الرئيس اليمني يعين أحد رجالات "صالح" محافظاً للبنك المركزي

عدن (ديبريفر)
2019-03-20 | منذ 5 سنة

حافظ معياد محافظاً للبنك المركزي اليمني (أرشيف)

أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء اليوم الأربعاء، قراراً بتعيين، حافظ فاخر معياد محافظاً للبنك المركزي اليمني، خلفا لمحمد منصور زمام، وذلك بعد أشهر من المشاكل الاقتصادية التي تعم البلاد، وأبرزها التدهور الحاد في قيمة العملة المحلية.

يأتي قرار هادي، بتعيين معياد أحد الشخصيات الاقتصادية المقربة من سلفه، الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، بعد أقل من ثمانية أشهر من تعيينه مستشاراً للرئيس ورئيساً اللجنة الاقتصادية.

ويرى مراقبون أن قرار الرئيس اليمني، بتعيين حافظ فاخر معياد محافظا للبنك المركزي اليمني، جاء على خلفية نجاح حققه معياد منذ توليه رئاسة اللجنة الاقتصادية، حيث استطاع وقف التدهور المتسارع للاقتصاد اليمني وانهيار العملة المحلية "الريال" ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة مقابل العملات الأجنبية قبل أشهر قليلة.

ويعتقد مراقبون ومحللون اقتصاديون أن قرار تعيين معياد، جاء أيضا عقب شل البنك المركزي اليمني للقيام بدوره واستمرار التحفظات الأممية والدولية حياله والشكوك المتزايدة وراء تهربه من تفعيل قطاع مكافحة جرائم غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وإلزام البنوك بتفعيل الوحدات الخاصة بغسيل الأموال لديها، فضلاً عن اتهامات بالفساد اعترت البنك المركزي خلال قيادة زمام، وكشفها معياد بالوثائق قبل شهرين.

وفقد الريال اليمني أكثر من ثلاثة أرباع قيمته مقابل الدولار الأمريكي منذ العام 2015، وتسبب في ارتفاع مهول للأسعار وسط عجز الكثير من اليمنيين عن شراء السلع الأساسية لاسيما الغذائية، لتزيد الأوضاع المعيشية للمواطنين تفاقماً، خصوصاً مع توقف صرف مرتبات الموظفين الحكوميين منذ عامين ونصف عندما قرر الرئيس هادي نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن التي يتخذها عاصمة مؤقتة للبلاد.

وكشف حافظ معياد حينما كان رئيساً اللجنة الاقتصادية العليا، في 20 يناير الماضي، عن عمليات فساد منظم تمارسه قيادة البنك المركزي عبر المضاربة بالعملة في سوق الصرف بلغت مكاسبها نحو 9 مليارات ريال يمني خلال شهر واحد فقط.

وأثار ما كشفه معياد، جدلاً واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها ناشطون "فضيحة كبرى" في مسلسل الفساد الواسع النطاق في أورقة الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً.

وطالب معياد في مذكرة رسمية نشرها على صفحته بموقع "فيسبوك" رصدتها وكالة "ديبريفر" للأنباء، حينها، رئيس الحكومة الدكتور معين عبد الملك بتوجيه الهيئة العامة لمكافحة الفساد، بالتحقيق في فساد بالمليارات طال عملية بيع وشراء العملات في البنك المركزي اليمني.

وقالت مذكرة رئيس اللجنة الاقتصادية إن الفترة الماضية شهدت عملية تلاعب ومضاربة بالعملة، وإن هناك شبهات قوية بوجود عملية فساد واسعة النطاق.

ووفق الجدول الذي أرفقه رئيس اللجنة الاقتصادية بمذكرته، فإن الفارق بين أسعار السوق وأسعار الشراء من البنك، خلال أقل من شهر واحد وهو شهر نوفمبر الماضي، وصل إلى 8 مليارات و969 مليون ريال يمني (ما يعادل 17 مليون دولار).

ولم تشر المذكرة إلى الأشخاص الضالعين في عمليات الفساد، إلا أن مصادر مالية متطابقة قالت إن محافظ البنك المركزي محمد زمام ومسؤولين آخرين، متورطون في عملية المضاربة بالعملة.

ويُعد معياد أحد المقربين من الرئيس الراحل "صالح" الذي كلفه بمهام اقتصادية نجح في أغلبها سيما في بنك التسليف الزراعي اليمني، بينما يتهمه معارضون بالفساد، ويؤكدون أنه أحد المقربين من جلال نجل الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي والذي تدور حوله الكثير من شبهات الفساد.

واليمن منقسم بسبب الحرب الأهلية بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية، شن آلاف الضربات الجوية على قوات الحوثيين لإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الحكم في العاصمة صنعاء التي لا يزال الحوثيون يسيطر عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ أواخر عام 2014.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet