجراف خلف المليشيات الحوثية لتسلموا اهلكم وارضكم" وفقا ماجاء في المنشورات.

  يأتي تحذير التحالف العربي لسكان الحديدة في وقت قالت مصادر سياسية يمنية  في صنعاء لوكالة أنباء "ديبريفر" أن مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيت الذي غادر صنعاء أمس الثلاثاء فشلت بسبب مطالب وشروط تعجيزية تقدمت بها جماعة الحوثيين (أنصار الله).

  وذكرت المصادر أن من بين هذه المطالب لانسحاب الحوثيين من الحديدة تقديم ضمانات بانسحاب قوات التحالف من الأراضي اليمنية  وعدم استهداف قيادات الحوثيين بضربات جوية، ودفع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إلى صرف مرتبات الموظفين المتوقفة منذ عام ونصف في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين شمال اليمن.

  كما تتضمن المطالب إدانة الأمم المتحدة لعملية مقتل رئيس مايسمى المجلس السياسي التابع الحوثيين صالح الصماد الذي قتل بغارة لطيران التحالف العربي قبل أكثر من شهر في الحديدة.

 وتأتي هذه التطورات العسكرية والسياسية بشأن الهجوم على الحديدة وميناءها الاستراتيجي المثير للجدل في وقت تقدمت قوات يمنية موالية للتحالف العربي تساندها الإمارات حتى صارت على مسافة عشرة كيلومترات من الميناء الواقع على البحر الأحمر الذي يستقبل معظم الواردات التجارية وإمدادات الإغاثة الإنسانية العاجلة لسكان البلد الذي مزقته الحرب لأكثر من ثلاثة أعوام.

  وكانت القوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمدعومة من التحالف العربي أعلنت الأسبوع الماضي قرب بدء عملية عسكرية للسيطرة على مدينة الحديدة.

 وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية العقيد ركن تركي المالكي، أن قوات اليمنية المشتركة  اقتربت كثيرا من السيطرة على مدينة الحديدة والتي لا يفصلها عنها سوى تسعة كيلو مترات، حد زعمه.

  وأوضح  المالكي خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الإثنين، أن قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وبدعم وإسناد من قوات التحالف العربي تتقدم في كافة الجبهات سيما في محور صعدة شمالا والحديدة جنوبا.

 ويتهم التحالف العربي الحوثيين باستعمال ميناء الحديدة لشن هجمات على السفن وتهريب الصواريخ الباليستية إلى المناطق التي يسيطرون عليها.

 وتصاعدت في الآونة الأخيرة التحذيرات الدولية من مخاطر الهجوم على ميناء الحديدة الاستراتيجي غربي اليمن  260 كيلومتر غرب صنعاء وإمكانية وقوع «كارثة إنسانية» وتداعيات خطيرة جراء المعارك الدائرة منذ نحو ثلاثة أسابيع، في محافظة الحُديدة الساحلية.

 ويخشى المجتمع الدولي ان تتأثر وتيرة وصول المساعدات الى اليمن عبر ميناء الحديدة في حال قرر التحالف التقدم واستعادة مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ أواخر عام ٢٠١٤.

 وحذرت وكالات الإغاثة الدولية من أن أي معركة كبيرة للسيطرة على الحديدة حيث يعيش أكثر من مليون من السكان، قد تسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى وإغلاق الميناء الذي يستقبل معظم الواردات التجارية وإمدادات الإغاثة العاجلة إلى اليمن.

 وتقول الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ومعها التحالف العربي الداعم لها، إن ميناء الحديدة العصب الرئيسي الذي تستقبل منه جماعة الحوثي الأسلحة والصواريخ المهربة من إيران ويشكل منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر، ومعبرا لتهريب الصواريخ الباليستية التي تطلقها الجماعة على السعودية، وهو ما تنفيه الجماعة.

 وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل نحو 11 الف مدني يمني، وجرح مئات الآلاف، كما شرد الصراع نحو ثلاثة ملايين شخص من منازلهم فيما تشير الأمم المتحدة إلى حاجة أكثر من 22 مليون يمني لمساعدات عاجلة.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet