حذر صندوق النقد الدولي ، اليوم الأربعاء ، من الخسائر التي سيتسبب بها التصعيد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على الصناعات التحويلية في البلدين .
وقال الصندوق في تقرير عن آفاق الاقتصاد العالمي لشهر إبريل ، أن البلدين ستعانيان خسائر ”جسيمة“ في الصناعات التحويلية ، حيث سيؤدي رفع الرسوم الجمركية إلى 25 في المئة بينهما إلى تحول الطاقة الإنتاجية صوب المكسيك وكندا وشرق آسيا.
وتأتي هذه التحذيرات ، في الوقت الذي تتزايد فيه التوقعات بالتوصل إلى اتفاق نهائي بين البلدين ، حيث توقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 22 مارس ، أن يتم إبرام اتفاق نهائي للتجارة قريباً مع الصين سيما أن المباحثات التجارية بين أكبر عملاقين اقتصاديين في العالم، تحرز تقدماً، حد قوله.
وأكد ترامب في مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس" التليفزيونية بُثت حينها، أن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تحرز تقدماً وإن الاتفاق النهائي سيتم إبرامه على الأرجح.
ورداً على سؤال بشأن تصريحاته السابقة المتعلقة ببقاء الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على السلع الصينية لفترة من الوقت، أجاب ترامب: "لا مشكلة في المفاوضات التجارية".
وفيما يخص رفع الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته على الصين، رد ترامب: "إننا لا نتحدث عن إزالتها، إننا نتحدث عن إبقائها لفترة زمنية كبيرة لأننا يجب علينا أن نتأكد من أننا إذا عقدنا الاتفاق فإن الصين ستتقيد به"، ولم يفصح عن مزيد من التفاصيل.
وأكد صندوق النقد الدولي في تصريحات سابقة ، إن إجمالي الناتج الخام العالمي سينخفض بنسبة 0,75 بالمائة إذا تصاعد التوتر العالمي بين واشنطن وبكين.
وانتهج ترامب سياسة ”أمريكا أولا“ التي تهدف إلى إعادة توازن التجارة العالمية لصالح الولايات المتحدة.
واتفق الرئيسان الصيني شي جين بينغ والأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائهما على هامش قمة العشرين في الأول من ديسمبر الماضي، على تهدئة الحرب التجارية والكف عن فرض المزيد من الرسوم الجمركية، لمدة 90 يوماً ، انتهت في الأول من مارس ، من أجل التوصل إلى اتفاق ملموس من خلال المفاوضات لإنهاء النزاع بعد أشهر من تصاعد التوترات بين البلدين الكبيرين.
وخلال هذه الهدنة تجمّد واشنطن تنفيذ قرارها بزيادة الرسوم الجمركية العقابية بقيمة 200 مليار دولار من الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة سنوياً، مقابل شراء بكين بشكل فوري كميات كبيرة من المنتجات الزراعية الأمريكية.
وجاء التوصل إلى الهدنة بعد تصاعد التوتر وحرب التجارة وقضايا أخرى بين واشنطن وبكين خلال الأشهر السابقة، إثر فرض كلا البلدين رسوماً جمركية متبادلة بمليارات الدولارات مما هدد الاقتصاد العالمي وأثار مخاوف من إمكانية اندلاع حرب تجارية شاملة بين أكبر عملاقين اقتصاديين في العالم.