قالت صحيفة "عدن الغد" اليمنية، اليوم السبت، نقلاً عن مصادر في القصر الرئاسي، إن الرئيس عبدربه منصور هادي سيعود منتصف مارس الجاري إلى مدينة عدن جنوبي اليمن بشكل نهائي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عاملة في قصر رئاسة الجمهورية بمنطقة "معاشيق" في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، قولها إن تجهيزات تجرى لاستقبال الرئيس هادي وبين التجهيزات ترتيب مقر الإقامة، وإن عودة هادي إلى عدن ستكون نهائية.
وأوضحت الصحيفة الصادرة في عدن، أنها حصلت على معلومات من مصدر في حكومة "الشرعية" اليمنية، تفيد بأن هادي سيعود منتصف مارس الجاري من مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض إلى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، قبل أن ينتقل إلى عدن.
وذكر المصدر الحكومي أن هادي سيقوم في المكلا بافتتاح مطار الريان عقب تأهيله مؤخراً بالإضافة إلى افتتاح عدد من المشاريع في محافظة حضرموت قبل أن يتوجه إلى مدينة عدن.
ومنذ أواخر مارس عام 2015، يقيم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في العاصمة السعودية الرياض، وقام بزيارات متقطعة إلى مدينة عدن الساحلية، وكانت آخر زيارة له إلى عدن في يونيو من العام الماضي 2018.
وتعاني عدن من انفلات أمني وتشهد حوادث اغتيالات وتفجيرات بين الحين والآخر، وذلك منذ طرد جماعة الحوثيين منها منتصف عام 2015.
وتفرض قوى مسلحة لا تخضع لتوجيهات الحكومة اليمنية "الشرعية" وتدين بالولاء للإمارات العربية المتحدة، سيطرتها على أجزاء واسعة من مدينة عدن ومحافظات جنوبية مجاورة.
وفرَّ الرئيس هادي من مدينة عدن أواخر مارس 2015 عندما اجتاحت قوات جماعة الحوثيين المدينة التي فرَّ إليها هادي أيضاً قادماً من العاصمة صنعاء في يناير من ذات العام عندما أفلت من قبضة جماعة الحوثيين آنذاك.
ويثير مكوث الرئيس اليمني وحكومته في الرياض، انتقادات واسعة من السياسيين والمراقبين والناشطين اليمنيين، الذين دائماً ما يطالبونه وحكومته بالعودة إلى أرض الوطن لإدارة المناطق الخاضعة
ويعيش اليمن منذ زهاء أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ سبتمبر 2014.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.