تمضي عملية التطبيع الإسرائيلي السعودي قدما، وبصورة متسارعة، تحت ذريعة خلق شرق أوسط جديد يقوده ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، كإحدى الضمانات الأساسية لتولي الرجل مقاليد الحكم في المملكة العربة السعودية، خلفا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز.
وشهدت العلاقات بين البلدين انفتاحا مباشرا – غير معلن- تسوقه خارطة الطريق التي رسمها الأمير الشاب "المملكة 2030" وتروج لها الماكينة الإعلامية التابعة لنظام الرياض، بأساليب وطرق مطاطية، تجنبا لردة فعل يرى المراقبون أنها قد تكون "صارمة" من قبل بعض الشخصيات المعارضة لفكرة التطبيع.
ورصدت "وكالة ديبريفر" خلال اليومين الماضيين نشاطا لبعض عرابي التطبيع السعودي الإسرائيلي عبر سلسلة من التغريدات نشرت على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تحت وسم # نريد_سفارة_لإسرائيل_بالرياض الذي أطلقه الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين، وسبب جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بالمملكة.
ويأتي إطلاق الوسم، في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات للتطبيع مع دولة الاحتلال، فيما يرى البعض أنها حركة استباقية لتهيئة الشارع السعودي لعملية التطبيع مع إسرائيل.
وغرد مدير معهد أبحاث الشرق الأوسط في مدينة جدة عبدالحميد الحكيم قائلا: "بأن فتح سفارة لإسرائيل في العاصمة الرياض، سيكون بمثابة إعلان شهادة وفاة للمشروع الإيراني الفوضوي المتمثل بالإسلام الشيعي من جهة، والإسلام السياسي السني من جهة أخرى.
#نريد_سفارة_لإسرائيل_بالرياض
— Abdulhameed ALHakeem (@hakeem970) ٤ مايو ٢٠١٨
ماذا يعني فتح سفارةلإسرائيل في الرياض وسفارةسعوديةفي القدس؟يعني إعلان شهادة وفاةالمشروع الإيراني الذي نشرالفوضى عبرالإسلام السياسي الشيعي وكذلك وفاة الإسلام السياسي السني وخلق شرق أوسط جديدأفضل لشعوب المنطقةوسيذكرالتاريخ أن محمدبن سلمان من أنقذالمنطقة
الحكيم -المعروف بترويجه للتطبيع مع تل أبيب- أكد في تغريدته أن التاريخ سيدون في سجلاته ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منقذا للمنطقة، بالتطبيع مع الكيان، مؤكدا بأن ذلك يصب في مواجهة إيران، كون تل أبيب تقف مع السعودية والخليج لمواجهة الأطماع الإيرانية.
قد تود الاطلاع على التقرير باللغة الانجليزية اضغط هنا
تغريدات الحكيم وتوجهاته الواضحة نحو التطبيع لم تكن الأولى، حيث سبق للرجل أن جاهر بذلك علانية في مقابلة تلفزيونية على قناة الحرة الأمريكية ديسمبر الماضي، مؤكدا أن القدس رمزية دينية لليهود تماما كما هي قدسية مكة والمدينة للمسلمين.
مغردون آخرون أدلو بدلوهم تحت نفس الوسم الذي احتل مراكز متقدمة في ترند السعودية، حيث طالب البعض بتسير رحلات مباشرة بين تل أبيب والرياض، وفتح علاقات أوسع مع اسرائيل بما يخدم رؤية الأمير الشاب محمد بن سلمان.
ويروج مقربون من قادة الرأي في بلاد الحرمين بأن التطبيع الخليجي مع إسرائيل بات ضرورة ملحة لطي صفحات من العداء التاريخي العربي - الخليجي مع إسرائيل، الذي يقوده بنجاح الأمير محمد بن سلمان، لتقزيم العدو الحقيقي للمنطقة، والمتمثل في ايران.
وكشفت تقارير سابقة وتصريحات لمسؤولين إسرائيليين عن محادثات سرية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية -منها السعودية- التي ترى في تل أبيب حليفاً محتملاً لمواجهة التمدد الايراني في الشرق الأوسط.
تجدر الإشارة الى أن الإعلامي إيدي كوهين الذي أنشأ الوسم غرد قائلا: «لم أتوقع هذا التفاعل الإيجابي والكبير مع الوسم الذي أطلقته»،.