أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، يوم الأربعاء ، أن جولة جديدة من المباحثات التجارية بين أكبر عملاقين اقتصاديين في العالم ، " أمريكا والصين " ، ستعقد الأسبوع المقبل في بكين .
وأكد الرئيس ترامب للصحفيين في البيت الأبيض ، إن الولايات المتحدة والصين تسيران بخطى سريعة نحو التوصل إلى اتفاق ثنائي للتجارة وإن مفاوضين تجاريين أمريكيين سيذهبون إلى بكين الأسبوع القادم لجولة أخرى من المحادثات بين البلدين.
ورداً على سؤال عن رفع الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته على الصين، قال ترامب”إننا لا نتحدث عن إزالتها ، إننا نتحدث عن إبقائها لفترة زمنية كبيرة لأننا يجب علينا أن نتأكد من أننا إذا عقدنا الاتفاق“ فإن الصين ستتقيد به ، ولم يفصح عن مزيد من التفاصيل.
أمس الثلاثاء ، قال مسؤول بإدارة ترامب إن الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين يعتزمان السفر إلى الصين الأسبوع القادم لجولة أخرى من محادثات التجارة بين البلدين.
وستكون المحادثات المباشرة المقبلة ، هي الأولى بين الجانبين ، منذ أن قرر ترامب تأجيل مهلة انتهت في أول مارس ، لتفادي زيادة في الرسوم الجمركية على واردات من الصين بقيمة 200 مليار دولار من مستواها الحالي البالغ 10 بالمائة إلى 25 بالمائة ، وتهدف المفاوضات إلى إنهاء حرب تجارية مضى عليها ثمانية أشهر بين أكبر اقتصاديين في العالم.
وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، في 25 فبراير الفائت ، عن تفاؤله في إمكانية التوصل لاتفاق تجاري نهائي مع الصين ، بالتزامن مع قراره بتأجيل مهلة فرض زيادة التعريفات الجمركية على واردات سلع صينية تساوي 200 مليار دولار .
وقال ترامب إنه سيعقد قمة مع نظيره الصيني شي جين بينغ لتوقيع أي اتفاق يتم التوصل إليه، لكنه حذر في الوقت نفسه من أنه ما زال من الممكن عدم إبرام اتفاق.
وأضاف الرئيس ترامب في حديث لمجموعة من حكام الولايات الأمريكية حينها " إنه بينما قد يتم إبرام اتفاق تجاري بين أكبر عملاقين اقتصاديين في العالم ، " أمريكا والصين " ، قريباً ، فقد لا يتم التوصل إلى اتفاق أيضاً".
وانعكست تصريحات ترامب ، وإعلانه تأجيل فرض رسوم جمركية ، وقرب التوصل لاتفاق تجاري نهائي بين واشنطن وبكين ، بالإيجاب على الأسواق العالمية ، التي شهدت انتعاشاً منذ ذلك التاريخ ، وهو ما غذى الآمال في إمكانية وضع حل جذري لحرب التجارة بين أكبر اقتصاديين في العالم قريباً ، والتي أدت بالفعل خلال الأشهر التسعة الماضية إلى اضطراب التجارة العالمية وإبطاء الاقتصاد العالمي وتوتر الأسواق المالية.
وأكد صندوق النقد الدولي في تصريحات سابقة ، إن إجمالي الناتج الخام العالمي سينخفض بنسبة 0,75 بالمائة إذا تصاعد التوتر العالمي بين واشنطن وبكين.
وأجرى مفاوضون كباراً من الولايات المتحدة والصين ، على مدى خمسة أيام محادثات انتهت أواخر فبراير الفائت ، في مسعى للتوصل إلى تسوية للنزاع التجاري المستمر منذ أشهر، والذي يخشى المراقبون من احتمال تهديده الاقتصاد العالمي.
وهذه رابع جولة من المباحثات على مستوى عال بقيادة نائب رئيس الوزراء الصيني ليو خه ، والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ، منذ أن اتفقت واشنطن وبكين على هدنة في حربهما التجارية المستمرة بينهما منذ شهور ، في ظل خلافات كبيرة بشأن الممارسات الصينية فيما يتعلق بالملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا ،.
وانتهج ترامب سياسة ”أمريكا أولا“ التي تهدف إلى إعادة توازن التجارة العالمية لصالح الولايات المتحدة.
واتفق الرئيسان الصيني شي جين بينغ والأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائهما على هامش قمة العشرين في الأول من ديسمبر الماضي، على تهدئة الحرب التجارية والكف عن فرض المزيد من الرسوم الجمركية، لمدة 90 يوماً ، انتهت في الأول من مارس الحالي ، من أجل التوصل إلى اتفاق ملموس من خلال المفاوضات لإنهاء النزاع بعد أشهر من تصاعد التوترات بين البلدين الكبيرين.
وخلال هذه الهدنة تجمّد واشنطن تنفيذ قرارها بزيادة الرسوم الجمركية العقابية بقيمة 200 مليار دولار من الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة سنوياً، مقابل شراء بكين بشكل فوري كميات كبيرة من المنتجات الزراعية الأمريكية.
وجاء التوصل إلى الهدنة بعد تصاعد التوتر وحرب التجارة وقضايا أخرى بين واشنطن وبكين خلال الأشهر السابقة، إثر فرض كلا البلدين رسوماً جمركية متبادلة بمليارات الدولارات مما هدد الاقتصاد العالمي وأثار مخاوف من إمكانية اندلاع حرب تجارية شاملة بين أكبر عملاقين اقتصاديين في العالم.